والإخوان مارسوا عنفًا تجاه مؤسسات الدولة لتنفيذ أجندتهم ولم يقبلوا بدعوة 3 يوليو للعودة لصفوف الوطن
أكد خبراء سياسيين وأمنيين أنه كان متوقعًا أن تقوم الجماعة الإرهابية بتوجيه موجات ضخمة من العنف في مواجهة مصر والمصريين عقب الإطاحة بهم وإجهاض مخططاتهم لتحويل مصر لدويلة في دولة الخلافة التي يحلمون بها
فبمجرد انطلاق شرارة الثورة وجه قيادات وأفراد من الجماعة تهديدات بتدمير البلاد وتحويلها لبحر من الدماء وبالفعل بدأت في التنفيذ وبدأت في ممارسة عنف منظم تجاه مؤسسات الدولة،.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه مع بداية شرارة الثورة ضد حكم جماعة الإخوان كان متوقعًا قيام الجماعة بأعمال عنف وعمليات إرهابية، وتتالت التصريحات والتهديدات منهم للبلاد، فقد وجهت القوات المسلحة إنذار أول وثاني ومنحت الجماعة مهلة للدخول في الصف الوطني مرة أخرى بطرح نفسهم في انتخابات رئاسية جديدة وإعادة السلطة للشعب ليقرر اختيار رئيس الدولة، فلم يكن هناك استبعاد للجماعة من المشهد ودعي رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني لاجتماع 3 يوليو إلا أنهم أصروا على الرفض وفضلوا العنف وبناء مظلومية جديدة لهم.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ" بلدنا اليوم" أن جماعة الإخوان الارهابية تعاملوا مع مصر على أنها ممر لدولة الخلافة، حيث تمادوا بعد قيام الثورة في استخدام العنف ومضوا فيه إلى اليوم وهو عنف منظم ولم يقدموا على خطوة تثبت انتمائهم للوطن، ورغم مرور 10 سنوات كاملة على رحيل الجماعة الإرهابية عن الحكم فلم تخرج أصوات عاقلة من المؤثرين وأصحاب القرار في الجماعة لتأكيد أنهم مصريين وإثبات ولائهم للوطن.
وأكد "فهمي" أن العنف الذي وجهته الجماعة الإرهابية في مواجهة الوطن كان ممنهجًا فما جرى في سيناء وفي كل ربوع الوطن كان يستهدف كل أجهزة الدولة ولا توجد جماعة في تاريخ النظم السياسية في العالم ترفع السلاح في وجه من يوفر لها الأمن سواء جيش أو شرطة وهو ما يؤكد أنهم ليس لديهم أي بعد وطني في التعامل مع مجريات الأمور في مصر، مشددًا على أن الجماعة لم تؤمن بالوطن ولكنها تؤمن بدولة الخلافة وأنها لابد وأن تنطلق لتحقيق مشروعها الوهمي " النهضة " الذي صاغه عدد من رجال أعمال الجماعة ولم يسهم في صياغته مفكرين أو علماء.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الجماعة الإرهابية سعت لإنشاء أجهزة موازية أجهزة استخبارات بديلة، وأجهزة أمنية بديلة واستعانوا بالأتراك والإيرانيين.
ولفت إلى أن أبرز العمليات التي ارتكبها الإخوان في حق الوطن مثل عمليتي رفح الأولى والثانية، وكان هدفها إجهاض أي تحرك من القوات المسلحة والجيش واستهدفوا قتل عدد كبير من ضباط الجيش وركزوا جهودهم في سيناء وبعض مناطق الدلتا، بالإضافة للعمليات الإرهابية العشوائية مثل اغتيال المستشار هشام بركات بالإضافة لأحداث كرداسة كانت في غاية البشاعة خاصة وأنها في قلب القاهرة، كذلك اقتحامات مديريات الأمن ومراكز وأقسام الشرطة والسجون وغيرها.
بدوره رأى اللواء ممدوح مقلد، الخبير الأمني والذي كان مديرًا لأمن المنيا وقت اندلاع الثورة، أن تدخل القوات المسلحة كان مهما في أعقاب مظاهرات الثلاثين من يونيو، خاصة وأن وزارة الدخلية وأفرادها كانت في موقع العداء مع جماعة الإخوان الإرهابية التي نظمت اقتحامات كثيرة لمقرات الوزارة واستهدافات ضد رجال الشرطة، مشيرًا إلى أنه تمكن في مديرية أمن المنيا أن يصد 15 محاولة اقتحام وجهها الجماعة للمديرية ومقراته في ذلك الوقت خاصة وأن سجون المنيا كانت تضم بين جنباتها عدد كبير من معتقلي الجماعة.
