يتوجه الصائم خلال صيام الست أيام الأوائل من شهر شوال بالدعاء إلى الله ولذلك نقدم دعاء الإفطار في صيام الست من شوال، فقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على ترديد دعاء الإفطار في صيام الست من شوال، كما ورد في حديث ابن عمر-رضي الله عنهما- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ وابتلَّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله». أخرجه أبو داود والحاكم والبيهقي.
معنى «ذهب الظمأ» أي: انتهى الشعور بالعطش «وابتلت العروق» أي: رطبت بزوال اليبوسة الحاصلة من العطش. «وثبت الأجر» أي: زال التعب وحصل الثواب؛ وهذا حث على العبادات؛ فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه. «إن شاء الله» قول متعلق بالأجر؛ لئلا يجزم كل أحد؛ فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة الإلهية.
دعاء إفطار الصائم عند غيره، كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الإفطار عند الغير.
يسن لمن أفطر عند غيره أن يدعو له، فعن عبدالله بن الزبير، قال "أفطر رسول الله ، عند سعاد بن معاذ فقال: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة".
وناشد مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية، المسلمون بأن يغتنموا الشهر الفضيل ويحرصوا على اتباع سنة الحبيب المصطفى في شهر رمضان.
عن صيام الست من شوال، كشفت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، طريقة صيام الست من شوال وأحكام صيام هذه الأيام والجزاء من الله عنها.
واستشهدت لجنة الفتوى في حديثها عن صيام الست من شوال، بقول رسول: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». صحيح مسلم (2/ 822).
صيام الست من شوال
واختلف الفقهاء في الأفضل؛ تتابعها أو تفريقها، فذهب فريق من الفقهاء -منهم الشافعية- إلى استحباب تتابعها ووصلها بعد العيد؛ لظاهر قوله: «ثم أتبعه»، قال النووي: يسن صوم ستة من شوال وتتابعها أفضل . منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه (ص: 79).
وذهب أبو حنيفة إلى استحباب تفريقها حذرًا من أن يظن العوام أنها من الصوم المفروض. مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (ص: 236).
ويحصل امتثال السنة في كلتا الحالتين سواء تتابع الصوم أو تفرَّق.
وعن وقت صيام الست من شوال ، قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيام الست من شوال يبدأ من ثاني أيام شوال، لأنّه يحرم صيام أول يوم في العيد.
وأضافت ، دار الإفتاء في منشور لها، أنه يجوز أن يبدأ المسلم صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له.
وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه من الأعمال الصالحة الْمُسْتَحَبَّة المتعلقة بشهر رمضان صيامُ ستَّة أيامٍ من شوال؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر» (رواه مسلم).
وذكرت دار الإفتاء، أنه يستحب صيام الست من شوال متتابعة في أول شوال بعد يوم العيد، فلا يجوز صوم يوم العيد؛ لما في ذلك من المسارعة إلى الخير، وإن حصلت الفضيلة بغيره، فإن فرَّقها أو أخَّرها جاز، وكان فاعلًا لأصل هذه السنة؛ لعموم الحديث وإطلاقه.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن النبي سن صيام ستة أيام من شهر شوال، فقال في الحديث الشريف، : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».
وأوضحت، أن العلماء لاحظوا أنها تكون بالنسبة لرمضان مثل صلاة السنة البعدية مع الفريضة في الصلاة، كما أن صيام شعبان، مثل صلاة السنة القبلية مع الفريضة، وهذا يسدُّ الخلل الذي يقع في الفريضة، ويدل على قبول صيام رمضان إن شاء الله- تعالى-؛ لأن من علامة قبول الطاعة الطاعة بعدها، ويدل أيضًا على أن العبد لم يملَّ من الطاعة فبادر للصيام مرة أخرى بمجرد فطره يوم العيد، يوم الجائزة.
وذكرت أنه لا يشترط تتابعها، فيمكن توزيعها على شهر شوال في الإثنين والخميس أو في الأيام البيض وسط الشهر، وإن كانت المبادرة بها بعد العيد أفضل.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن استطاع المسلم قضاء ما عليه من رمضان مما أفطر فيه قبل صيامها فهو أفضل؛ لحديث: «دَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى» متفق عليه، ويمكن الجمع بين نية القضاء ونية صيام الأيام الستة عند علماء الشافعية، ويمكنه أن يصوم الأيام الستة في شوال ويؤخر القضاء بشرط الانتهاء من أيام القضاء قبل حلول رمضان التالي.