منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، وجد خالد صاحب الـ 18 عامًا نفسه عائلًا لأسرته، مُتوليًا سد مصروفات وحاجات والدته المريضة وشقيقه الأصغر من خلال عمله بمصنع ملابس بجوار منزله الكائن بمنطقة شبرا الخيمة، وذلك بجانب دراسته بدبلوم الزراعة، ليصبح الشاب الصغير المُعين الوحيد لعائلته الصغيرة، قبل حدوث خلاف بسيط مع صديق له حول «20 جنيه» قيمة رهان لعبة بلايستيشن نتج عنه مقتل خالد ذبحًا بعد مُخطط انتقام استمر لمدة 10 أيام.
حيث اعتاد خالد يوم الإجازة الأسبوعية من عمله، الذهاب إلى محل ألعاب بلاي ستيشن رفقة صديق له يدعى أحمد وشهرته «خانكة»، بمحل قرب من مسكنهما ليتنافسان سويّا على الفوز، ويتحمل الخاسر دفع تكلفة اللعب، حسب اتفاقهما، ومن ثم بدئا اللعب واشتدت المنافسة التي انتهت بفوز خالد ليعترض الآخر على دفع تكلفة لعبهما «20 جنيه»، مُخالفًا للاتفاق المُسبق مُبررًا ذلك أن خالد فاز عن طريق الغش.
تلك الخلاف الذي تسبب في نشوب مشاجرة بالأيدي بينهما لكن تدخل الحاضرين لفضها وذهب كل منهما إلى منزله، لينتج عن ذلك خصومة استمرت لمدة 10 أيام، خلالها قرر «خانكة» الوقوف لخالد بنية الانتقام منه ما جعله يستعين بـ 2 من أصدقائه، واللذان كان دورهما استدراج خالد له، وفور حضوره اعتدى عليه بالضرب في حضور صديق من اللذان استدرجاه.
وعقب ذلك أخرج خانكة سلاح أبيض «مطواة» من طيات ملابسه، وسدد للمجني عليه 3 طعنات في جميع أنحاء جسده، بالإضافة إلى جرح غائر في منطقة الرقبة، ليسقط خالد غارقًا في دمائه بجانب سور شارع المطحن بنطاق المنطقة، وقبل محاولة القاتل للفرار هدده الصديق الشاهد على الواقعة، بضرورة سرعة إسعافه إلا وأن يقوم بالإبلاغ عنه، ليطاوعه القاتل ويحملا خالد إلى مستشفى وادي الطب، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد وصوله بدقائق.
«أحمد خانكة دبح ابنك خالد على أول الشارع».. كلمات قاسية تلقتها السيدة إيناس والدة المجني عليه، لتهرول إلى الشارع وسط حالة من الذهول لتجد بركة من دماء نجلها خالد، لتسقط الأم مغشيًا عليها من صدمة الموقف.
انتقل محرر «بلدنا اليوم» لمكان الواقعة التي أثارت استياء أهالي منطقة شبرا الخيمة، للوقوف على ملابسات وظروف الحادث الأليم عن لسان شهود العيان، ومحاورة أسرة الضحية.
بدموع تنهمر من أعين الحاجة إيناس حزنًا على فلذه كبدها، تقول والدة الضحية: «خالد حبيبي كان بيشتغل وبيصرف علينا أنا وأخوه الصغير بعد وفاة والده عشان ميخليناش نحتاج لحد، وجه واحد بلطجي غدر بيه وسفك دمه بطريقة بشعة».
وتستطرد حديثها: «المتهم بعد ما ضرب ابني بالمطواة كان عاوز يسيبه غرقان فدمه، لكن زميله هدده عشان كدا شالوه وراحوا بيه المستشفى وكان هيسيبه هناك ويجري لولا وجود أمين شرطة عند المستشفى ضبطه قبل ما يهرب».
وتضيف الأم المكلومة: «أخر كلمات قالها ابني لما اعترف على القاتل أمام شرطي المستشفى، وبعد كدا قابل وجه كريم، وأنا بطالب بالقصاص العادل عشان ناري تبرد».
وتلتقط «أم حسام» خالة المجني عليه طرف الحديث قائلة: «شقيق المتهم بعد معرفته بالقبض على أخوه راح مكسر هارد كاميرات المراقبة اللي رصدت الواقعة لطمس الجريمة، لكن عشان ربنا رب حق، المتهم أعترف بجريمته قدام جهات التحقيق».
وكانت تلقت غرفة عمليات النجدة، بلاغًا من إحدى المستشفيات مفاداه وصول جثة شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، ومصاب بطعنات نافذة في مناطق متفرقة بالجسد بالإضافة إلى إصابته بجرح ذبحي أودى بحياته.
وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى محل موقع الحادث، وبالفحص تبين أن وراء ارتكاب الواقعة صديق المجني عليه بسبب خلاف بينهما على مبلغ مالي يقدر بـ «20 جنيه».
وعقب تقنين الإجراءات تم القبض على المتهم، وجرى نقل المجني عليه إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، وانتداب الصفة التشريحية لبيان أسباب الوفاة.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات لكشف ملابسات الحادث.