وسيلة جديدة للنصب عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي «واتساب وتليجرام»

تقييمات وهمية من أجل المال تنتهي بخسارة أموالك

الجمعة 18 اغسطس 2023 | 11:11 صباحاً
وسيلة للنصب عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي - صورة أرشيفية
وسيلة للنصب عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي - صورة أرشيفية
كتب : محمد الإمبابي

رسائل باللغة الإنجليزية تأتيك على تطبيق الواتساب من رقم دولي تعرض عليك فرصة عمل سهلة للغاية ولن تحتاج لتخصيص وقت أو بذل المجهود وتضمن لك مقابل مادي مقابل بضع دقائق قليلة على مدار اليوم.

ومع بساطة العرض وأمنيات زيادة الدخل المادي وتحقيق مكسب سريع والحصول على نقود سهلة تصبح لقمة سائغة للنصاب وبائعي الأوهام الذين يعدوك بالمال مقابل اللايك والشير.

رسالة الواتساب لاصطياد الضحية

نصب 1

بداية اصطياد الضحية

تأتي لحظة البداية في صورة رسالة على الواتساب من أرقام أغلبها تتبع دول في جنوب شرق أسيا (أندونيسيا وفيتنام وغيرهم) تحمل عرض واحد للعمل السهل وإكسابك الأموال وتتعدد صياغاتها لكنها في الأخير تخبرك بأن لديها فرصة سهلة للعمل تقوم بعرضها عليك ولن يتطلب منك الأمر سوى دقائق ولحظات قليلة على الإنترنت.

بمجرد الموافقة على العمل وردك بأنك على استعداد للعمل، يُرسل لك النصاب رسالة أخرى تحتوي على تفاصيل العمل السهل السريع الذي لا يتطلب منك سوى الدخول من هاتفك إلى الروابط المرسلة من طرفه وعمل تقييم إيجابي لبعض الأماكن على موقع خرائط جوجل أو الضغط على بعض زر LIKE للصفحات التي سيرسلها إليك على موقع الفيسبوك أو إنستجرام.

وتتضمن الرسالة قيمة المقابل المادي الذي سيحص عليه الشخص مقابل التقييم أو الإعجاب الواحد والذي يكون 20 في أغلب الأحيان مع شرط أن الشركة لن ترسل لك الأموال إلا بعد أداء ثلاث إعجابات، أي 60 جنيه في مقابل 3 ضغطات فقط، وتطلب منه في النهاية إرسال رقم محفظة إلكترونية للتحويل عليها.

نصب3

رقم من فيتنام لاصطياد الضحية عبر الواتساب

لنبدأ العمل وجني الأرباح

نصب2

عروض التيليجرام لتحويل الأموال

يوافق أغلب مُتلقى الرسالة على الانضمام للعمل السهل الجديد الذي آتاه من خلال تطبيق الواتساب ولا يشغل نفسه عناء البحث عن كيفية الوصول لرقمه ولماذا تقوم شركات في فيتنام أو أندونيسيا بالتواصل مع أشخاص من مصر لهذه المهمة السهلة، ويبدأ في تلقي أول التكليفات التي تتضمن ثلاث روابط يقوم الشخص بالدخول وعمل التقييمات المطلوبة وإرسال صورة –اسكرين شوت- تثبت أداءه المهمة.

حان الوقت للانتقال إلى تليجرام

وتأكيدا للطمأنينة تقوم الشركة بإرسال مبلغ الـ60 جنيه في المرة الأولى بكل سهولة ويسر، ليبدء مرحلة جديدة تقربه من براثن النصابين المحترفين، خيث ترسل له كود مكون من 4 أرقام وملحق به رابط لحساب شخص أخر على تطبيق التيليجرام وتقول له أن هذا الشخص سيتولى مسؤلية إسناد المهام وإرسال المقابل المادي لك.

تنتقل الضحية إلى تطبيق تليجرام متفائلة مستبشرة بما جاءها من عمل يضمن لها يوميا 120 جنيها بلا جهد أو عناء، ويتواصل مع الشخص الذي يرحب به ويرسل له رسالة تتضمن مهمتين جديدتين ويطلب منه الاختيار بينهما، الأولى أن تدخل إلى ذلك التطبيق وتقوم بدفع 400 جنيه كي تتمكن من عمل تقييم للتطبيق، وسوف يتم رد المبلغ لك مضافا إليه 120 جنيه أخرى، أو أن تقوم بالدخول لتطبيق أخر وتدفع مبلغ 600 جنيه وسوف يتم رد المبلغ لك بزيادة 180 جنيه أي يصبح الإجمالي 780 جنيه.

في الأغلب توافق الضحية وتختار ما يناسبها من المهمتين، وتعود الأموال مرة بعد مرة، لكن العميل السر الذي يرسل لك المهام يقوم برفع قيمة المبلغ من 500 إلى 1000 ومن الألف إلى ألفان والبعض وصل إلى 5 آلاف جنيه، المهم أن عند نقطة معينة يتوقف التحويل بعد أن تكون تورطت في مبلغ مالي لا يقل عن 5 آلاف جنيه ويتم ربط رغبتك في استعادتهم في بإرسال مزيد من الأموال.

ضحايا في مخالب نصابين تطبيقات التواصل

يحكي (ي.أ) أنه مر بجميع المراحل السابقة بداية من رسالة الترحيب وعرض العمل على الواتساب مرورا بالانتقال إلى تطبيق تليجرام، وأنه في البداية ربح 1800 جنيه في يوم واحد فقط من التقييمات المختلفة قبل أن يُطلب منه تحويل 6 آلاف جنيه لأحد التطبيقات للحصول على 7200 جنيه، إلا أنه عندما نفذ التحويل الأخير فوجىء بطلب جديد وهو إرسال 30 ألف جنيه كي يتم إرسال المبلغ له ما جعله يتوقف عن الاستمرار في هذه اللعبة التي أغرته في البداية.

يقول (ز.ي) أنه تسلم نفس الرسائل وقام بتفعيل فودافون كاش من أجل بدء العمل إلا أن صديق له أخبره بتورطه في إرسال 30 ألف جنيه كي يحصل على الأموال السابقة التي أرسلها لكنهم طلبوا مزيد من الأموال كي يقوموا بإرجاع المبلغ مضافا إليه الربح ما دفع صديقه للتوقف ودفعه لنسيان الأمر.

يقول (م.ع) منذ اللحظة الأولى شعرت بالريبة لكن تحويلهم الأموال إلي مرة بعد مرة جعلني أطمئن بقدر محدود بالأخص أن الرقم لم يتجاوز الـ500 جنيه في أول عمليتين إلا أنهم طلبوا تحويل ألف جنيه مرة واحدة فأخبرتهم بأني لا أريد الاستمرار في هذا الشأن لكني أرحب بالعرض الأول الذي يكتفي بتقييم الصفحات مقابل 20 جنيه؛ حينها تركوني بلا إجابة إلى الأن.

وتستمر إلى الآن محاولات هذه الأرقام والشخصيات المجهولة في استقطاب ضحايا جدد عبر نفس الرسالة والوعد بالمكسب السهل السريع الذي ينتهي بجر الفريسة إلى عملية ابتزاز مستمرة لتحويل الأموال مع وعد لا ينفذ بإعادة إرسالها.