أسعى لتقديم رسالة هادفة ومحتوى قيّم ليناسب المشاهدين
الأعمال الفنية المبنية على الكوميديا لا تتعارض مع الرسالة الأساسية التي أريد توصيلها للجمهور
أجهز لعمل سينمائي جديد ومختلف بعد غياب أكثر من30 عامًا
كتابي "الأستاذ" يوثق حياتي الفنية لا الشخصية
نجاح مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" فاق توقعاتي
سنوات طويلة من النجاح الفني عاشها ينتقي أعماله بحرص وذكاء، بموهبته الاستثنائية، استطاع خلال مسيرته الفنية أن يحظى باحترام وحب الجمهور، لم يفضل الطرق السهلة والتقليدية، بل اختار العمل على أعمال تحمل قدرًا كبيرًا من القيمة والوعي والأخلاق والإنسانية، لبناء المجتمع.
لأنه الفنان المتميز محمد صبحي، من أهم الفنانين الذين حرصوا على تقديم أعمال فنية تحمل رسالة وهدف واضح، واحد من النجوم القلائل القادرين على منحك كمًا كبيرًا التفاؤل والطاقة الإيجابية بمجرد رؤيته، حاصل على شهادة التفوق في مهنته بشهادة العمالقة، يحترم فنه وجمهوره، لذا ترك بصمة لا تنسى.
"بلدنا اليوم" حاورت الفنان محمد صبحي، ليكشف لنا تفاصيل مسرحيته الجديدة "عيلة اتعمل لها بلوك"، التي لاقت نجاحًا كبيرًا، وأعماله الفنية الفترة المقبلة، وحقيقة عودته للدراما التلفزيونية، وإلى نص الحوار....
ــ حدثنا عن سبب رغبتك في تقديم مسيرتك الفنية في كتاب "الأستاذ"؟
كتاب "الأستاذ" يوثق حياتي الفنية والعملية وليس الشخصية، أنا لا أحب فكرة الكتب التي تروي قصة حياة الفنان، لكن عندما قال لي المؤلف والصحفي جمال عبد الناصر على الفكرة حمسني للغاية، شجعته وكنت أتابع معه أولاً بأول حتى يخرج للجمهور بشكل جيد، على الرغم من كُرهي للألقاب إلا أنني أعشق لفظ "الأستاذ" كمعلم، ولذلك وافقت على اختياره.
ــ مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" حققت نجاحًا كبيرًا منذ العرض الأول.. كيف رأيت ردود الأفعال؟
ردود الأفعال فاقت توقعاتي، الحمد لله منذ العرض الأول والمسرح كامل العدد، مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" صعبة للغاية، تتبع حياة أسرة مصرية عبر أزمنة مختلفة من تاريخ مصر الحديثة، من حيث الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتعليمية، وذلك في شكل كوميدي استعراضي غنائي
ــ هل مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" وصلت الرسالة المنشودة للجماهير، وحققت الأهداف المرجوة؟
تمتعت المسرحية بنجاح كبير واستقبال جيد من الجمهور، فبعد انتهاء كل عرض، أسمع جميع الآراء والتسجيلات التي تصل من الجماهير، وأقوم بتقييمها بعناية، ومن خلال هذه التقييمات، اكتشفت أن المعنى والرسالة التي تحملها المسرحية وصلت بقوة للجمهور.
يتم تسجيل كل الآراء والتسجيلات التي تصل من الجمهور، وتعرض أمام كاميرا العرض، مما يسمح بتقييم الأداء والتحسين من خلالها بشكل مستمر، واكتشفت أن المعنى والرسالة التي تحملها المسرحية وصلت بشكل فعال للجماهير، بغض النظر عن الفئة العمرية أو الاجتماعية.
يتميز العمل المسرحي بالصعوبة، حيث يجمع بين الكوميديا والحس الوطني والحس التاريخي والتوثيق، مما يتطلب جهدًا وعملًا من الجميع المشاركين فيه، وبفضل الاستقبال الجيد، نشعر بالفخر والرضا بما تم تحقيقه.
