خبراء: استشهاد السنوار ضربة للمقاومة لكنها ليست القاضية.. خالد مشعل الأقرب لخلافته

الاثنين 21 أكتوبر 2024 | 05:50 مساءً
كتب : أحمد عبد الرحمن

أفاقت الأمة العربية منذ أيام على خبر استشهاد يحيى السنوار بغزة أثناء المعارك المعارك الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أثبت للعالم كذب إسرائيل التي قالت إن السنوار يحيط نفسه بالأسرى الإسرائليين خوفًا من اغتياله، ولكنه كان في الصفوف الأول من القتال، وهو ما لم تتوقعه تل أبيب يومًا ما وكان سببًا في فشلها على اغتياله، وما حدث كان مصادفة، وفي إلى أي مدى سيؤثر استشهاد السنوار على الحرب الإسرائيلية في غزة؟ وانعكاس ذلك على الأسرى الإسرائيليين في غزة، ومن الوريث الأقرب لخلافته؟

رشاد: قرار الرهائن الإسرائيليين موزع على 7 حركات مقاومة وليست حماس فقط

وفي البداية، قال لواء أركان محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة الأسبق، والخبير الاستراتيجي والعسكري، ومسؤول ملف الصراع العربي الإسرائيلي، إن استشهاد يحي السنوار أثناء المعارك الدائرة بغزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الإسرائيلي لا يمثل نهاية الحرب في القطاع ولكنها ضربة قوية إلى حماس، مدللًا على ذلك أن اغتيال حسن نصر الله ومن قبله الشيخ ياسين الرنتيسي مؤسس حركة حماس لم يمنع أبناء الشعب من الاستمرار في مقاومة العدو.

وأضاف رشاد في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» إن هناك 7 حركات مقاومة في غزة وليس حماس بمفردها، يقاتلون إسرائيل اليوم دفاعًا عن وجودهم بعدما حاصر الاحتلال جميع مخارج غزة.

وتابع وكيل المخابرات العامة الأسبق: أن الخطوة التالية أمام هذه الحركات للنجاة هى الاتحاد تحت اسم واحد والاتفاق على مواجهة الاحتلال بكافة الوسائل للنجاة بأنفسهم من هذا المأزق والدفاع عن بلادهم.

وأشار اللواء إلى أن أبرز ما يواجه حماس خلال الوقت الراهن هو تدبير الذخيرة والإمدادات العسكرية في ظل استنزاف العديد من المواد العسكرية لدى المقاومة خلال العام الماضي، مرجحًا توصلهم لحل في هذا المجال لمواجهة قوات الاحتلال.

ونوه إلى أن أغلب حركات الاغتيالات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي نتيجة خيانات من أشخاص موجودة بالداخل ومرتبطة بجهاز المخابرات الإسرائيلي، مؤكدًا أن استشهاد السنوار كان بالمصادفة.

وأردف: أن استشهاد يحي السنوار كان متوقعًا خاصة في ظل التواجد الكبير لقوات الاحتلال الإسرائيلي داخل غزة وتعهد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم تركها مرة أخرى، وأكد على تتبع قيادات حماس الموجودة في القطاع، وذلك استشهاده كانت النهاية المتوقعة ولا أرى نهاية أخرى له ولكنه عجل بها عندما خرج إلى سطح الأرض لاستطلاع المعركة.

وشدد أن الحل الوحيد أمام جميع حركات المقاومة الموجودة في غزة هو الاتحاد كونها أصبحت الآن مسألة وجود لهم، مشيرًا إلى أن استشهاد يحى السنوار لن يؤثر على قضية الرهائن كونهم موزعين على جميع حركات المقاومة وليس حماس بمفردها.

وتابع: أن حديث حركة حماس عن الأسرى كان نيابة عن باقي الحركات التي احتجزت أسرى في السابع من أكتوبر الماضي، واستشهاد السنوار سيزيد من تمسك المقاومة بشروطها للإفراج عنهم، وحماس ستستمر في هذا النهج حتى يقضى الله أمرًا كان مفقولا.

وحول انعكاس استشهاد يحي السنوار على الإدارة الإسرائيلية، قال إن نتنياهو لم يحقق أي هدف من أهداف العملية العسكرية التي أعلن عنها منذ السابع من أكتوبر الماضي سواء في غزة أو لبنان، لذلك يروجوا لأي اغتيالات تنفذها تل أبيب سواء في داخل أراضي الصراع أو خارجها على أنها بطولات على الرغم من أن اغتيال السنوار كان صدفة وليس به أي نوع من البطولة أو نجاح الأجهزة الإسرائيلية في إيجاده.

وتابع: أن نتنياهو يحاول الترويج لأي أعمال تتم في غزة للوقف عليها وامتصاص غضب شبعه، لكن الهدف الإسرائيلي في غزة والذي يمثل عودة الأسرى المحتجزين لم يتحقق حتى الآن ولم يتم القضاء على المقاومة وبدليل أن المعارك مستمرة بينهما ولم تنعم تل أبيب بالأمن والاستقرار منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأكد أن الترويج إعلام نتنياهو للاغتيالات على أنها بطولات دليل واضح على عجزهم عن تحقيق أي انتصار داخل ميدان المعركة، وأيضًا من أجل مصالح نتنياهو الشخصية وهى البقاء في الحكم وعدم محاكمته.

