سفاح الجيزة.. الأبطال الحقيقيون للعمل وعظمة حنان يوسف.
لا يزال مسلسل سفاح الجيزة الذي انتهي عرضه منذ يومين علي منصة شاهد يحدث جدلا واسعا خاصة بين النقاد وصناع السينما.
وذلك بعد تغريدات الناقدة السينمائية ماجدة خير الله وإشادتها بالعمل .
وفي ذات السياق كان لبلدنا اليوم الحوار التالي مع الناقد السينمائي والفني الأستاذ الدكتور (خالد عاشور ) الأستاذ بجامعة الأزهر.
دكتور خالد هل لسيادتكم تعليق علي تصنيف الفنانين حسب الأجور ؟
تصنيف الفنانين حسب أجورهم أو ترتيب كتابة اسمائهم على التترات هو أكثر الأمور ظلما في مصر والوطن العربي عموما.. ففنانة بقامة وعظمة "حنان يوسف" خارج أي تصنيف وتقييم من حيث قدرتها على التعايش مع الشخصية وإتقانها من الداخل ومن الخارج.. أي شخصية درامية وفي السنوات الأولى لطلاب التمثيل يجب دراسة أبعادها الداخلية "النفسية" على وجه الخصوص وتطورها مع الأحداث ثم أبعادها الخارجية من حيث لغة الجسد والحركة – والأهم – تعبيرات الوجه ولغة العيون كل هذا فعلته القديرة والعظيمة "حنان يوسف" باتقان ليس غريبا عليها لأنها وببساطة من جيل الكبار أمثال القديرة والعظيمة "سلوى عثمان".
الفنانة "حنان يوسف" استطاعت – وهذا ليس غريباً عليها – أن تسحب الأضواء والكاميرا والقدرة على التشخيص والتعايش مع الشخصية – والأهم – محبة الناس – من خلال دورها في مسلسل "سفاح_الجيزة" "أم جابر"
- أين تري الفنانة الشابة "ركين" من أبناء جيلها ؟؟
نأتي إلى الأدوار الأخرى التي تضاف الى نقاط قوة المسلسل فقد تفوقت "ركين سعد" في دورها وتطورت في أدائها عن أبناء جيلها بخطوات فارقة وكبيرة.
كيف تري الهجوم المتعمد علي الفنانة" داليا شوقي"
أما الهجوم المتعمد على الفنانة الشابة "داليا شوقي" فأراه هجوما ظالما به الكثير من الغرابة والإجحاف لانتقاد مشهد بكائها وطريقتها حين علمت حقيقة زوجها السفاح وهذا يحيلني الى لقاء مع الفنان العظيم نور الشريف وهو واحد من عظماء الفنانين في مصر وإن لم يكن أعظمهم حين استهجن في حوار تلفزيوني معه تعمد بعض المستسهلين من الفنانين لقطات البكاء بالصراخ والعويل حتى يظهروا مشاعرهم في افراط استدل أستاذنا "نور الشريف" بمشهد للنجم الكبير "الباتشينو" من فيلم الأب الروحي حين قتلت ابنته قام المخرج بحجب الصوت وإكتفي بصرخة صامتة لالباتشينو فاتحا فمه عن آخره دون صو هذا ما فعلته الفنانة الشابة داليا شوقي بلغة جسد معبرة عن الحالة فليست كل ردود البشر متساوية في المطلق فأحيانا الأخبار الصاعقة تأتي على البعض بالصمت أو بالعجز عن التعبير والشللل التام وربما تأتي بالضحك في بعض المواقف من شدة الألم مرفق فيديو لشرح الأستاذ نور الشريف.
