نتائج شركات التكنولوجيا تفقد الأسهم الأمريكية تفقد نصف مكاسبها

فقدت الأسهم الأمريكية نصف مكاسبها التي حققتها في تعاملات أمس الثلاثاء في نيويورك، متأثرة إلى حد كبير بتقارير الأرباح التي فاقت توقعات المحللين، حيث تسببت نتائج أعمال مجموعة من شركات التكنولوجيا التي خيبت آمال المستثمرين في هذه الخسائر.

بينما يزن المستثمرون المخاطر التي يتعرض لها نمو الاقتصاد من رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي بهدف مقاومة التضخم.

وانخفضت أسهم شركة "ألفابت" المالكة لشركة "جوجل" في تعاملات ما بعد نهاية الجلسة بعد أن خالفت توقعات المحللين، فيما تجاوزت شركة "مايكروسوفت" توقعات المحللين، وأعلنت نتائج أعمالها بعد نهاية يوم التداول، ولكنها أشارت إلى الأثر السلبي لارتفاع قيمة الدولار على نمو إيراداتها.

وارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" ومؤشر "ناسداك 100" للجلسة الثالثة على التوالي، وأغلقت أسهم "كوكا كولا" و "جنرال موتورز" في المنطقة الخضراء بعد تجاوز أرباح الشركتين تقديرات المحللين.

كما ارتفعت أسعار سندات الخزانة مع انخفاض العائد على سندات أجل 10 سنوات إلى نحو 4.08%، وتراجعت قيمة الدولار بعد أن أظهرت أرقام صدرت يوم الثلاثاء تباطؤ الزيادة في أسعار المنازل في الولايات المتحدة بسبب ارتفاع تكلفة الإقراض التي أثرت سلبا على الطلب.

ولا يزال المستثمرون يتوقعون أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بثلاثة أرباع نقطة مئوية في اجتماعه الأسبوع القادم، غير أن البيانات الاقتصادية الأخيرة تكشف فعلا أن سياسة البنك المركزي التقشفية بدأت تضغط على الاقتصاد الأمريكي، ما دفع مستثمرين إلى المراهنة على أن البنك ربما يقترب من نهاية حملته التقشفية العنيفة. وقد دفعت هذه التوقعات المتجددة عن تراجع تشدد الاحتياطي الفيدرالي، علاوة على موسم الأرباح التي جاءت أفضل من المتوقعة حتى الآن، أسعار الأسهم إلى الارتفاع في الأيام الأخيرة.

ومن جانبه قال شون كروز، رئيس استراتيجيات التداول لدى شركة "تي دي أميريتريد TD Ameritrade في مقابلة: "الأمر المثير هو ما نراه من تقارير الأرباح، وكلما ظهرت نتائج أعمال أخرى، تتحول السوق إلى أن يسيطر عليها شعور بأن آفاق الأداء الاقتصادي ليست سيئة بقدر ما كان يخشاه بعض المراقبين. كانت السوق تهيئ نفسها فعلا لموقف تشاؤمي من جانب الشركات مع اقترابنا من موسم الإعلان عن الأرباح، وما ظهر مخالف لذلك حتى الآن. إنها أيضا نتائج مختلطة، غير أن كونها مختلطة في ذاته يتجاوز توقعات السوق".

وأعلنت 28% من الشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" نتائج أعمالها، وتجاوزت نتائج نحو 70% من الشركات المعلنة تقديرات المحللين، وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرج".

ويتوقع المحللون زيادة كبيرة في أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي غدا الخميس، وتصل إلى 75 نقطة أساس، رغم أن عددا كبيرا من الاقتصاديين يعتبر الآن أن الركود بدأ فعلا في منطقة اليورو. وتحسنت ثقة قطاع الأعمال في شهر أكتوبر بحسب البيانات التي نشرت يوم الثلاثاء، رغم أنها استمرت عند مستويات منخفضة مع تقدم أكبر اقتصاد في أوروبا نحو شتاء عصيب.

وعلى صعيد آخر ارتفعت قيمة الجنيه الإسترليني بعد تولي ريشي سوناك رسميا منصب رئيس الوزراء يوم الثلاثاء، متعهدا بـ"إصلاح" الأخطاء التي ارتكبتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.