تعتبر صناعة الغزل والنسيج من القطاعات الحيوية في اقتصاد مصر، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في توفير فرص العمل وتعزيز الصادرات،وفي السنوات الأخيرة، شهدت هذه الصناعة مسيرة تطور وتحسين ملحوظة، وذلك بفضل الجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية .
وفي هذا التقرير سنتعرف علي مدي تأثير هذه التطورات على الاقتصاد المصري والمجتمع المحلي.
في البداية يؤكد النائب أحمد بلال البرلسي على أهمية الصناعات النسيجية في مصر ودورها البارز في تعزيز الاقتصاد المحلي، ويشكل قطاع الصناعات النسيجية، الذي يشمل الغزل والمنسوجات والملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية، إحدى القطاعات الهامة في البلاد، والأرقام تشير إلى أن الصناعات النسيجية ساهمت بنسبة 3% من الناتج المحلي في السنوات الأخيرة، وبنسبة 27% من الإنتاج الصناعي، وساعدت علي توفير 30% من فرص العمل، كما تشكل 9% من عدد المنشآت الصناعية و15.8% من إجمالي صادرات الصناعة.
وأوضح البرلسي، أن الصناعات النسيجية تعتبر من القطاعات الاستراتيجية، التي تهدف إلى دعم الاقتصاد المصري، وتتضمن هذه الإستراتيجية العديد من الأهداف، مثل زيادة إنتاجية القطن المصري وتحسين جودته، وتطوير مهارات العمل والإنتاجية، وتعزيز نمو سلسلة القيمة النسيجية، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وزيادة الصادرات، وتطوير الابتكار والبحث والتطوير، بالإضافة إلى تحقيق مصر لمكانة رائدة كدولة مصدرة في المنطقة.
وأشار البرلماني، إلى أن الهدف من هذا التطور هو زيادة الإنتاجية للتصدير وتوفير العملات الصعبة، وتلبية الاحتياجات المحلية في نفس الوقت،وتوفير فرص عمل جديدة ، ولذلك تم التركيز على تطوير مهارات العمالة وتجهيزها للعمل على المعدات والآلات الحديثة، وتم إنشاء شركة تسويق خاصة لتسويق المنتجات المصنعة في الخارج تحت اسم "نت"، مما يعزز التخصص ويعزز الترويج للصناعة.
وتابع: بالنسبة للمشاكل الرئيسية التي تواجه القطاع، فتتعلق بتوفير الغزول، قد تم حل هذه المشكلة من خلال تحديث وتطوير المحالج واستخدام آليات حديثة للحلج، وتم إعادة إطلاق بورصة القطن لتشجيع المزارعين على زراعة الأقطان ذات الإنتاجية العالية والجودة، وضمان توفير القطن بنسبة كبيرة لتلبية احتياجات السوق ، ومع ذلك يتعين التركيز على ضبط السوق للتعامل مع التحديات المتعلقة بالعرض والطلب.
ومن جانبه يقول النائب محمود الشامي عضو مجلس النواب ،وعضو مجلس إدارة الغرفة النسيجية باتحاد الصناعات ،إن ما يحدث من تطوير في قطاع الغزل والنسيج هو إنجازًا هامًا يسهم في تطوير الصناعة والبنية التحتية في مصر، ويؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة للعاملين في هذا القطاع وللمصريين بشكل عام،وباستخدام تقنيات التسويق الحديثة وتطوير المصانع، من المتوقع أن تتمكن صناعة الغزل والنسيج من تحقيق أرباح وزيادة الصادرات بشكل كبير، مما يعزز مكانة المنتجات المصرية على الساحة العالمية، ويندرج ذلك ضمن خطة الحكومة لتحفيز الاقتصاد من خلال تطوير الشركات التابعة للقطاع.
واضاف الشامي، أن هذا القطاع يمثل نسبة كبيرة من قوى العمل وصادرات الإنتاج الصناعي في مصر، وخطة التطوير التي تحدث الآن تعد الأكبر من نوعها في هذا المجال وعلي مر السنوات السابقة، وتتضمن الخطة دمج الشركات والمصانع لتعزيز التخصص والقدرة التنافسية، والتي تهدف إلى تحسين الإنتاجية والجودة وزيادة الصادرات، مع خلق فرص عمل جديدة، فهذه الخطوات الاستراتيجية تعزز الاقتصاد المحلي وتعمل على تعزيز صناعة الغزل والنسيج في مصر.
ويتوقع عضو مجلس إدارة الغرفة النسيجية باتحاد الصناعات ، ان السنوات القادمة ستشهد ازدهارا كبيراً في صناعة الغزل والنسيج ، وانتشارا واسعا علي المستوي العالمي ، وأن تصبح مصر الدولة الاولي في العالم في إنتاج الغزل والنسيج.
ومن الجدير بالذكر أن تكلفة المشروع تبلغ نحو 50 مليار جنيه، وتشمل أعمال التطوير وتسوية المديونيات المستحقة على الشركات التابعة لصالح جهات حكومية، وكذلك إنشاء وتحديث وتطوير وإعادة تأهيل 65 مصنعًا ومبنى خدميًّا بالشركات التابعة فى مختلف المحافظات.
وأن خطة المشروع تتضمن دمج 31 شركة لتصبح 9 شركات، تعمل فى مجالات تجارة وحلج الأقطان والغزل والنسيج والصباغة والتجهيز والملابس الجاهزة، بهدف إنشاء كيانات اقتصادية قوية تعمل على تحقيق التكامل فى الأنشطة المتشابهة والتخصص فى الإنتاج، وذلك من خلال توريد ماكينات جديدة تعمل بأحدث تكنولوجيا من كبرى الشركات العالمية، بهدف مضاعفة الطاقات الإنتاجية للمصانع من الغزول والأقمشة والملابس والوبريات مع تحقيق التكامل الصناعي من خلال توفير المواد الخام التي تحتاجها مصانع القطاع الخاص بجودة عالية بدلًا من استيرادها من الخارج.
وأن المشروع يشمل أيضًا تطوير 6 محالج للقطن بإدخال تكنولوجيا حديثة لتتم عملية الحلج آليا دون تدخل يدوى لإنتاج بالات قطن خالية من الشوائب مع مضاعفة الطاقة الإنتاجية وتحسين طريقة التعبئة والتغليف، وكذلك تأسيس شركة بالتعاون مع القطاع الخاص لإنتاج زيت بذرة القطن من خلال إنشاء مَعاصر فى المحالج الجديدة.