قال عمرو فاروق، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن أي منافس أو مرشح رئاسي يرغب في منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي سيعتمد على دعم قوى الإسلام السياسي كالإخوان والسلفيين، لأن شرعية النظام الحالي مستمدة من شرعية الـ30 من يونيو القائمة على مناهضة قوى الإسلام السياسي.
وأشار "فاروق" في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" إلى وجود تلميحات من المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي وحملته الانتخابية بشأن السماح بعودة الإخوان إلى المشهد السياسي مرة أخرى، مضيفًا أن المرشح الرئاسي المحتمل يريد أن يصل للرئاسة على أعناق جماعة الإخوان.
واعتبر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أن هناك إشكالية يعاني منها تيار اليسار الذي يدعى فكرة الانفتاح على مختلف التيارات والقوى السياسية وهي كونه تيار انتهازي لا يوجد لديه رؤية حقيقية لبناء الديمقراطية وإنما يبحث عن دور وقوى داعمة ومخرج من أزماته التي يعاني منها.
وذكر عمرو فاروق أن المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي يبحث عن دور ودعم ويعول على الدفع التنظيمي الذي قد تقوم به جماعة الإخوان باعتبارها واحدة من القوى المنظمة من منظوره لأنه يُدرك أنه لن يحوز الدعم اللازم للوصل إلى الرئاسة، مردفًا أن طموحاته تتلاقى مع أهداف وطموح التيار الذي تعبر عنه جماعة الإخوان الذي حصل له نوع من الاندثار المؤقت نتيجة الظروف السياسية ونتيجة سقوط حكم الجماعة.
وأوضح "فاروق" أن حسابات وصول أي رئيس للسلطة ليست أمرًا هينًا أو يسيرًا وإنما هناك حسابات معقدة تتعلق بالمواقف الإقليمية والدولية، ولذا فإن بقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أمر ضروري لأن هناك إستراتيجية ونهج يسير عليه ويرتبط بملفات داخلية وخارجية وغيابه عن المشهد يُهدد استمرار هذه المشروعات.
وعلى ذات الصعيد، أضاف عمرو فاروق أن المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي يُغازل تيار الإسلام السياسي ككل وليس فقط فقط الإخوان في مصر فقط بل يهدف لاجتذاب دعم وتأييد إخوان التنظيم الدولي أيضًا وهو يحقق مشروع هذا التنظيم حتى وإن لم يكن من أبناءه، مشيرًا إلى أن هذه المغازلة يسعى من ورائها للحصول على دعم مالي ودعائي بجانب ضمان وجود حشد شعبي من أنصار الإخوان في صفوفه.
واستشهد عمرو فاروق على ما ذكره بإعلان أحمد طنطاوي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية من لبنان، قائلًا إن هذا الإعلان خلفه تربيطات وتنسيقات جرت بينه وبين المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي وحزب الله اللبناني، وهذا تم رصده من قبل أجهزة أمنية.
وأردف "فاروق" أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجد فيها مثل هذه التنسيقات بل سبقها وجود ترتيبات مماثلة تمت خلال زيارة قام بها حمدين صباحي ورئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح الذين زارا لبنان واتفاقا مع حزب الله، وهو أحد الأذرع الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري في المنطقة، على أن يكون هناك دعم إيراني لمرشح رئاسي.
واستدل الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بتقرير سابق أعده المقدم محمد مبروك، الذي اغتيل في عملية إرهابية عام 2013، حول وجود علاقة ولقاءات بين قيادات الإخوان وأعضاء مكتب إرشاد الجماعة مع الجانب الإيراني برعاية من حزب الله، مضيفًا أن هذا التحالف بين الطرفين يُطل برأسه في ظل استمرار الدعم والتقارب الإيراني مع الإخوان والذي يتمثل في تمويل طهران للقنوات الإخوانية التي تبث من خارج مصر.
وذهب "فاروق" إلى أن أحمد طنطاوي يؤدي دور انتهازي في المرحلة الحالية ويخادع بدعاوى الدفاع عن الحريات وغيرها، مؤكدًا أن إدراك هذا الدور لا ينبع من انحياز مع أو ضد المرشح الرئاسي المحتمل وإنما من رصد الحالة الموجودة حاليا.
وألمح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إلى أن "طنطاوي" كان يجدر به أن يحترم رغبة الشعب المصري في الخلاص من الإخوان وإدراك أن الإخوان لا ينخرطون في ممارسة سياسية حقيقية وإنما يرفعون شعارات الدين من أجل إحراز مكاسب سياسية، وأنشطتهم تهدف إلى الوصول إلى السلطة وليس ممارسة النشاط السياسي بما فيه من احترام الدستور اللوائح والقوانين وغيرها.
وتابع "فاروق" أن المرشح المحتمل أحمد طنطاوي يسعى لتحقيق مكاسب خاصة به حتى لو تعارضت مع مصالح الشعب المصري والدولة المصرية التي عانت على مدار عشر سنوات من عمليات إرهابية وتمدد فكري للتطرف ممثلًا في الدوائر السلفية والإخوانية وغيرها التي تمثل إزعاجًا للسلم الاجتماعي لأنها تحمل أفكار ضد النظام السياسي وتتضاد مع السلم الاجتماعي كما تتضاد مع مؤسسات الدولة وتُطلق شائعات ضد هذه المؤسسات تصل في بعض الأحيان إلى الحكم بتكفير هذه المؤسسات، على الرغم من أنهم حاولوا توظيف هذه المؤسسات عندما وصلوا إلى السلطة من قبل.
ولفت "فاروق" إلى أن من يرغب في الوصول للرئاسة يجب أن يرفع شعار احترام الدولة والدستور والتشريعات ويعلي من أهمية بناء الدولة الوطنية ودعم القوى الوطنية المستنيرة وليس دعم قوى أثبتت أنها تخدم أجندة غير وطنية.
ومن الجدير بالذكر أن محمد أبو ديار المنسق العام لحملة المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي، رحب في تصريحات صحفية بعودة جماعة الإخوان للمشهد السياسي مرة أخرى، قائلًا إنه لا يستبعدهم ولا يرى أنه من الطبيعي أن يتم استبعادهم أو غيرهم من المشهد.