صرح السيد خضر، الخبير الاقتصادي، بأن قطاع الكهرباء في مصر يواجه تحديات كبيرة نتيجة الزيادة المستمرة في الطلب على الكهرباء، والتي تفاقمت بسبب النمو السكاني والتنمية الاقتصادية السريعة. وهذا الضغط على البنية التحتية للكهرباء، بالإضافة إلى نقص إمدادات الوقود، وخاصة الغاز الطبيعي، أدى إلى زيادة معدلات تخفيف الأحمال الكهربائية في بعض الأوقات.
وأشار خضر، في تصريحات خاصة ل"بلدنا اليوم"، أن صفقة شراء الغاز الطبيعي المسال الكبيرة التي أبرمتها مصر، والتي تشمل شراء 17 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، ستساعد في التغلب على بعض التحديات الرئيسية التي تواجه قطاع الكهرباء.
وأوضح أن هذه الصفقة ستزيد من إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء العاملة بالغاز، مما يساهم في زيادة إنتاج الكهرباء وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد.
وأكد السيد خضر أن هذه الصفقة ستساهم في تحسين استقرار الشبكة الكهربائية من خلال توفير مصدر مستقر ودائم للوقود، مما يقلل من اعتماد محطات الكهرباء على الوقود السائل الذي غالباً ما يتسبب في انقطاعات الكهرباء.
و كما أن الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال سيساهم في تنويع مزيج الطاقة في مصر، مما يقلل من الاعتماد الكبير على مصادر الطاقة التقليدية والمتقلبة.
وأشار السيد خضر إلى أن شراء الغاز بكميات كبيرة من خلال هذه الصفقة سيساعد في الحصول على أسعار تفضيلية، مما يخفف من الأعباء المالية على الدولة وتكاليف إنتاج الكهرباء.
و نبه إلى أن تأثير هذه الصفقة على أسعار الكهرباء للمستهلكين النهائيين ليس واضحاً بشكل مباشر، حيث تتأثر أسعار الكهرباء بعوامل متعددة مثل تكاليف التشغيل والصيانة للمحطات الكهربائية، وسياسات التسعير والدعم الحكومي، بالإضافة إلى عوامل مثل التضخم وتكاليف المواد الأخرى.
وختم السيد خضر تصريحه بأن هذه الصفقة الكبيرة تعد خطوة هامة نحو تحسين إمدادات الطاقة في مصر وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية.
ومع استمرار الجهود الأخرى لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، ستساعد هذه الصفقة في التغلب على التحديات طويلة المدى في قطاع الكهرباء المصري. ولكن يجب مراقبة التطورات في هذا المجال في الأشهر والسنوات القادمة لتقييم الأثر الكامل لهذه الصفقة على أسعار الكهرباء للمستهلكين وعلى استقرار إمدادات الطاقة في البلاد.