منعت الولايات المتحدة مشروع قرار كان من شأنه أن يسمح للجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصويت على السماح لفلسطين بأن تصبح دولة تتمتع بالعضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
وأثارت هذه الخطوة ردود فعل عنيفة من دول أخرى وجماعات مؤيدة للفلسطينيين، وسط انقسامات عالمية مواصلة التصعيد بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا التي صوتت ضد القرار وصوتت اثنتا عشرة دولة ـ بما في ذلك روسيا والصين وفرنسا واليابان ــ لصالح القرار، في حين امتنعت دولتان ــ المملكة المتحدة وسويسرا ــ عن التصويت.
وعلى الرغم من أن فلسطين ليست عضوًا كامل العضوية، إلا أنها كانت مراقبًا دائمًا في الأمم المتحدة منذ عام 2012، وهو الوضع الذي يسمح لها بالمشاركة في إجراءات الأمم المتحدة ولكن ليس التصويت على مشاريع القرارات والمقررات
على الأعور: خفاق مجلس الأمن بتمرير قرار العضوية لم يكن مفاجئًا
وقال الدكتور علي الأعور، مدير دائرة الاتصالات الإسرائيلية في السلطة الفلسطينية، إن إخفاق مجلس الأمن بتمرير قرار لعضوية كاملة دولة فلسطين بالأمم المتحدة لم يكن مفاجئًا، إذا مارست الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطًا على القيادة الفلسطينية لسحب الطلب، بينما أصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على استمرار الجهود.
وأضاف الأعور في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن قراءة الفيتو الأمريكي تلزمنا العودة إلى الخلفية التاريخية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لنجد أن واشنطن أول دولة في العالم اعترفت بإسرائيل عام 1948، وبالتالي هناك تحالفًا استراتيجيًا قويًا بينهما ينعكس دائمًا على مدار 75 عامًا من الاحتلال على الدعم المالي والعسكري الكامل لتل أبيب.
وأردف مدير دائرة الاتصالات الإسرائيلية في السلطة الفلسطينية، أن الفيتو الأمريكي يؤكد من جديد كذب تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حل الدولتين ورؤيته لإنهاء الصراع الفلسطيني تعد أكذوبة سياسية ويبرهن أن واشنطن ليست جادة في تسوية الصراع.
ويرى أن الفيتو الأمريكي يجسد مرحلة جديدة لشلاشل الدم في الشرق الأوسط ومزيدًا من التصعيد والأزمات باعتبار أن القضية الفلسطينية مركز الصراع في المنطقة.
وأشار إلى أن إسرائيل اتخذت قرارًا باجتياح رفح في مجلس الحرب المصغر بعد إصرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالحسم العسكري، مضيفًا أنها مسألة وقت ويبدأ التحرك العسكري لقوات الاحتلال نحو رفح الفلسطينية.
وأكد أن رئيس حكومة الاحتلال صدق على جميع الخطط اللازمة للعملية العسكرية في رفح، لأفتًا إلى أنه يحتاج لمعادلات جديد نظرًا لعدة أسباب منها التأثير على معاهدة بين القاهرة وتل أبيب ما يستلزم بقاء الحدود الفلسطينية تحت السيادة المصرية.
وأكد أن اجتياح رفح تعد قضية رمزية يروج لها نتنياهو لاستعادة شعبيته داخل اليمين المتطرف، ويؤكد لهم أنه تمكن من احتلال قطاع غزة بالكامل، موضحًا أن رفح تأتي في إطار المناورة السياسية ولن يتمكن من تحقيق أي هدف من أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية البرية باعتبار أن المقاومة لا تزال تطلق الصواريخ على مدينة عسقلان وغلاف غزة، كما أنه لم يتمكن من القضاء على حماس وتدمير بنيتها التحتية.
وأشار إلى أن معطيات مستقبل غزة خلال الفترة المقبلة تشير إلى إمكانية بقاء حركة حماس في حكم القطاع، مضيفًا أنه بانتهاء الحرب سيكون هناك اتفاقًا سياسيًا بضغط من مصر والإمارات وقطر وتركيا لتأسيس مرحلة جديدة لغزة.
ونوه إلى أن ضربات طهران على تل أبيب ليست مرتبطة بالقضية الفلسطينية وإنما لتحقيق مصالح إيران في المنطقة ورسم معادلة جديدة للشرق الأوسط لتوضيخ الخطوط الحمراء بين الطرفين.
جمال الجردلي: مستمرون في عملية النضال بالأمم المتحدة
ومن جانبه، قال اللواء الفلسطيني المتقاعد جمال الجردلي، إنه كان متوقعًا فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يمنح فلسطين العضوية الكاملة في مجلس الأمن، نظرًا لأن المسؤول عن صياغة السياسة الإسرائيلية هم الأمريكان.
وأضاف الجردلي في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن القيادة الفلسطينية مستمرة في عملية النضال بالأمم المتحدة والمحافل الدولية حتى تحقيق السيادة لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد اجتياح إسرائيل لمدينة رفح الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بقصف المدنيين إينما وجدوا في غزة، وتقتل الأطفال والنساء كعصابات إرهابية ونشرت الدمار الهائل في جميع مناطق القطاع.
وتابع أن الشعب الفلسطيني يعيش نكبة ثانية ويحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة التأهيل، منوهًا إلى أن الضربات الإيرانية على إسرائيل مصطنعة وبالاتفاق مع واشنطن.
أستاذ علوم سياسية: توقيت التصويت لم يكن موفقا من صناع السياسة الفلسطينية
وفي السياق نفسه، قال أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية، إن فشل مجلس الأمن الدولي تمرير قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة بعد الفيتو الأمريكي وامتناع بريطانيا وسويسرا عن التصويت كان متوقعًا.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن توقيت التصويت لم يكن موفقا من صناع السياسة الفلسطينية، لافتًا إلى أنه طالب بتأجيل الأمر حتى نهاية العام الجاري، ومعرفة من سيحكم الولايات المتحدة الأمريكية السنوات الأربع القادمة.
وتابع القيادي في حركة فتح، أن هذا الإخفاق ليس نهاية، بل مجرد جولة من جولات الصراع مع المجتمع الظالم ضد شعبنا، وحتى القرار في حال صدوره لا يعني أن دولتنا قامت على الأرض، بل هو خطوة من صراع دبلوماسي ممتد.
اقرأ أيضًا| هل منحت الضربات الإيرانية نتنياهو "ورقة" لمساومة أمريكا على اجتياح رفح؟