هل نستطيع كسر تطبيق وتعميم قاعدة البطل النجم وهل لدينا أدوارا صغيرة فعلت ذلك ؟
نعم لدينا وقد رأينا أدوارا رغم ظهورها السريع وأدوار ها الصغيرة إلا أنها تكسر قاعدة البطل النجم كما فعلت الفنانة "ريم حجاب" في دور خاطف ومتقن من فنانة ذكية ادارت موهبتها بإقتدار من حيث إدراكها التام لأبعاد الشخصية الداخلية والخارجية وحتى طريقتها في النطق بما يضيف للدور ابعاداً تحسب لها لا توجد في السيناريو مهما كان المؤلف دارسا لعلم النفس ومتقنا لأبعاد شخصياته كما فعلت "سناء جميل في دور "نفيسة" في رائعة "صلاح ابو سيف" "بداية_ونهاية.
مفاجاة العمل هو "الفنان" باسم سمرة فقد نجح في تغيير جلده وتجاوز خطر القولبة الذي وضعه فيه كثير من المخرجين المستسهلين نجاح أي فنان في دور معين ليعيدوا تكراره أكثر من مرة فيسقط الفنان في الفشل والنمطية كما يحدث الآن مع "محمد سعد ومحمد هنيدي وغيرهم ممن تحولوا لقوالب ثابتة لا جديد لديها وتكرر نفسها بمنتهى الفشل.
- ما هو سر جاذبية العمل ؟
أما عن أعظم روائع العمل وسر قوته وجاذبيته فيأتي تصميم الملابس أحد أهم عوامل نجاج المسلسل وأولها في التفوق من حيث انني اتابع تاريخ مصممة الملابس ريم العدل التي لم تكتفي أبدا بتطورها ودراستها وتميزها مصممة الملابس ريم العدل وعلى مدار أعمالها الأخيرة أثبتت انها اكثر مصممي الملابس دراسة نفسية لشخصيات الأعمال الدرامية المسنودة إليها الملابس واحدة من أهم الأبعاد الخارجية المحددة لبيئة وسيكلوجية الشخصية في الدراما.
هل لكم تعليق علي الموسيقي التصويرية ؟
الموسيقى التصويرية فهي كما ذكرت سالفا ستظل علامة اذا ما مر الزمن على المسلسل ستظل باقية حين تسمعها دلالة على أنها تخص مسلسل "سفاح الجيزة" كما فعلت موسيقى راجح داود في الكيت_كات و أرض_الخوف بالطبع هذا مع أغنية "سمر طارق" الأيقونية والتي تحولت الى دليل يذكرك اذا ما سمعتها بالمسلسل ذاته.
فموسيقى تصويرة او أغنية قادرة على أن تخلد العمل نفسه أكثر من أحداثه وأبطاله وتجعله حيا في الذاكرة الجمعية للمشاهدين.
في رأي حضرتك ماالذي يؤخذ علي العمل عموما ووقع فيه المخرج هاني الباجوري؟
نجح المخرج هادي الباجوري في إختيار أبطال عمله وفي إخراج مشاهده بصورة جيدة رغم ما يؤخذ عليه من الناحية التقنية وأخطاء كنت اتمنى أن لا يقع فيها مخرج مهم كهادي الباجوري من الحلقة الأولى وحتى الحلقة الأخيرة منها النهاية السهلة التي إنتهى بها المسلسل وبعض الأحداث الغير مقنعة وزوايا تصوير أوقعته في أخطاء إخراجية آخرها لقطة إصابة "جابر" سفاح الجيزة في قدمه رغم أن الضابط "حازم باسم سمرة" يوجه مسدسه بزاوية أفقية من المستحيل أن تستقر الرصاصة في القدم كما في المشهد..
ثم تاتي الإضاءة التي تصل الى العتمة في معظم مشاهد المسلسل التي أدمنها هادي الباجور طوال حلقات المسلسل باستثناء المشاهد الخارجية.. مع الإكثار من مشاهد الدم حتى يجذب اكبر عدد من المشاهدين ما دون ذلك فالعمل نجح في آن يكون مختلفا في طرحه عن القصة الأصلية وعن ما يعرض من جهة الأنتاج الوحيدة المتحدة والفاشلة والعاجزة عن تقديم هكذا دراما ليحسب للمرة المليون واحد_صحيح.