يُعد فوس صاحب الـ 64 عامًا،من المؤلفين غزيري الإنتاج،وتتعمق أعماله في التجربة الإنسانية ,مستعرضًا فيها موضوعات الهوية والوجود واللحظات العميقة التي تشكل حياتنا, فمن خلال نثره المقتضب والمثير للذكريات، يدعو القراء لاستكشاف تعقيدات الوجود، وأسرار الروح البشرية، والعلاقة الدائمة بين الأدب والحياة, وبين أحضان الطبيعة الهادئة في النرويج، مازال جون فوس يواصل صياغة القصص، ويقدم لمحة عن الأسئلة الوجودية العميقة.
ويتضح في أسلوبه السردي ارتباطه العميق بوطنه،وقد أثبت فوس نفسه كواحد من أهم الكتاب المعاصرين في أوروبا،وهو ليس معروفًا بمسرحياته وحسب، بل بكتاباته الروائية والشعرية وكتبه للأطفال أيضًا، فضلًا عن عمله بالصحافة.
لمحة عن حياته:
ولد جون فوس في 29 سبتمبر 1959 في مدينة هاوجيسون بالنرويج، ونشأ فيها محاطًا بالمناظر الطبيعية الخلابة، وثراء بلده الثقافي.
وقد بدأ حبه لسرد القصص في سن صغيرة، وهو في السابعة من عمره تعرض لحادثٍ خطير كان له عظيم الأثر في كتاباته المبكرة، وبعدما أكمل تعليمة درس الأدب المقارن في جامعة بيرغن، وقد ساهمت دراسته الأكاديمية في مسيرته الأدبية فيما بعد حيث مضى مستكشفًا مختلف الأشكال السردية.
إبسن الجديد
يعتبر «فوس»الكاتب المسرحي النرويجي الأكثر إنتاجًا بعد هنريك إبسن، وغالبًا ما يطلق عليه لقب «إبسن الجديد»، لأن أسلوبه يعد تحديثًا للأسلوب الذي أسس له هنريك إبسن في القرن التاسع عشر.
أسلوبه في الكتابة:
يسمى أسلوبه فالكتابة ب«الحد الأدنى لفوس»، وهو أسلوب يجسد المعنى الحرفي للسهل الممتنع، فهو يعتمد على الاقتصاد اللغوي، والاتكاء على وصف العواطف والحالات الشعورية بدلًا من التركيز على المظاهر الخارجية.
أبرز أعماله وإنجازاته :
تعد رواية “أحمر وأسود” 1983هي الرواية الأولى لجون فوس، وبرزت فيها سمات فوس الأدبية التي من بينها استخدام المونولوج الداخلي، والتكرار، والأسلوب الموسيقي.
ومن أعماله البارزة أيضًا: «كآبة» 1995 عن حياة الرسام هرترفيج، ومحاولة لاكتشاف النفس. «صباح ومساء» 2000، و«الجيتار المغلق» 1985، و«الثلاثية»، و«المرأب للقوارب» 1989، و«الرصاص والماء» 1992، و«الأيام تذهب» 2005، و«أنا هو الرياح» 2007.
احتفاء عالمي
لم تمر مساهمات جون فوس في الأدب دون أن يلاحظها أحد. فقبل أن يكون الفائز بجائزة نوبل 2023، حصل على العديد من الجوائز والأوسمة طوال حياته المهنية، بما في ذلك جائزة الأدب من مجلس الشمال والجائزة الأوروبية للأدب.
تُرجمت أعمال «فوس» إلى أكثر من أربعين لغة، مما أدى إلى انتشاره أبعد من حدود النرويج. إن قدرة فوس الفريدة على تصوير الحالة الإنسانية أكسبته قراءًا عالميين.
وفي عام 1999، أخرج المخرج الفرنسي كلود ريجي، فيلم «شخص ما سيأتى فى نانتير» عن مسرحية لـ«فوس»، وفي العام الذي تلاه، قام مسرح برلين باختيار مسرحيته «Schaubühne» في مهرجان سالزبورج، هذه الإنجازات ساهمت بشكل كبير في انتشار جون فوس عالميًا. فأصبحت مسرحياته تقدم على مسارح مختلفة حول العالم.
ومن بين إنجازات جون فوس أنه قد عمل مستشارًا أدبيًا لإعادة ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة النرويجية. حصل فوس على وسام الاستحقاق الوطني من فرنسا، في عام 2003، وجاء في المتربة الـ 83 في قائمة أفضل 100 من العباقرة على قيد الحياة من قبل صحيفة ديلي تلغراف.
وفي عام 2011، مُنِح مقر إقامة فخري من الدولة النرويجية لمدى الحياة، في أوسلو بالقرب من القصر الملكي.