في ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتأثير الأزمات السياسية على سلاسل الإمداد الغذائية، أصبح تحقيق الأمن الغذائي أولوية وطنية كبرى.
وتسعى مصر من خلال استراتيجياتها الزراعية إلى زيادة الإنتاج المحلي وتعزيز الاعتماد على الذات كخطوة لضمان استقرار الأمن الغذائي وحماية الاقتصاد الوطني.
أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن تحقيق الأمن الغذائي يُعتبر من أولويات الدولة المصرية في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية.
وأوضح أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بالقطاع الزراعي باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان استدامة المحاصيل الأساسية.
وأشار أبو صدام إلى أن مصر نجحت في تحقيق اكتفاء ذاتي في معظم أصناف الخضروات والفواكه الأساسية، فيما لا يزال هناك عجز جزئي في محاصيل الحبوب، الزيوت، واللحوم الحمراء.
وأكد أن الدولة تعتمد على الاستيراد لتعويض هذا العجز، إلا أن التركيز ينصب على زيادة الإنتاج المحلي كحل استراتيجي طويل المدى لتقليل الاعتماد على الواردات، خاصة في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
ومن جانبه، شدد الدكتور طارق محمود، أستاذ الإرشاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، على ضرورة الجمع بين التوسع الأفقي والعمودي لتحقيق التنمية الزراعية.
وأوضح في حواره مع موقع "بلدنا اليوم" -ينشر لاحقا- أن التوسع الأفقي يتمثل في استصلاح الأراضي الجديدة، خاصة في المناطق الصحراوية مثل الصحراء الغربية والشرقية، بينما يعتمد التوسع الرأسي على تحسين إنتاجية الفدان من خلال الأبحاث العلمية وتطبيق التقنيات الزراعية الحديثة.
وصرح محمود بأن الجهود البحثية في تطوير أصناف زراعية مقاومة للظروف المناخية الصعبة أدت إلى ارتفاع إنتاجية محاصيل مثل القمح من 18 إلى 24 أردبًا للفدان.
وأكد أن هذه التحسينات تُسهم في تضييق الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي الوطني.
كما دعا محمود إلى تعزيز الاستثمارات الزراعية لاستغلال الموارد المتاحة بشكل أفضل، مشيرًا إلى أهمية تنمية البنية التحتية في المناطق الزراعية الجديدة وتوفير الدعم الفني والمالي للمزارعين.
وأكد الخبراء في ختام تصريحاتهم أن زيادة الإنتاج الزراعي تُعد ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي، خاصة مع محدودية الموارد المائية والمساحات المزروعة التقليدية على ضفاف نهر النيل.
وأوصوا بضرورة تطبيق سياسات مائية ذكية وتشجيع المزارعين على استخدام نظم الري الحديثة لتحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة الإنتاجية.
ويظل الأمن الغذائي قضية حيوية تفرض نفسها بقوة على الأجندة الوطنية لمصر، حيث تمثل زيادة الإنتاجية والتوسع الزراعي سبيلين رئيسيين لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتجاوز التحديات الاقتصادية العالمية.
ومع استمرار دعم الدولة لقطاع الزراعة وتطوير الأبحاث العلمية، تقترب مصر من تحقيق طموحاتها في ضمان الأمن الغذائي المستدام للأجيال القادمة.