قال ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أمس الثلاثاء، أن حلف الناتو سيزود أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي خلال الأيام المقبلة؛ من أجل مساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد الطائرات المسيرة التي تستخدمها روسيا في استهداف البنية التحتية الحيوية.
وأضاف ستولتنبرج، خلال كلمته في مؤتمر أمني في برلين، أن رد الحلفاء على الهجمات الروسية بالطائرات المسيرة هو تكثيف شحنات منظومات الدفاع الجوي التي يقدمونها لكييف.
وأكد: "أهم شيء يمكننا فعله هو تسليم ما وعد به الحلفاء، بل أن نكثف ونسلم المزيد من منظومات الدفاع الجوي.. سيقدم الحلف في الأيام المقبلة منظومات مضادة للطائرات المسيرة لمواجهة تهديد تلك الطائرات، بما فيها الإيرانية".
وحذر من "عواقب وخيمة" حال استخدام روسيا الأسلحة النووية في أوكرانيا، قائلا "حدوث أي هجوم نووي ضد أوكرانيا منخفض، لكن بالطبع التأثير المحتمل، والعواقب كبيرة جدا.. هذا الخطر علينا التعامل معه بجدية، ونفعل ذلك من خلال إبلاغ روسيا بوضوح بأنه ستكون هناك عواقب وخيمة إذا استخدمت سلاحا نوويا".
وأشار بقوله: "لقد ذكرنا روسيا أيضا بأنه لا يمكن كسب حرب نووية، ويجب عدم خوضها أبدا.. نحن مستعدون لجميع الاحتمالات" عندما يتعلق الأمر بالحرب الروسية على أوكرانيا، مستبعدا احتمالية وضع مظلة نووية للحلف في أوكرانيا كرادع لروسيا، بدعوى أن هذا الدرع النووي مخصص للدول الأعضاء فقط.
وقال كيريل بودانوف رئيس المخابرات الأوكرانية إن أنظمة الدفاع الجوي التي حصلت عليها كييف من حلفائها "غير كافية" لإزالة التهديد الصاروخي الروسي.
وأشار إلى أن قوات بلاده تُسقط حاليا 70% من الطائرات المسيرة التي تخترق أجواءها، مؤكدا أن إيران تصنع مزيدا من المسيرات لتزويد روسيا بها، وأن القوات الروسية ستجري تدريبات على أسلحة نووية استراتيجية، عقب انتهاء تدريبات الناتو.
ومن جانبه أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تغريدة على تويتر، أن الضربات الجوية الروسية دمرت نحو 30% من محطات الطاقة الأوكرانية منذ العاشر من الشهر الجاري.
وأضاف زيلينسكي أن الهجمات تسببت في انقطاع للتيار الكهربائي في جميع أنحاء أوكرانيا، مؤكدا أنه لم يعد هناك مكان للمفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واتهم مكتب المدعي العام في كييف القوات الروسية باستخدام أسلحة محرمة دوليا في قصف المدن الأوكرانية، ومنها العاصمة كييف.
وعلى الجانب الآخر أكد الجيش الروسي، أمس الثلاثاء، أن الوضع الميداني في أوكرانيا "متوتر وصعب للغاية" بالنسبة لقواته في ظل هجوم مضاد تشنه كييف.
وقال الجنرال سيرجي سوروفكين، المكلف بإدارة العمليات العسكرية في أوكرانيا منذ 10 أيام، لقناة روسيا 24 التلفزيونية: "يمكن وصف الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأنه متوتر. العدو لا يتخلى عن محاولاته لمهاجمة مواقع القوات الروسية".
وفي سياق متصل أعلن سوروفكين أن الجيش الروسي يستعد لإجلاء سكان مدينة خيرسون، حيث تشكل الضربات الأوكرانية التي تستهدف البنية التحتية المدنية "تهديدا مباشرا لحياة السكان"، بحسب تعبيره.
وتشهد عدة مناطق أوكرانية قصفا روسيا مستمرا وهجمات مضادة من قبل الجيش الأوكراني، فعلى بعد أكثر من 120 كيلومترا من كييف استهدف قصف صاروخي روسي منشأة لإمداد الطاقة في مدينة جيتومير.
وتعرضت منشأة للبنية التحتية في زاباروجيا وسط البلاد لأضرار إثر قصف روسي باستخدام صواريخ من طراز إس-300.
وفي المقابل ركزت الهجمات الأوكرانية المضادة على الجنوب، حيث أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيستك مقتل 4 مدنيين وإصابة 14 في المدينة.
أعلن عمدة بيلجورود الروسية توقف حركة القطارات مؤقتا جراء قصف أوكراني على بلدة حدودية.
وقال إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها استهدفت منشآت عسكرية وأنظمة للطاقة ومستودعات أسلحة وذخائر أجنبية الصنع في أوكرانيا. وأشارت الوزارة إلى أنها قصفت مواقع التحكم العسكري التابعة لتشكيل "دنيبرو" الأوكراني في مدينة زاباروجيا، إضافة إلى قصف ورشة لإصلاح الرادارات في المنطقة.
وأضاف أن القوات الروسية دمرت محطة اتصالات فضائية في مقاطعة أوديسا، تابعة لمركز الاتصالات الحكومية الأوكراني.