وحول الجهود الإقليمية لخفض التصعيد في المنطقة، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من أجل عدم انزلاق المنطقة في حرب إقليمية.

وأضاف وكيل المخابرات العامة الأسبق، إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى عدد من البلاد العربية تعبر عن رغبة إيران في عدم زيادة رقعة الصراع أو الدخول في حرب مباشرة مع إيران والتي ستؤدي إلى جر أمريكا أيضًا إلى الحرب مع طهران.

ربيع: ثلاث سيناريوهات لتداعيات استشهاد السنوار على المنطقة

ومن جانبه، واستبعد اللواء أركان حرب وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، والقيادي السابق بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، إن استشهاد يحيى السنوار في غزة لن يؤثر بشكل أو بأخر على التوترات الأخيرة بين طهران وتل أبيب، قائلًا: إن الاضطرابات بين إيران وإسرائيل قائمة منذ زمن بعيد دون تدخل غزة من الأساس في الخلاف بينهما، وطهران تعتبر إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أعداء لها دون تدخل المقاومة الفلسطينية.

وأضاف ربيع في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن مستقبل منطقة الشرق الأوسط أصبح الآن على صفيح ساخن، ومرشح للاشتعال بقوة، مشيرًا إلى أن نتنياهو يطمح في جر إيران إلى المعركة لإجبار أمريكا على التدخل المباشر، لزيادة أمد الصراع وضمان بقائه في السلطة، بالإضافة إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني.

وحدد عدد من السيناريوهات المتوقعة في ظل توتر الأوضاع بين إسرائيل وإيران، أبرزها توجيه تل أبيب ضربة صاروخية محدودة على أهداف عسكرية تضم قواعد حربية، أو بحرية، أو مرافق عامة، لامتصاص غضب المجتمع الإسرائيلي.

وتابع: أن سيناريو المستبعد بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية هو استهداف إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية، خوفًا من انزلاق المنطقة في حرب إقليمية ولاسيما أن أمريكا تقف حاليًا على أعتاب انتخابات رئاسية جديدة.

وأردف: أن احتفاظ إسرائيل بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين سيناريو وارد في ظل ترقب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي وصول مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى حكم أمريكا للحصول على دعم مالي وعسكري.

قاسم: الاحتلال اكتشف استشهاد السنوار بعد 48 ساعة من تصويبه

وبدوره، قال قاسم بلال، نائب رئيس برلمان البحر المتوسط، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن المخابرات والموساد الإسرائيلي كانا على قناعة تامة أن يحيى السنوار يتواجد على مدار الساعة في أنفاق رفح محاط بالمحتجزين الإسرائيليين كي يضمن عدم اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي.

وأضاف بلال في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن السنوار أصيب خلال مداهمة لجيش الاحتلال للمنزل الذي تواجد داخله السنوار وأطلق الرصاص على الجنود الذين ردوا بقذيفة دبابة وعندما دخل الجنود بعد ٤٨ ساعة من تبادل إطلاق النار عثر على جثة السنوار.

وتابع: أن كافة التوقعات والادعاءات الإسرائيلية التي ذكرت أن السنوار كان محاطة بالأسرى الإسرائيليين كانت كاذبة بل كان "والله" في الصفوف الأولى للقتال.

ولفت إلى أن استشهاد السنوار ضربة صعبة للمقاومة في القطاع، لكنها لن تكون القاضية لكتائب الشهيد عز الدين القسام، مؤكدًا على مواصلة المقاومة حربها ضد العدوان الإسرائيلي على الشعب الإسرائيلي.

واستطرد: أن استشهاد السنوار لن يؤثر على الحرب بالقطاع كما هو الحال في لبنان فلم يؤثر اغتيال نصر الله على نشاط حزب الله الذي لم يتوقف ولا لحظة واحدة في مقاومة وتوجيه صواريخ على إسرائيل.

وأوضح نائب رئيس برلمان البحر المتوسط، أن عائلات المحتجزين الإسرائيليين على قناعة أن استشهاد السنوار سيشكل خطرًا على حياة أبنائهم انتقامًا لرئيس حركة حماس.

ورجح ضرورة حفاظ حماس على حياة الأسرى كونها ورقة الضغط الوحيدة على إسرائيل على الرغم أن نتنياهو لا يريد هذه الصفقة.

حول الشخصية التي ستكون خليفة يحيى السنوار في قيادة حماس، قال إنه يصعب التوقع بذلك الآن، ولكنه سيكون من قطاع غزة وليس من الخارج، متوقعًا أن يكون خالد مشعل الوريث الأقرب لخلافة السنوار. 

اقرأ أيضًا| الشرطة الإسرائيلية تلقي القبض على 7 إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران

اقرأ أيضا