وسط تحذيرات مصرية.. هل ستقود إسرائيل وإيران المنطقة إلى الهاوية؟

الاثنين 21 أكتوبر 2024 | 06:33 مساءً
كتب : أحمد عبد الرحمن

تتبادل تل أبيب وطهران التهديد والتحذير، إذ تتوعد إسرائيل إيران بضربة محتملة تستهدف المنشآت النووية والنفطية وسط ضغط من المجتمع الدولي بضبط النفس خوفا من انزلاق المنطقة في حرب إقليمية، ما أثار العديد من التساؤلات حول احتمالات وقوع مواجهات مباشرة بين الطرفين؟ والاستعدادات المصرية لذلك؟

في البداية، استبعد اللواء أركان حرب طارق مهدي، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، دخول إيران وإسرائيل في حرب مباشرة خلال الفترة المقبلة، قائلًا:" إن الطرفين لا يريدان جر المنطقة في حرب إقليمية".

لواء أركان حرب: رد الفعل الإسرائيلي على إيران لا يخرج عن قواعد الاشتباك

وأضاف مهدي في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن رد إسرائيل على إطلاق إيران مئات الصواريخ البالستية التي استهدفت القواعد العسكرية الإسرائيلية سيكون في إطار قواعد الاشتباك المتعارف عليها بين الطرفين والتي تنص على عدم استهداف المنشآت النووية أو البنية التحتية أو النفطية في ظل حرص الطرفين على عدم جر المنطقة إلى حرب إقليمية.

وحول الاستعدادات المصرية في ظل التصعيدات التي طرأت على المنطقة بين تل أبيب وطهران الفترة الماضية، لفت اللواء طارق المهدي، إلى أن موقف القاهرة واضح منذ بداية الصراع، والذي تمثل في ضبط النفس وعدم المشاركة في صراعات تؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي وسط مطالبات بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين.

وعن مدى قبول أمريكا بنشوب مواجهات مباشرة بين طهران وتل أبيب، قال إن بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يستغل ظروف الانتخابات الأمريكية الرئاسية 2024 للضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن لتنفيذ ما يخطط له دون اعتراض من الإدارة الأمريكية الحالية.

وتابع: أنه من المؤكد أن أمريكا كلاعب رئيسي في الصراع الإقليمي لن تسمح بذلك خاصة إذا كانت الخرب تضر بمصالح الأمريكية في المنطقة، لذلك دور الولايات المتحدة سيحافظ على محدودية ردود الأفعال بين الطرفين.

ونوه عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى أن الموقف اللبناني من سيء إلى أسوأ في ظل التفكك الداخلي واختلاف الرؤى من النخب السياسية في لبنان بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، وظهور وجهات نظر مختلفة من القوى السياسية اللبنانية وسط مطالبات قوية بوضع سلاح حزب الله تحت سيطرة الجيش اللبناني لذلك الأوضاع مرشحة إلى تدهور أكبر الفترة المقبلة.

واستبعد وقوع مناوشات عسكرية بين تل أبيب والقاهرة حال دخول المنطقة في حرب إقليمية، مرجعا ذلك إلى تورط قوات الاحتلال في اشتباكات مسلحة مع أكثر من جبهة ما يدفعها إلى التراجع وتهدئة الأوضاع مع مصر، والسبب الثاني يتمثل في المصالح الأوربية في المنطقة التي تحافظ عليها مصر باعتبارها مركزًا لاستقرار الشرق الأوسط.

وأكد اللواء طارق مهدي، أن الموجهات بين إيران وإسرائيل الفترة الماضية لم تتم باتفاق مسبق كما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، قائلا:" إن الطرفين لكل منهما استراتيجية ومشروع مختلف في المنطقة سواء الفارسي أو الصهيوني وبينهما فرق واختلاف كبير للغاية".

مساعد وزير الخارجية الأسبق: الأوضاع في الشرق الأوسط تقف حافة الهاوية

وبدوره، قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الوضع في الشرق الأوسط على يقف على حافة الهاوية، مضيفا أن نتنياهو يريد أن يثبت لليهود في إسرائيل والعالم أنه هو الوحيد القادر على حمايتهم.

وأضاف القويسني في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي على استعداد لتدمير العالم من أجل البقاء في السلطة.

خبير بالشأن العبري: المواجهات بين إسرائيل وإيران إحدى أهداف نتنياهو

ومن جانبه، قال فايز عباس، الخبير بالشأن الإسرائيلي، إن نتنياهو يتطلع إلى توجيه ضربة مؤلمة لإيران يدمر من خلالها قوتها العسكرية والاقتصادية والنووية بضربة واحدة، ما يؤدي في النهاية لدخول المنطقة في حرب إقليمية.

ودلل على ذلك عباس بتصريحات وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت بأن إسرائيل ستوجه ضربة قاتلة ومفاجئة لإيران.

وأضاف في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن طهران بالطبع سترد على إسرائيل بصفقات صاروخية مكثفة تستهدف مناطق استراتيجية إسرائيلية ما يسفر عن دخول المنطقة في نفق مظلم.

وأردف : أن الولايات المتحدة ستكون شريكًا لإسرائيل في الحرب الإسرائيلية الإيرانية واسعة النطاق، مدللا على ذلك بزيارة قائد المنطقة الوسطى بالجيش الأمريكي لتل أبيب الفترة الماضية للتنسيق بشان رد إسرائيل على إيران، فضلا عن الترتيبات التي حدثت من أجل لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي بالرئيس الأمريكي جو بايدن وتم إلغائها بتدخل من نتنياهو.

وأوضح فايز عباس، أن ذلك سيحقق حلم بنيامين نتنياهو في جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، وهو الهدف الذي كانت تل أبيب تسعى له منذ فترة.

واستطرد: أن هدف رئيس حكومة الاحتلال الثاني يتمثل في خلق شرق أوسط جديد بقيادة إسرائيل وسط تطبيع مع الدول العربية التي يطلق عليها دول معتدلة خاصة دول الخليج العربي.

وأشار إلى أن بنيامين نتنياهو يستهدف أيضا تغيير النظام الإيراني، إذ وجه مؤخرًا رسالة إلى الشعب الإيراني أدعى فيها أن الإدارة الحالية ستزول في أقرب وقت.

وعن إمكانية إسرائيل في الحرب مع أكثر من جبهة، قال إن وقوف الولايات المتحدة بجانب إسرائيل يسمح لها بالدخول في حرب مباشرة مع طهران في ظل الدعم الأمريكية المطلق سواء عسكري أو مالي أو سياسي.

وعلى الجانب الآخر، قال إن ستجد صعوبة في الدخول بحرب طويلة مع إسرائيل بسبب الأوضاع الاقتصادية، وعدم استقرار المجتمع الداخلي الذي يقف ضد فكرة الحرب المباشرة.

وحول رؤيته السيناريوهات المقبلة، لفت إلى أن المنطقة مرشحة بقوة لحرب واسعة النطاق التي تسعى فيها إسرائيل إلى إعادة قوة الردع التي فقدتها منذ السابع من أكتوبر الماضي. 

اقرأ أيضًا| خبراء: استشهاد السنوار ضربة للمقاومة لكنها ليست القاضية.. خالد مشعل الأقرب لخلافته

اقرأ أيضا