ــ كلمة "بلوك" في العنوان كانت لافتة للنظر.. هل خدم العنوان محتوى المسرحية؟
بكل تأكيد العنوان يتفق اتفاقًا وثيقًا مع فكرة العمل، مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك" نريد نقول من خلالها أن قد تم عمل "بلوك" على أجمل ما فينا.
ــ ما رأيك في الدراما التلفزيونية في الوقت الحالي؟
بشكل عام، أنا لا أتابع كثيرًا، لكن أعتقد أنه يجب علينا توفير خريطة ثقافية عالمية تحافظ على ريادة مصر في مجال الفنون والثقافة.
أنا كفنان أحاول أن أفكر فيما يحتاجه الجمهور وما يلهمهم، وأن أبني كل عمل جديد على الأعمال السابقة وأن يكون مُكملاً لها، وأن ينقل الرسالة الأساسية التي أريد توصيلها للجمهور.
وبشكل عام، أعتقد أن الأعمال الفنية المبنية على الضحك والكوميديا والرومانسية وكل أنواع الفنون الدرامية لا تتعارض مع الرسالة الأساسية التي أريد توصيلها للجمهور.
ــ محمد صبحي يساهم في جميع أعماله الفنية في بناء القيم.. ما الرسالة التي ترويها مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك"؟
تهدف المسرحية إلى توصيل رسالة هامة للجمهور، وهي إبراز أهمية الحفاظ على الترابط الاجتماعي والتواصل بين الجيران والعائلات، والذي كان يتم تجسيده في عادة تبادل "الطبق" في المناسبات الاجتماعية مثل عاشوراء.
ويعرض العمل مدى تأثير التغيرات الاجتماعية على هذه العادات والتقاليد، حيث يظهر تلاشي هذا الود بين الجيران وانقطاع الزيارات العائلية، وذلك لإبراز أن هذه العادات والتقاليد كانت تجسد أفضل صفاتنا ومعاني الترابط والتضامن بين الأفراد.
ومن خلال الرسالة المنقولة في المسرحية، يأمل الفريق المشارك فيها أن يتم تشجيع الجمهور على إعادة تفعيل هذه العادات والتقاليد الجميلة، وعلى الحفاظ على التواصل والترابط الاجتماعي بين الأفراد في المجتمع.
ــ متى ستعود إلى الدراما التلفزيونية؟
يشعر الكثير من الأشخاص من جيلنا بالحنين إلى القنوات التلفزيونية القديمة التي كانت تعمل بالشكل الذي نعرفه ونحبه، ولكن الواقع الحالي هو أن القنوات الجديدة التي تنتشر الآن ليست متوافقة مع تفضيلاتنا.
أرغب بشدة إلى العودة للقنوات، فعندما تعود القنوات التي اعتدنا العمل بها، سأظهر مرة أخرى، ومن المهم أن تكون الرسالة التي يريد الفنان نشرها موجهة للجماهير وهادفة
ــ هل الوسط الفني يعاني من "الشللية"؟
قد نلاحظ بعض الأعمال الروتينية في الوسط الفني خلال الفترة الماضية، فمثلاً في الست سنوات الأخيرة نشاهد مجموعة من الفنانين بشكل ثابت حتى في الإعلانات والبرامج التلفزيونية، وهذا يشير إلى ضرورة وجود تحكم وتخطيط أكثر في المناخ الفني.
فالمناخ الفني يحتاج إلى التحكم والتخطيط الجيد لتوفير التنوع والابتكار، وبالتالي يجب تلبية احتياجات وأذواق الجمهور المتنوعة، من خلال تقديم أعمال فنية متنوعة ومميزة ومختلفة، وتنظيم برامج وفعاليات فنية جديدة ومبتكرة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الإعلام والقنوات، العمل على توفير تنوع وتجديد في الأعمال الفنية والإعلانات والبرامج المتعلقة بالفن، حيث يتعين على كل قناة أن تتسم بشخصية مختلفة ولا تتفق جميعها في ذوق واحد، وعند اتخاذ هذه الخطوات، يمكن تحقيق انتعاش وتجديد في الوسط الفني، وتوفير مزيد من العروض الفنية المميزة والمتنوعة، وتلبية اهتمامات الجمهور المختلفة.
