وسط ظُلمة الليل والهدوء الذي طال إحدى القرى الصغيرة بمنطقة كرداسة، كان يُحضر الشاب «عمرو جميل» صاحب الـ 30 عامًا سيارته النقل لتحميل محصول الخضروات الطازجة، تمهيدًا لترويجها على بائعين منطقة حلوان كعادته يوميًا منذ أن كان طفلًا صغيرًا رفقة والده، وخلال إنجاز تلك المهام بحثًا عن لقمة العيش، حضر مجموعة أشخاص واشتد بينهم خلاف كان نهايته سقوط عمرو قتيلًا وسط بركة من الدماء نتيجة مُخطط أشبه بالمشاهد الدرامية.
حيث كانت عقارب الساعة تُشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، عندما كان يباشر الشاب عمرو عمله المُشار إليه بالقرب من محل سكنه، وكعادة القرى في الريف يسهر الأهالي أمام منازلهم إلى أوقات مُتأخرة خاصةٍ في فصل الصيف، ووسط هذه الحالة من المؤانسة اجتمع 3 من الجيران بالقرب من مكان عمله يتواصلوا المزاح والضحك بأصوات مرتفعة، بجانب ذلك يُقسمون حصة المخدرات الخاصة بكلًا منهم لترويجها كما هو معروف عنهم في سوق التجارة المشبوهة.
عتاب الموت .. ونية القتل
حينها عاتب «عمرو» إياهم على ما يتلفظوا به من عبارات خادشة للحياء والأحاديث عن تلك السموم، خاصةٍ لوجود سيدات وأطفال من عائلته على بُعد أمتار قليلة من جلستهم المُبغضة، لكن لم يتقبل أحدهم كلمات عتاب عمرو وتصاعد الحديث بينهم إلى مشادة كادت أن تتحول إلى مشاجرة لولا تدخّل الأهالي وانتهى الأمر بتهديد موجه لعمرو .. «كدا عندك واحدة ومش هنسيبك».
التحضير للجريمة
لم يلتفت عمرو لهذه الكلمات ونظر لها بأنها مجرد تهديد صادر من أشخاص مُغيبون عن الوعي، لكن تلك التهديد لاحقه إعداد خطة انتقام من عمرو انهت حياته بعد مرور أقل من ساعتين على هذه المُشادة، حيث استدعى هؤلاء، مجموعة أخرى من أقاربهم، حتى أصبح عددهم ثمانية من البلطجية ومروّجي المخدرات، والذين حضروا حاملين أسلحة بيضاء وأسلحة نارية، وكلاب شرسة مهتمون بتربيتها للدفاع عن تجارتهم في المخدرات.
انتظار الضحية .. والكمين المُسلح
واتفقوا على انتظار عمرو على بُعد مسافة قريبة قبل خروجه من القرية، واصطحب عمرو نجل عمه «أحمد» ليعاونه في توزيع البضائع مُستقلين السيارة، دون عِلم «عمرو» أن هذه الرحلة ذهاب بلا عودة، فخلال سيرهما على الطريق لم يمر دقائق حتى تفاجئا بكمين مُسلح ينتظرهما، وتوجه أحد المتهمين وقام بتقييد أحمد وترويعه بالكلاب الشرسة.
وقام الآخرين بطعن الضحية عمرو، 3 طعنات قاتلة وتصويب عيار ناري، ليسقط الشاب قتيلًا في الحال، ويتبدل الهدوء لحالة صخب وارتباك مخيف بين الأهالي .. وتتعالى الصرخات «عمرو مات .. عمرو مات».
انتقل محرر «بلدنا اليوم» إلى منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، محل واقعة قتل تاجر الخضار عمرو على يد مجموعة من البلطجية ومروّجي المخدرات، للوقوف على أسرار وخفايا الجريمة.
التفاصيل من أسرة الضحية
يقول «زكريا» نجل عم الضحية: "المتهمين يعتبروا رحالة وليهم بيوت في أكتر من مكان ودا من تجارتهم في المخدرات اللي بيفتخروا بيها وبيعملوها في العلن بدون خوف، وكمان معروف عنهم ممارسة البلطجة على كل الأهالي ومنهم اللي هربان من أحكام واللي اتنفذ ضده حكم بالإعدام من شهر".
القتلة تُجار مخدرات
ويستلقط «إمام ناصر» نجل عم الضحية أيضًا طرف الحديث قائلاً: "الناس دي غدروا بإبن عمي وكل دا عشان اعترض تجارتهم المشبوهة، لكن الناس دي معندهاش قلب دول بيشغلوا الأطفال الصغيرة والستات في تجارة المخدرات عشان محدش يشتبه فيهم".
ويتابع حديثه: "والده وزوجته وعياله فحالة صعبة جدًا وأطفاله كل شوية يسألوا عليه، والبلد كلها حزينة على رحيله لأنه كان محبوب بين الناس بسبب أخلاقه وكرمه، عشان كدا إحنا كل اللي طالبينه هو القصاص العادل من البلطجية دول واحنا واثقين في رجال القضاء المحترمين".
ظروف الجريمة النكراء
وكانت تلقت غرفة عمليات النجدة بالجيزة، بلاغًا بمقتل تاجر على يد مجموعة أشخاص بطعنات وعيار ناري داخل إحدى قرى منطقة كرداسة.
وعلى الفور انتقلت قوة من رجال المباحث إلى محل البلاغ، وبالفحص تبين صحة الواقعة وجارِ استكمال التحريات لبيان ملابسات وظروف الجريمة النكراء، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.