وأشار مقلد، في تصريحات خاصة، إلى أن انتشار القوات المسلحة في ثورة 30 يونيو حمى الشعب والثورة خاصة مع التهديدات التي أطلقتها الجماعة الإرهابية في وجه المصريين بتحويل البلاد لبحر من الدماء، لافتًا إلى أن الجماعة كان لها مخطط خبيث بإلهاء الشعب في الفتنة الطائفية وحاولت زرع بذور الفتنة بين الشعب لإلهائهم بعيدًا عن الإطاحة بالإخوان إلا أن الشعب المصري كان واعيًا ولم تنطلي عليه مثل هذه المؤامرات، ولفظهم.
وأكد الخبير الأمني، أن الجماعة الإرهابية كانت تسعى لبناء دولة داخل الدولة بالإضافة لهدم مؤسسات الدولة بإنشاء أجهزة موازية والتهكم على أجهزة الدولة ومهاجمتها مثل المخابرات وأمن الدولة وغيرها، بالإضافة لقيام الجماعة بمحاولات شق الصف الوطني مما كان ينذر ببوادر حرب أهلية لذلك استوجب الموقف تدخل القوات المسلحة التي يكن لها الشعب المصري كل تقدير واحترام لدورها الوطني .
وكان للمركز المصري للفكر والدراسات دراسة سابقة ترصد حجم وعدد العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعة بحق مصر بعد 30 يونيو جاء فيها:
أحداث ما بين السريات: فى الثانى من يوليو 2013، وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر الجماعة الإرهابية وأهالى منطقة ما بين السريات، اسفرت عن 23 قتيل، وإصابة 220.
أحداث سيدى جابر: فى الخامس من يوليو 2013، شهدت مدينة الإسكندرية اشتباكات عبر الأسلحة النارية والبيضاء وزجاجات المولوتوف، إذ اعتد عناصر الجماعة الإرهابية على المواطنين السلميين، ما أسفر عن 12 قتيلا، و18 مصابا
أحداث مكتب الإرشاد بالمقطم: فى نهاية يونيو 2013، قام عناصر الجماعة الإرهابية بإطلاق النار على المتظاهرين الرافضين لحكم الإخوان من فوق سطح مكتب الإرشاد، ما أسفر عن مقتل 12، وإصابة 48..
اشتباكات مسجد القائد إبراهيم: فى السادس والعشرين من يوليو 2013، أطلق أنصار الجماعة الإرهابية النيران على أهالى المنطقة المؤيدين لثورة 30 يونيو، ما أسفر عن وقوع 5 قتلى، وإصابة 72,
إعلان الإخوان الإرهابية انضمام عناصر من تنظيم القاعدة، وتشكيل مجلس حرب: فى التاسع والعشرين من يوليو 2013، أعلنت المنصة الرئيسية للاعتصام فى ميدان النهضة، عن انضمام عناصر من السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة وحزب النور السلفى، رافعين اعلام تنظيم القاعدة.
العثور على 11 جثة، و10 مصابين من اثار التعذيب فى اعتصام رابعة والنهضة: فى التاسع والعشرين من يوليو 2013.
وخلال فض اعتصام رابعة المسلح انتشرت الحرائق ومحاولات تدمير من قبل أنصار الجماعة الإرهابية منذ بداية قيام قوات الأمن بفض الاعتصام المسلح، وكانت الكنائس وأقسام الشرطة، وبعض المنشآت الحكومية هى صاحبة النصيب الأكبر من عمليات الحرق والتدمير، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
حرق مبنى كلية الهندسة: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، بعد الانتهاء من فض الاعتصام قامت عناصر الجماعة الإرهابية بإضرام النار فى مبنى كلية الهندسة.
حرق حديقة الأورمان: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، الموافق يوم الفض عملت عناصر الجماعة الإرهابية إلى اشعال النار فى حديقة الأورمان على خلفية تجمعهم فى ميدان النهضة.
إشعال النيران فى مبنى وزارة المالية: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، أشعلت عناصر الجماعة الإرهابية النيران فى مبنى وزارة المالية.
حرق مقر الأمن الوطنى بالشرقية: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، قام عناصر الجماعة الإرهابية بحرق مقر الأمن الوطنى بالشرقية.
اقتحام مبنى نيابة ومحكمة بنى سويف: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، عمد عناصر الجماعة الإرهابية إلى اقتحام مبنى نيابة ومحكمة بنى سويف.
حرق قسم شرطة الوراق: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، أشعل عناصر الجماعة الإرهابية النار فى قسم شرطة الوراق، ما أسفر عن إتلاف مبنى القسم.
حرق قسم شرطة كرداسة والتمثيل بجثث الضباط: فى الرابع عشر من أغسطس 2013، اقتحم عناصر الجماعة الإرهابية قسم شرطة كرداسة، ما أسفر عن قتل مأمور القسم ونائبة ونحو 12 ضابطا وفرد شرطة وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة.
إطلاق النار على قوات الشرطة والجيش فى منطقة رمسيس: فى السابع عشر من أغسطس 2013، استمر عنف الإخوان فى محيط مسجد الفتح بمنطقة رمسيس، بعد اعتلاء عدد من عناصرها مئذنة المسجد وأطلاق الأعيرة النارية على قوات الجيش والشرطة