نار الميراث تُفحم الأشقاء بعين شمس.. مفاجآت يرويها مُنقذ الحريق: «السبب 30 ألف جنيه» | فيديو

الاربعاء 16 اغسطس 2023 | 10:43 مساءً
بلدنا اليوم تحاور مُنقذ ضحايا الحريق
بلدنا اليوم تحاور مُنقذ ضحايا الحريق
كتب : محمد حسن

رحل الأبوان واحدًا تلو الآخر، وتركا ابنتهما في كنف شقيقها الأكبر «هاني» ليكون عونًا لها بعد وفاتهما، إلا أن وصية الوالدين عارضت رغبة الابن في الحصول على حقه من الميراث، ما جعله لا يرى إلا ما يريد ولو كان على حساب رباط الدم الذي يجمعهما، حتى قرر الخلاص من شقيقته وعائلتها حرقًا بالبنزين في منتصف الليل بعد جلسة العشاء الأخير.

التريث والمواجهة

بدأت الرواية عندما تواصلا لكيفية تقسيم نصيب كل منهما في شقة الإرث، وحينها اتفقا على أن الشقيقة التي تدعى «أم ميادة» ستشتري حصة أخيها والتي قُدرت  بينهما بمبلغ 50 ألف جنيه، وسددت له مبلغ 20 ألف جنيه كدفعة أولى وطالبته بالتريث إلى حين تمكنها من جمع باقي المبلغ وسداده بعد أسبوع.

وجاء الموعد المُحدد وذهب «هاني» الذي يعمل سائقًا، للحصول على أمواله من شقيقته، لكنه اكتشف ذهابها إلى أحد المصايف، ولم تتفرغ حتى تتمكن من جمع الأموال، وبمواجهتها أقرت بذلك وطالبته بتجديد المدة للسداد.

بلدنا اليوم تحاور مُنقذ ضحايا الحريق

دون تأنيب ضمير

خلال حديثهما، تلاعب الشيطان بعقل هاني وهيأ له تهرب شقيقته من السداد، وهذا ما قاده للانتقام منها، ثم عائلتها؛ بحرق شقتها دون تأنيب ضمير وعذاب للنفس للذي سيُصيب صغار شقيقته الأبرياء، جراء فعلته الشنيعة.

من هنا عقد «هاني» النية وأعد العدة اللازمة، وأخبر شقيقته بعدم وجود مانع من تجديد المدة حتى لا تشك في نيته الماكرة، ويوم الواقعة ذهب إليها المنزل في سهرة حضرتها عائلة أم ميادة وزوجها وأبناؤها، وجمعهم عشاء وضحكات استمروا حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل تقريبًا، وأبلغهم بضرورة المغادرة لتأخر الوقت، إلا أن كل ذلك ضمن مخططه الشيطاني.

العشاء الأخير

وفور خروجه سكب مادة حارقة، «بنزين»، سبق وقام بتحضيرها خارج باب الشقة، وأشعل النيران داخل الشقة وأغلقها ثم سكبها أمامها، وأشعلها مرة أخرى، لصعوبة خروجهم أو إنقاذهم، وهرول إلى الشارع حتى لا يتمكن أحد من ضبطه.

بلدنا اليوم تحاور مُنقذ ضحايا الحريق

انتقل محرر «بلدنا اليوم» إلى مساكن عين شمس، محل الواقعة التي أثارت استياء الأهالي، للوقوف على ملابسات وظروف الحادث الأليم، على لسان شهود عيان، ومحاورة مُنقذ الحريق.

وأجرت بلدنا اليوم، الحوار الأول مع الشاب «محمد السويسي»، الذي أنقذ ضحايا الحريق من داخل النيران، وبدأ حديثه قائلًا: "يوم الواقعة كنت في طريقي لأداء صلاة الفجر وقلت أمرّ على شقة أختي قبل الصلاة، وبمجرد دخولي الشارع سمعت صراخ وأصوات بتقول الناس بتموت، ولما قربت لاقيت سيدة من الشقة المحترقة تستغيث من الشبابيك قائلة -هاني أخويا ولع فينا-".

بلدنا اليوم تحاور مُنقذ ضحايا الحريق

وبسؤاله عن عدد الضحايا الذين تم إنقاذهم، أفاد: «أنا طلعت على سَندرة حديد عشان أقرب ليهم وقدرت إني أنزل طفلين صغيرين وآنسة عشرينية وسيدة حوالي 40 سنة».

بين الحياة والموت

ويتابع الشاب: «اللي أعرفه أن الناس دي فحالها جدًا ومش بتاعت مشاكل، لكن اللي سمعته إن الخلاف على ميراث شقة وإن السبب 30 ألف جنيه، عشان كدا قرر ينتقم ويولع فيهم».

ويختتم الشاب محمد حديثه: «مفكرتش في نفسي خالص، وربنا مدّني بقوة في اللحظة دي عشان أقدر أساعد الناس اللي بين الحياة والموت، وأنا لو كنت هروح فيها مكنتش هتردد أعمل اللي عملته والحمدلله».

بلدنا اليوم تحاور مُنقذ ضحايا الحريق

وكانت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة، تلقت بلاغًا من شرطة النجدة مفاده اندلاع حريق داخل شقة وسقوط ضحايا ومصابين، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارات الإسعاف.

حصيلة الحادث

بالفحص تبين وجود 3 جثث و 11 مصابًا بحروق وكسور واختناقات، وتم نقلهم إلى المستشفي لتلقى العلاج، وبإجراء التحريات تبين قيام شاب بسكب بنزين بشقة بالطابق الثالث وأشعل النيران فيها بسبب خلافات على الميراث مع أقربائه، وألقى القبض على المتهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

بلدنا اليوم تحاور مُنقذ ضحايا الحريق
بلدنا اليوم تحاور مُنقذ ضحايا الحريق