ليلة حزينة في الوراق.. كواليس مقتل "فؤاد" ضحية الغدر

الاثنين 28 اغسطس 2023 | 06:36 صباحاً
جثة
جثة
كتب : تغريد سيد

عريس وملحقتش أفرح بيه.. كان نفسى أخطب له.. كلمات قالتها والده المجنى عليه بدموع تنهمر من عينيها وصوت مبحوح خنقه من الخلف بسلك وطعناه بــ المفك «فؤاد» شاب 23 عام ضحية الغدر بمنطقة الوراق.

وفى البداية خرج كعادته فؤاد فى 6 صباحاً قاصداً ربًا كريمًا بعدما قابل يد والدته ودعها خرج يبحث عن لقمة عيشه يعمل سائق على التوك توك بين عدة مناطق لكسب بعض الأموال التى تعينه وأسرته على مواجهة  الحياة والمساعدة فى علاج والدته المريضة بالسرطان فى سيناريو يومي يعود فؤاد فى الساعة 12 ظهرا بعد انتهاء وردية عمله ويسلم التوك توك إلى صاحبه، ليستلم من بعده شخص آخر مهمة العمل عليه، لكن ذلك السيناريو تبدل نهائيا، وفى ذلك اليوم الواقعة خرج فؤاد ولم يعد.

وانتظرت الأسرة الابن الأكبر الذى تأخر وبعد الرابعة عصرا بدأوا فى البحث عنه عند كل معارفه وأصدقائه لكن كان الرد واحدا «مشوفناهوش النهارده»، لتنتهى مهمة البحث بخيبة أمل، بعد مرور 24 ساعة على عدم عودة الشاب المكافح توجه والده وأصدقاؤه إلى قسم شرطة إمبابة وحرروا محضرا بتغيب ابنهم وتركوا مواصفاته لدى ضباط قسم الشرطة، حتى فوجئوا بالاتصال الذى أزال غموض تغيب ابنهم وتبدلت أفراحهم إلى أحزان.

وقال والده المجنى عليه «سلامة على» أن بعد مرور يوم على اختفاء ابنه توجه لتحرير محضر بالتغيب فى قسم شرطة إمبابة، وأصدقاء ابنه أبلغوا شرطة النجدة بمواصفاته وترك رقم بطاقته، وفى الساعة الثالثة فجر اليوم التالى تلقى أحد أصدقائه اتصالا من ضابط بقسم شرطة الوراق بالعثور على جثة تتطابق مواصفاتها مع بلاغ التغيب الذى حرروه.

وأشار والد المجنى عليه إلى أنه توجه إلى القسم وأخبرته المباحث بـ أنه تم العثور على جثة ابنه داخل شقة فى منطقة الوراق بدائرة القسم.

وأكد والد المجنى عليه فى أقواله أن شقيقتين المتهمين هما من أبلغو عن الحادث، بعد علمهما بوجود قتيل فى الشقة، مضيفا أن أحد المتهمين تقابل مع ابنه وطلب منه توصيله إلى مكان الحادث وادعى وجود إصابة فى يديه قال له: «إيدى مكسورة تعالى شيل معايا حاجة من جوا البيت»، ولم يتردد الشاب الضحية فى مساعدته ونزل ليحمل معه، ولكنه فور دخوله فوجئ بوجود صديق المتهم بالداخل يخنقه من الخلف بسلك ويحكم قبضته عليه بواسطة مفك يضغط بواسطته على عنقه «فطسوه مقدرش يهرب منهم».. بتلك الجملة واصل الأب حديثه أن ابنه راح ضحية الغدر، فقد خرج ليبحث عن مصدر رزقه، ولم يتأخر يوما عن توفير العلاج لوالدته المريضة،

وتابع أن المتهمين شلا حركته، قام أحدهما بخنقه بسلك، وتولى الآخر طعنه بمفك فى قدميه ورقبته حتى خارت قواه واستسلم للموت وواصل الأب حديثه بـ أن شقيق أحد المتهمين عند عودته من الخارج فوجئ بالمتهمين الرئيسيين يقتلان الضحية، فلم يمنعهما وأسرع للخارج لسرقة التوك وبيعه، وأثناء سيره فى الطريق اتصل بشقيقتيه وأخبرهما بالواقعة، لكن السيدتين توجهه إلى قسم الشرطة وأبلغو عن شقيقيهما وصديقه.

وقالت «والدة الضحية» أنها شاهدت ابنها للمرة الأخيرة قبل أن يغادر للعمل فى ذلك اليوم وطلب منها أن تدعى له قائلاً «ادعيلي»  وذكرت أن ابنها كان يساعد فى علاجها لأنها مريضة سرطان، ووالده يعمل باليومية، كما أنه يشارك فى الإنفاق على تعليم شقيقه الأصغر الذى يدرس فى الصف الأول الثانوى الأم الحزينة تدعو لابنها المتوفى الذى قتل غدرا، وطلبت القصاص من قاتليه وأن يلقوا نفس المصير والعذاب الذى تعرض له ابنها «عايزاهم يتقتلوا زى ما قتلوا ابنى.. عايزة حقه».

وتمكنت الأجهزة الأمنية فى القبض على المتهمين واتخاذ الإجراءات القانونية وتم تحرير محضر بالواقعة.

اقرأ أيضا