التضامن مع الشعب الفلسطيني.. رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة للعالم

الخميس 30 نوفمبر 2023 | 11:46 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
كتب : بلدنا اليوم

وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة للشعوب العربية قائلًا:  التاسع والعشرون من نوفمبر عام ١٩٤٨ يوم لا ينسى في ذاكرة العرب ودولة فلسطين عندما قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقسيم أراضي فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني الى دولتين دولة يهودية ودولة فلسطينية ، فقد أيقن العرب أن الحق والعدل الفاظ لا مدلول لها في قاموس السياسة ، وان الدول صاحبة القوى المادية عسكريا واقتصادية هي صاحبة الكلمة النافذة ، وأن التفكير فى عالم أفضل ، أو فى سلام عالمى دائم ، لا يعدو ان يكون ضربا من امنى الخيال ، وأحلام زائفة لا أساس لها من الواقع ، وأن العوار الضارب فى معاير الغرب تجاه الشرق الأوسط وما يجرى داخله من معارك وحروب ، ويذكرنا ويذكر العالم من حولنا بمساعدة أمريكا والدول الغربية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي كى تمارس كافة أنواع الظلم والطغيان وتسلب الشعب الفلسطيني حقه فى أرضه .

وأضاف الشرقاوي أنه في مثل هذا اليوم التاسع والعشرون من نوفمبر عام ١٩٧٧ دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال بهذا اليوم واعتباره يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينى ليكون شاهدآ على المأسى والمجازر وجولات الإبادة الجماعية التى تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلى وتستهدف الفلسطينين مع شروق شمس كل يوم ، ويسقط الضحايا بالآلاف وتشرد العائلات والأسر وتهدم المنازل وترصد الكاميرات كافة الخروقات والفظائع التى ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلى دون أن يحرك العالم أجمع ساكنا.

و يأتى هذا اليوم فى اوضاع يندى لها الجبين وتظرف العيون دمآ بقطاع غزة الجريح بعد قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلى بشن حرب الأبادة على قطاع غزة اعتبارآ من السابع من أكتوبر ٢٠٢٤ ولمدة خمسون يومآ وصل عدد الشهداء الى ما يربو من ١٩ الف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وعدد ٤٠ الف مصاب وعدد ٧ آلاف مفقود .

العالم ينظر الى غزة ويغض الطرف وكأنما هذا الشعب تكالبت علية دول وأنظمة لا تستحق لفظ البشر ولا يعرفوا للإنسانية طريق ولم تجرى الدماء فى عروقهم ، ما يتم فى غزة الآن هو جرائم حرب لن تسأل عنها اسرائيل وأمريكا وانجلترا وفرنسا وايطاليا والمتعاطفين معهم فقط بل سيسأل هذا الكون على هذة المجازر البشرية التى نالت كل شى فى قطاع غزة ، الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والمدارس والطرق والدواب ، قضوا على مظاهر الحياة البشرية واصبحت غزة يسكنها الأشباح وارواح الشهداء وتحطمت تماما البنية التحتية للشعب الفلسطينى الاعزل .

ماذا لو لم تتدخل مصر فى حل القضية الفلسطينية من اكثر من سبعون عامآ وحتى الآن ، بالرجوع الى التاريخ نجد ان هناك دول محورية تتوقف عليها معظم قضايا المنطقة بل وقضايا الشرق الأوسط والقضايا العالمية فقد اعلن الرئيس السيسى ان هناك جهود سياسية ودبلوماسية لحل الأزمة بقطاع غزة مع قادة العالم وملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية وسلطات الاحتلال الاسرائيلى، وبالنظر الى الدور المصرى فى حل القضية الفلسطينية ... نجد ان مصر هى التى اشارت بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، كما ان هى مصر التى اشارت بانشاء جيش التحرير الفلسطينى ، ومصر هى التى اشارت بدخول منظمة التحرير الفلسطينية لجامعة الدول العربية ... ومصر هى التى دعت الأمم المتحدة الى ضرورة مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية فى كافة الاجتماعات المتعلقة بالشرق الأوسط ، ومصر هى التى دعت الفلسطينين والاسرائيلين الى الاعتراف المتبادل ومصر هى التى سحبت السفير المصرى من اسرائيل بعد مدابح صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ ، ومصر هى التى شاركت فى اتفاقية اوسلوا الخاصة بحق الفلسطينين فى الحكم الذاتى ، ومصر هى التى أيدت اتفاقية السلام بين الاسرائيلين والفلسطنيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الاوضاع فى المنطقة ... ومصر هى التى قامت بالمصالحة بين فتح وحماس ... ومصر هى التى تفتح معبر رفح لاستقبال المصابين الفلسطينين جراء اى اعتداء اسرائيلى على الفلسطينين ... ومصر هى التى ساعدت وسهلت دخول شحنات المساعدات من الأدوية والمواد الغذائية والمهمات الطبية ، ومصر هى التى فتحت معبر رفح فى استقبال الأشقاء الفلسطينين بصفة منتظمة ، ومصر هى التى تتدخل فى اى ضائقة تمر بها القضية الفلسطينية بمنحى خطير ... ومصر هى التى فتحت كل الجامعات المصرية امام الطلاب الفلسطينين مجانآ ... ومصر هى التى اوفدت علمائها الى فلسطين لنقل التكنولوجيا الحديثة ... ومصر هى التى حذرت من تهويد القدس ، ومصر هى التى حرصت على سلامة المسجد الأقصى ، ومصر هى السباقة فى التدخل وبكل ما اوتيت من قوة بكافة الطرق سواء كانت بالحروب العسكرية فى حرب ١٩٤٨ وحرب ١٩٥٦ وحرب ١٩٦٧ وحرب ١٩٧٣ وقدمت آلاف الشهداء المصريين لحل القضية الفلسطينية ولم تكتفى بذلك وقدمت الحل الأمثل للقضية الفلسطينية فى مفاوضات كامب ديفيد ولكن خلافات بعض الفصائل الفلسطينية حالت دون اتمام المفاوضات مما دعى الرئيس الراحل/ محمد أنور السادت الى اجراء المفاوضات مع الجانب الاسرائيلى والتوقيع على معاهدة السلام التى استردت بها مصر باقى الجزء المتبقى من سيناء بعد ان استردت الجانب الاكبر من خلال عزيمة الشعب والجيش المصرى بعبور خط بارليف المنيع وبتوفيق المولى اولآ ثم بالطرق الدبلوماسية والتحكيم الدولى الذى بموجبة تم اعادة آخر جزء من سيناء وهو طابا .

 اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى يذكرنا ويذكر العالم بأن أمريكا والدول الغربية لن تغير سياستها على مدار التاريخ مع الدول العربية والشرق الأوسط فهى سياسة تكيل بمكيالين محباة وظلم بين لفلسطين وحب ودلال لسلطات الاحتلال الاسرائيلى ، ولا يأمل احد ان تتغير هذة السياسة الا بأيادى العرب وأيادى منطقة الشرق الأوسط .

 حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن . 

اقرأ أيضا