وضح تحليل جديد لحاويات تم العثور عليها ا في ورشة للتحنيط يتخطى عمرها 2500 عام، طريقة التحنيط والمواد المستخدمة في هذه العملية.. فما هو السر التحنيط عند المصريين القدماء؟
استخدم المصريون القدماء، مجموعة من المكونات الغريبة بعضها مستورد من أماكن بعيدة مثل جنوب شرق آسيا لتحنيط موتاهم وحفظ الجسد بعد الموت، ليعبر إلى العالم الآخر.
من بين هذه المكونات 12 مادة تقريبا، توصلت إليها هذه الدراسة، التي نشرها موقع "سكاي نيوز"، لحفظ أنسجة الجسد ومنع الرائحة الكريهة الناجمة عن تحلله وذلك قبل وقت طويل من أي فهم لعلم الأحياء الدقيقة.
ولم يتمكن العلم خلال القرنين المنصرمين إلا من التكهن بشأن مكونات تحنيط معينة مذكورة في نصوص عتيقة، لكن الورشة التي اكتشفها العالم المصري الراحل رمضان حسين عام 2016 بالقرب من أطلال هرم أوناس وهرم زوسر المدرج، كشف سر التحنيط.
"أغلب مواد التحنيط التي تم اكتشافها بالورشة كانت من خارج مصر"، وفقا لعالم الآثار فيليب ستوكهامر من جامعة لودويج ماكسيميليان بميونيخ في ألمانيا.
جاء الكثير من المواد من منطقة شرق البحر المتوسط ومنها زيت الأَرْز وزيت وقطران العرعر والسرو والقار وزيت الزيتون.
هذا بالإضافة إلى صمغ من شجرة الدَمَّر، التي تنمو فقط بالمنطقة الاستوائية في جنوب شرق آسيا، وصمغ من شجرة إيليمي التي مصدرها إما جنوب شرق آسيا أو إفريقيا الاستوائية.
أحد مكونات التحنيط المُسمى أنتيو كان في النصوص العتيقة يُترجم إلى صمغ اللبان أو المر، لكن هذه الدراسة كشفت أنه خليط من زيت الأُرْز وزيت العرعر والسرو والدهون الحيوانية.
كما جرى التعرف على ثلاث وصفات، بها مكونات مثل صمغ إيليمي وصمغ شجرة الفستق ومنتجات ثانوية من العرعر أو السرو وشمع العسل، كانت تُستخدم في تحنيط الرأس، بينما كانت تُستخدم وصفات أخرى لتنعيم البشرة أو تنظيف الجسد.
وفقا للدراسة الأخيرة، كان الوصول إلى ورشة التحنيط الموجودة تحت الأرض متاحا من خلال فتحة بعمق 12 مترا.
ويعود تاريخ الورشة، إلى الأسرة السادسة والعشرين المصرية، أو العصر الصاوي، من عام 664 إلى 525 قبل الميلاد، في وقت النفوذ الأشوري والفارسي وضعف النفوذ المصري.
كان هذا بعد ألفي عام من بناء أهرامات الجيزة خلال حقبة المملكة القديمة وبعد ستة قرون من حكم الفرعون توت عنخ آمون، الذي عُثر على موميائه وأغراضه الجنائزية الرائعة عام 1922، والذي حكم خلال حقبة المملكة الحديثة.