تنطلق اليوم الثلاثاء في مدينة قازان الروسية قمة مجموعة "بريكس" بحضور 24 رئيس دولة وحكومة، برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتستمر حتى يوم الخميس المقبل، تأتي هذه القمة في إطار مبادرة تسعى لإنشاء نظام عالمي جديد يهدف إلى تقليص هيمنة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
من بين أبرز المشاركين في القمة الرئيس الصيني شي جينبينغ، إلى جانب ممثلين من 32 دولة، وتشمل الدول الأعضاء الأصلية في مجموعة "بريكس" كل من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا. كما انضمت دول أخرى حديثًا إلى التجمع، منها الإمارات، ومصر، وإثيوبيا، وإيران، فيما لم يتضح بعد موقف السعودية التي ستنضم رسميًا في بداية العام المقبل وفقًا لما أعلنته روسيا.
وتشهد القمة حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يشارك لأول مرة بعد انضمام مصر رسميًا إلى المجموعة مطلع العام الجاري.
ما هي مجموعة بريكس؟
تعتبر مجموعة "بريكس" تحالفًا اقتصاديًا وسياسيًا يضم قوى عالمية وإقليمية مثل الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين الاقتصادات الناشئة في مواجهة الهيمنة الغربية على المنظمات المالية العالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
تعد المجموعة بعد توسعها واحدة من أهم القوى الاقتصادية العالمية، حيث يبلغ عدد سكان الدول الأعضاء حوالي 3.5 مليار نسمة، وهو ما يعادل 45% من سكان العالم.
كما تبلغ قيمة اقتصاداتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، ما يمثل 28% من الاقتصاد العالمي. وتُنتج دول البريكس نحو 44% من النفط الخام في العالم، مما يبرز أهميتها في أسواق الطاقة العالمية.
دور الصين وروسيا في البريكس
تلعب الصين دورًا مركزيًا في مجموعة البريكس، حيث تسعى لتعزيز نفوذها الاقتصادي خاصة في قارة أفريقيا. وتُعتبر مبادرة إقراض الدول النامية من خلال بنك التنمية الجديد، الذي أنشأته دول البريكس عام 2014، أحد الوسائل التي تستخدمها الصين لتوسيع نفوذها العالمي. قدم البنك حتى الآن حوالي 32 مليار دولار لتمويل مشاريع تنموية في الدول النامية.
أما روسيا، فهي ترى في مجموعة البريكس وسيلة لتقليل تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها منذ غزو أوكرانيا. وتستغل موسكو هذا التجمع لتعزيز علاقاتها مع الدول الأعضاء، وخاصة إيران، التي تُعتبر شريكًا استراتيجيًا في مواجهة الغرب.
هل ستكون هناك عملة مشتركة لدول البريكس؟
في ظل استخدام الدولار الأمريكي كعملة رئيسية للتجارة بين الدول الأعضاء، اقترح بعض السياسيين إنشاء عملة مشتركة لتقليل الاعتماد على الدولار. ومع ذلك، لم تتم مناقشة هذا المقترح بجدية خلال القمة الأخيرة عام 2023. ويعتقد الخبراء أن إنشاء عملة مشتركة قد يكون صعبًا بسبب التباين الكبير بين اقتصادات الدول الأعضاء. ومع ذلك، قد تفكر الدول في المستقبل في إنشاء عملة رقمية لاستخدامها في المعاملات التجارية الدولية.
البريكس ومجموعة العشرين: تعاون أم تنافس؟
رغم أن مجموعة البريكس تضم بعض الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، إلا أن بعض المحللين يرون أن المجموعتين قد تتعاونان في المستقبل لمعالجة قضايا عالمية مثل التغير المناخي وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي. ويرى البعض أن التعاون بين المجموعتين يمكن أن يسهم في توفير المزيد من التمويل للدول النامية.
أهداف مجموعة البريكس
تسعى مجموعة البريكس إلى تحقيق أهداف استراتيجية طويلة الأمد، من بينها تعزيز الأمن والسلام العالميين، وتحقيق التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء. وتعتبر هذه الجهود خطوة نحو بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب، ينهي الهيمنة الغربية بحلول عام 2050.