التسريب يضرب امتحانات الإعدادية.. حرب «التعليم» مع الظاهرة تتفاقم والحل في البوكليت

مازالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تعيش صراعًا مستمرًا مع ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات، وعلى مر الأعوام الماضية، اعتبرت ظاهرة تسريب الامتحانات، عدوى لا تنتهي، يحاربها العديد من وزراء التعليم، بالحلول والقرارات المناسبة، لإحكام السيطرة على أعمال الامتحانات.

ولم يقتصر مصطلح التسريب على امتحانات الثانوية العامة، التي اشتهرت بالعديد من وقائع الغش عبر منصات التواصل الاجتماعي، على مر السنوات السابقة، بل وصل الأمر إلى امتحانات الشهادة الإعدادية، حيث شهدت امتحانات الفصل الدراسي الثاني هذا العام، تداول وغش وتسريب للامتحانات قبل وبعد بدء اللجان، في مختلف محافظات الجمهورية.

تسريب امتحانات الصف الثالث الإعدادي 2023

وضجت منصات التواصل الاجتماعي، في يوم الخميس الماضي، بأخبار تسريب امتحان الدراسات بمحافظة الدقهلية، حيث تم نشر الامتحان على "السوشيال ميديا"، قبل بدء اللجان، وبالتحقيق والرصد من مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، ثبت صحة واقعة التسريب وأن صور الامتحان المنشورة تخص الامتحان الأصلي، الأمر الذي أدى إلى وجود العديد من استغاثات وشكاوى أولياء الأمور، من وقائع الغش والتسريب، واصفين ذلك بأنه إهدارًا لمجهود الطلاب المتفوقين، وعدم تكافؤ الفرص بين الطلاب، كما طالبوا باتخاذ أقصى العقوبات تجاه المتسببين.

رئيس مجلس الأمناء والآباء: "السوشيال ميديا" سهلت الغش على الطلاب 

وأشاد أولياء الأمور الطلاب، بإجراءات محافظة الدقهلية ووزارة التربية والتعليم، بعد تسريب امتحان الدراسات للشهادة الإعدادية، حيث اتخذت المحافظة إجراءات سريعة مثل إلغاء الامتحان وتأجيله في يوم آخر، وهذا ما أكده عبد الرؤوف علام، رئيس المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين، مشيرًا إلى أن منصات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، اتاحت للطلاب سهولة تنفيذ أعمال الغش والتسريب.

وأوضح "عبد الرؤوف" في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن هناك فرق بين مصطلح التسريب والغش، حيث أنه في حالة تم تداول أسئلة الامتحانات قبل بدء اللجان، يعد هذا تسريبًا، بينما في حال تم تداول الأسئلة بعد بدء توزيع أوراق الامتحانات على الطلاب، فيكون من ضمن ظاهرة الغش.

وأشار رئيس المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين، إلى أن ما حدث في امتحان الدراسات بالدقهلية، خاصة وأنه تم إلغاء الامتحان وتأجيله في وقت آخر للطلاب، يدل على إعلان المسئولين بمعطيات حقيقية بأنه حدث تسريب للامتحان، قبل بدء اللجان، مؤكدًا أنه إذا حدث تسريب للامتحانات مرة أخرى، سيتم إلغاء وتأجيل الامتحان، تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.

عضو بـ «تعليم» البرلمان: جروبات التسريب يتم التحكم بها خارج مصر وهناك فئة من الأهالي تسهل الغش على أولادهم

ومن جانبها، قالت الدكتورة حنان يشار، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، إن وزير التربية والتعليم، قد اتخذ إجراءات استباقية في واقعة تسريب امتحان الدراسات بالقليوبية، من إلغاء وتأجيل وإحالة للتحقيق، وأشادت باتخاذ الوزارة للإجراءات السليمة تجاه المتسببين.

وأضافت "يشار" في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن العقوبات المشددة التي أقرتها الوزارة، ستمنع تكرار ظاهرة التسريب مرة أخرى، خاصة وأنها لم تتغاضى عن كارثة تسريب الامتحانات، مشيرة إلى أن نظام البوكليت منع العديد من ظواهر التسريب بامتحانات الثانوية العامة، وبتطبيقه على امتحانات الشهادة الإعدادية، سيحد من الغش على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكدت أن هناك فئة من أولياء الأمور تسهل أعمال الغش على أولادهم، خاصة في امتحانات الثانوية العامة، حيث تم رصد العديد من حالات الغش أمام اللجان، باستخدام مكبرات الصوت، ويتم إذاعة الإجابات الصحيحة للطلاب، وهذا ما يشجعهم على الغش بمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على حد قولها.

وأردفت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، أن جروبات الغش المنتشرة على "السوشيال ميديا" من الصعب إحكام السيطرة عليها خاصة وأن يوجد منها خارج مصر، لافتة إلى أنه لابد وأن تتكاتف جميع الجهات المعنية من وزارة التربية والتعليم والإعلام والاتصالات، للسيطرة على هذه الصفحات، وتشكيل لجان إلكترونية لمتابعتها.

تطبيق نظام البوكليت على امتحانات الشهادة الإعدادية

وفي خطوات سريعة، قرر الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، اليوم السبت، تطبيق نظام البوكليت على امتحانات الشهادة الإعدادية، بداية من العام المقبل ٢٠٢٣ / ٢٠٢٤، حرصًا على عدم تداول ورقة الأسئلة.

وتضمنت القرارات أن يحتوي ظرف الأسئلة على ٢٠ ورقة أسئلة يفتح فقط داخل اللجنة لمنع الغش والتداول، وتخصيص علامة مائية تخص كل إدارة تعليمية.

كما شملت القرارات أن يمنع اصطحاب الهواتف المحمولة للمراقبين والملاحظين وكل القائمين على الامتحانات داخل اللجان الامتحانية، فضلًا عن زيادة اجراءات منع اصطحاب الطلاب للهواتف المحمولة.