قالت الدكتورة وفاء علي خبيرة الاقتصاد والطاقة، أن الدولة قفزت في السنوات الأخيرة بملف الطاقة خطوات كبيرة، وتحاول إحداث علامة فارقة بموقعها الجيو سياسي، حرصًا على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية، ولذلك وضعت استراتيجية قائمة على تأمين الإمدادات وإدارة الطلب وتحقيق الاستدامة ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال صناعة النفط.
وتابعت علي: ولذلك وضعت وزارة البترول سياسة مرنة لتحديث معامل التكرير والمصافي والبحث الدائم عن القيمة المضافة، ويأتي مجمع التفحيم الجديد بشركة السويس ليكمل منظومة صناعة المنتجات البترولية بعد معمل مسطرد العملاق ومعمل أسيوط والعامرية وغيرهم، فهذا المشروع الضخم الذى تم التخطيط له لزيادة حجم إنتاج مصر من السولار وزيت الوقود وتحسين جودة المنتجات مع خفض التكلفة الإجمالية للإنتاج.
وأوضحت الخبيرة الاقتصادية، أن المجمع يتكون من ثلاث وحدات رئيسية هي بالترتيب وحدة التفحيم ووحدة المعالجة النهائية ووحدة التخزين وتبلغ قدرة وحدة التفحيم على إنتاج 1.2 مليون طن من السولار وزيت الوقود، بينما تبلغ قدرة وحدة المعالجة النهائية على إنتاج 1.1 مليون طن من المواد البترولية المكررة سنويًا، وتبلغ سعة وحدة التخزين 2.5 مليون متر مكعب من السولار وزيت الوقود.
ونوهت الدكتورة وفاء علي، إلى أن المجمع بدأ الإنتاج به عام 2018، ومن المتوقع أن يحقق عائدات تزيد عن 10 مليارات جنيه سنويًا، مما يساهم في خفض الفاتورة الاستيرادية وخلق فرص تشغيل جديدة ودعم لملف الطاقة التي هي ركن أساسي من التنمية المستدامة، ويساهم المجمع الخاص بالتفحيم في زيادة إنتاج السولار وزيت الوقود بنسبة 50% وخفض التكاليف الإجمالية للإنتاج بنسبة 20%.
وفي النهاية، أكدت علي إن هذه المشروعات البترولية الضخمة تعتبر نموذجًا للقيمة المضافة في صناعة النفط، حيث تسهم في زيادة إنتاجية مصر وتحسين جودة المنتجات وتخفيض التكاليف الإجمالية للإنتاج. تلعب هذه الصناعة الحيوية دورًا أساسيًا في التنمية المستدامة وتعزز الاستقلالية الاقتصادية للبلاد.