مكامير الفحم
تعد مصر من أشهر الدول فى صناعة وتصدير الفحم النباتى على مستوى العالم، حيث انتشرت مكامير الفحم فى الآونة الأخيرة على نطاق واسع بأنحاء الجمهورية، لمكسبها السريع والضخم، وسهولة الحصول على خامات التصنيع.
مكامير الفحم
المكمورة عبارة عن تجويف لا يزيد حجمه عن 4 أمتار ولا يقل عمقها عن مترين، يتم رصم به الأخشاب، وتغطية الأخشاب بالقش المنقوع فى الماء لعدة ساعات، وتتلوها خطوة تغطية القش المبلل بروث المواشى، وعلى حسب نوعية الخشب تختلف مدة الحرق فى مدة لا تزيد عن 40 يوما، وعلى جانبى المكمورة مواسير لتغذيتها بالهواء اللازملاستمرار عملية الاشتعال المدة الزمنية المحددة.
تعد محافظة الدقهلية من أشهر المحافظات المصرية التى تعمل فى صناعة الفحم حيث يعمل بها أكثر من 400 مكمورة فحمية فى عدة مراكز وهى بلقاس، وميت غمر، وأجا، والمنصورة،والسنبلاوين.
يقول محمد الأتربى أستاذ دكتور الأمراض الصدرية بالدقهلية ورئيس الجمعية المصرية للحساسية والعلاج المناعى، إن صناعة الفحم فى المناطق السكنية تعد هى أشهر سيمفونية للموت البطيء، وذلك لما تصدره من انبعاثات نيتروجينية،وثانى أكسيد الكربون، مما يسبب من تقليل كفاءة الرئتين، وعدم انتظام ضربات القلب ويؤدىإلى الإعياء الشديد والغيبوبة والموت ويعجز الأطباء فىهذه الحالات إسعافها أو إدراك ما سبب الوفاة.
وأضاف الإتربى أنه التوعية الصحية فى الندوات الثقافية بوحدات طب الأسرة من الرائدات الريفيات مسؤولى الثقافة الصحية ضرورة لا بد منها، بسبب ما يراه من حالات الموت المفاجئ دون سابق إنذار،وحدد غاز ثانى أكسيد النتريك والذى يتفاعل مع الأكسجين،ويسبب الوفاة المفاجئة والذى يسمى القاتل الصامت.
يقول الدكتور محمد عبد المنعم أستاذ دكتور الأمراض الصدريةومسؤول وحدة الحساسية بجامعة المنصورة،إنه من مركز بلقاس ويوصف بما يمر به أطفال المناطق المحيطة بالمكامير الفحمية بالمعاناة الصامتة التى يستفيق أهاليهم على صدمة مرضية قد تصل فى بعض الأحيان إلى الانسدادالرئوي المزمن،وهو ثالث سبب مرضي عالمي مؤدي للوفاة.
د.محمد عبد المنعم
أشار أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة المنصورة، إلى أن من أشهر مسببات الانسدادالرئوى الأدخنة وتشتد الأزمة فى حالة استمرار التلوث الهوائى المحيط بالمريض،ونوه أنه تتفاقم الأزمة المرضية تدريجيا بداية من صعوبة التنفس،والسعال، وإفرازات البلغم المتكررة للمريض، وتنتهى بالوفاة المفاجئة.
وكشف مسؤول وحدة الحساسية بجامعة المنصورة عن إحصائية رصدها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاءعن 37 سببا لوفاة 547.2 ألف شخص فى مصر خلال عام 2017،أبرزهم وفاة 20.5 ألف فقط من الالتهابالرئوى، وأكد أنه مع حلول الأزمة الصحية العالمية ارتفعت النسبة إلى 24 ألف حالة.
يقول محمود الشوادفي صاحب مكمورة فحميةعشوائية، فى ذات المنطقة السابق ذكرها،إنه لا يستطيع نكران الضرر الصحىالذى يعانى منه أهالى المنطقة،وأنه يسكن بذات البلدة ويشعر بما يشعر به الأهالى، وأكمل أن هذا عمله الذى لا يعرف غيره، وأضاف الشوادفىأنه يتمنى بإنشاء مكمورة مطورة ولكنه لا يملك التمويل لها لأنها باهظة الثمن.
أضاف الشوادفى أن صناعة الفحم من أهم الصناعات التى لا تحتاج لرأسمال كبير، وتمنى لو ساهمت الدولة بتسهيلات كبيرة فى تمويلات بنكية لأصحاب المكامير العشوائية لتحويلها لمكامير نموذجية مطورة.