ــ ما هو الشرط الذي يمكن أن يقنعنك بالعودة للدراما مرة أخرى؟
في الماضي كان هناك 20 قناة خاصة والتلفزيون المصري، وكانت العلاقة بين الفنانين والقنوات تتم بشكل أكثر انتماءًا لهذه البلد، وكان الاختيار للقناة المُحترمة التي تتماشى مع شخصيتي ومع قضية معينة، وليس من أجل المال.
ومع ذلك، يبدو أن المناخ الفني الحالي يعتمد على عدد قليل من القنوات ويتم تقديم نوع واحد من البرامج والأحداث الفنية، الآن توجد مائدة واحدة وعليها صنف واحد يُقدم للجماهير.
ــ بالنسبة للسينما.. هل ستظهر قريبا؟
نعم، حالياً أنا أعمل على تحضير فيلم جديد، وسيتم الكشف عن تفاصيله لاحقًا، ويمكنني القول إنه سيقدم سيناريو جديد ومختلف، وهو فكرة جديدة أجبرتني على العودة للسينما بعد توقف دام أكثر من 30 عامًا.
ــ متى ستبدأ التصوير؟
نحن حاليًا في مرحلة التحضير للفيلم مختلف، وأتمنى أن يكون ناجحًا بشكل كبير وسيحظى بإعجاب الجماهير.
ــ بعد مشوار فني حافل بالأعمال المتميزة، ما العمل المقرب لقلبك في مسيرتك الفنية؟
الرد القاطع، مسرحية "عيلة اتعمل لها بلوك"، وأعزم على ذلك، فهي متطورة عن كل الاعمال التي تمت من قبل.
أنا متفائل بشأن ما أعمل عليه في الوقت الحالي، حيث أنني مُهتم بتقديم أعمال مسرحية متطورة ومبتكرة، تتفوق على الأعمال التي تم تقديمها سابقًا.
ومصمم على تقديم "عيلة اتعمل لها بلوك" متطور ومبتكر يتفوق على الأعمال السابقة التي تم تقديمها في هذا المجال، ومتفائل بشأن هذا العمل، فقد لاقت المسرحية إعجابًا كبيرًا من الجمهور وهذا يسعدني كثيرًا.
ــ هل الفن رسالة، أم مجرد وسيلة للترفيه والاستمتاع.. من وجهة نظرك؟
بكل تأكيد الفن رسالة، دائمًا ما أقول إن الفن هو معول إما أن يبني أو أن يهدم، أنا أول من ناقش قضية العشوائيات في سلسلة "ونيس"، الفن يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل الوعي عند المشاهدين، لذلك لابد من اختيار القضية المناسبة للعرض بطريقة جيدة تناسب الجميع بمختلف الأعمال، يجيب تسليط الضوء على الفنانين التي يتم تكريمهم لأنهم قدوة للفنانين الصاعدين.
لابد من مراعاة اختيار جميع المشاهد قبل عرض الأعمال الفنية على المتفرجين، بالأخص أن الأطفال يتأثرون بشكل كبير وسريع بالمشاهدة، لذا يجيب تقديم أعمال هادفة وجيدة وصاحبة رسالة.
كما أن الصحافة المصرية هي العامل المشترك بين المشاهد والفنان، وتلعب دورًا كبيرًا في الدعم والترويج للأعمال الفنية التي تحمل رسالة وهادفة، لأن الحركة النقدية بإمكانها أن تصنع مناخ جيد للفن العربي، لكني آري أن معايير الصحافة الفنية اختلفت بشكل كبير مع ظهور جميع مواقع التواصل الاجتماعي، فالإعلام المصري عليه دور هام في تصحيح المفاهيم للمواطن المصري، ومحاربة الأفكار الهدامة والشائعات التي تظهر من حين لآخر.