يعتبر أكثر الأشجار يعمل بها محمود الشوادفىاستعمالا فى صناعة الفحم أشجار الكافور والجازورينللاستخدامات المنزلية والليمون والجوافة والبرتقال والجوافة والمانجو للمقاهى،وأشار إلى أن أجود فحم فى السوق المصرى هو فحم المكامير العشوائية.
أشار الدكتور ماجد فكري رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا أن مكمورة الفحم جزء مستقطع من الأرض بعد فحتها ويتم ردم الأخشاب بها، وحرقه بمعزل عن الأوكسجين، لتخرج انبعاثات ضارة قد تمتد لشهر نتيجة الحرق غير الكامل للخشب.
ماجد فكرى
كشف رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا، أن مشكلة المكامير الفحمية تعد فى الاستخدام غير المرخص للأراضى الزراعية التى يتم تبوريها،والذى يعد جريمة زراعية كماتكون المكمورة على جانبى الترع التى تسبب الضرر للمجرى المائى الذى يتم ريها للأراضى الزراعية.
قال الدكتور فكرى أن هناك 10 مكامير فحمية مطورة على مستوى محافظة الدقهلية وناشد أصحاب المكامير الفحميةالعشوائية إبداء حسن النية ويتقدم بطلب لوزارة البيئة لتصبح منشأة صناعية.
أوضح الدكتور أحمد محمود جاد مدير الإدارة العامةللإرشاد الزراعى بمديرية الزراعة لمحافظة الدقهلية أن المكامير الفحمية أحد أهم وأخطر عوامل تجريف وتبوير الأراضى الزراعية، التى تتصدى لها الدولة بكلالطرق الممكنة،وأن مكامير الفحم مخالفة بكل المقاييس للاشتراطات البيئية وتم اتخاذ عدة إجراءات ضد أصحابها،نظرا لما تسببه من انبعاثات ضارة وارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها المباشر على الإنتاج الزراعى والحيوانى.
أكد مدير الإدارة العامة للإرشاد الزراعى أن بصدد التغيرات المناخية وما تسببه من أضرار لا تتوقف عند النطاق الجغرافى فى مصر بل تكون سببا رئيسيا فى الخلل المناخى على مستوى العالم.
مكامير الفحم
وكان تقدم أشرف الشبراوى نائب محافظ الدقهلية بطلب إحاطة برقم 2374 لسنة 2022،جاء فى طلب الإحاطة أنه طبقا لتقارير الهيئة العامة للإصلاح الزراعى أن المنطقة 33 التابعة للحفير والأمل بمركز بلقاس دقهلية ومراكز أخرى السابق ذكرها قاموا بعمل مفاحم خشبية مماأدى إلى نسبة ضرر بيئية وصحية وتلفيات زراعية بنسبة وصلت إلى 50%للأرز والقطن 70% مطالبا باتخاذالإجراءات القانونية.
وأضاف الشبراوى فى طلب الإحاطة أن المكامير أثرت على الصحة العامة فى محافظة الدقهلية وتسببت فى نسبة تبوير كبيرة للأراضى الزراعية وطالب بحلول جذرية لأصحاب المكامير حيث تقوم المحافظة بعمل حملات للإزالة ومن ثم تعود للعمل مرة أخرى.
مكامير الفحم
فيما أعلنت وزارة البيئة فى بيان رسمى لهاأنه تم الانتهاء من وضع الاشتراطات والضوابط البيئية للنماذج المطورة لإنتاج الفحم النباتى،حيث أكدتصدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2914 لسنة 2016،بشأن الضوابط والإجراءات اللازمة لتوفيق الأوضاع البيئية لمكامير الفحم النباتى على مستوى الجمهورية. و
أوضح تقرير صادر عن وزارة البيئة، أن هناك عدد من الإجراءات تم تنفيذها لتطوير منظومة مكامير الفحم النباتى، ومنها الموافقة على 10 نماذج مطورة من الناحية البيئية، طبقاً للاشتراطات والضوابط البيئية لنماذج إنتاج الفحم النباتى.
وأشار التقرير إلى أنه بلغ عدد النماذج المطورة حتى نهاية عام 2022، 254 نموذجا مطورا، بالإضافة إلى 14 مصنعا لإنتاج الفحم النباتى المضغوط، كما تم تقديم التمويل لـ 16مستثمرا بمبلغ إجمالى "5942252" جنيها فى إطار تطوير آلية تمويلية من خلال بروتوكول تعاون بين وزارتى البيئة والتنمية المحلية، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر عن طريق إتاحة قروض ميسرة بمنحة 20% مقدمة من وزارة البيئة، لمساعدة أصحاب المكامير فى أعمال التطوير