تدور الآن معركة شرسة بين القوات الروسية والأوكرانية، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي ببسط السيطرة الكاملة على المناطق الأوكرانية وضرب مواقع قوات كييف، فيما تستمر الأخيرة في التقدم ومحاولة استعادة أراضيها، بدعم غربي.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن النيران اشتعلت في صهريج للوقود على جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، فيما أفادت وسائل الإعلام الأوكرانية بحدوث انفجار ضخم عند الجسر الرابط بين الأراضي الروسية والقرم.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول محلي أن "النيران اندلعت في صهريج للوقود على أحد قطاعات الجسر الواقع في شبه جزيرة القرم، ولم تلحق بالجسر أي أضرار تؤثر على الملاحة"، وتم تعليق حركة المرور على الجسر.
وفي وقت سابق أعلنت جمهورية دونيتسك الانفصالية أن القوات الأوكرانية قصفت مدينة إيلوفايسك في الجمهورية بصواريخ HIMARS الأمريكية.
وأكدت ممثلية دونيتسك لدى المركز المشترك للمراقبة والتنسيق أن القوات الأوكرانية أطلقت عند منتصف الليل 6 صواريخ HIMARS على مدينة إيلوفايسك وبلدة أومانسكويه، كما أطلقت 5 قذائف من عيار 155 مم على حي هما كيروفسكي وحي بتروفسكي في مدينة دونيتسك.
وبالتزامن مع هذه التطورات أعلنت القوات الروسية تحقيق مكاسب في شرق أوكرانيا الجمعة بعد سلسلة انتكاسات مريرة على جبهات عدة، لكن يبدو أن كييف تحتفظ بزمام المبادرة ودعت الجنود الروس إلى اختيار الاستسلام.
وفي المقابل أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، أن قوات كييف استعادت نحو 2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء هجومها المضاد في نهاية سبتمبر.
وكتبت في مداخلته اليومية التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي: "هذا الأسبوع وحده حرر جنودنا 776 كيلومترا مربعا من الأراضي في شرق بلدنا و29 بلدة 6 منها في منطقة لوغانسك".
وعقَّب "في المجموع، تم تحرير 2434 كيلومترا مربعا من أراضينا و96 بلدة منذ بداية هذه العملية الهجومية".
ووعد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسيتش ريزنيكوف بضمان الحياة والأمن والعدالة للجنود الروس الذين يختارون الاستسلام.
وعلى الجانب الآخر أعلنت روسيا أنها حققت مكاسبها الأولى، وهي ثلاث قرى في شرق أوكرانيا، بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضي على عدد من الجبهات في الأسابيع الأخيرة.
وهو ما أكده الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يقاتلون إلى جانب قوات موسكو بأن قرى أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية. وتقع هذه القرى الثلاث جنوب مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، ويحاول الجيش الروسي السيطرة على المنطقة منذ أشهر، لكن من دون جدوى.
وفي المقابل تحدثت القوات الأوكرانية عن تحقيق مكاسب أمس الجمعة بالسيطرة على قرية جريكيفكا في منطقة لوجانسك (شرقا) حسب الحاكم سيرجي جايداي.
وشهدت منطقة خيرسون المحتلة (جنوبا)، مصرع خمسة مدنيين وجرح خمسة آخرين في غارة أوكرانية أصابت حافلة مدنيين كانوا في طريقهم إلى العمل خلال عبور جسر، بحسب المسؤول الموالي لروسيا كيريل ستريموسوف، واستهدفت كييف جسورا في هذه المنطقة مرارا من أجل تعطيل الإمدادات اللوجستية للقوات الروسية.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أن هجوما روسيا جديدا وقع بمنطقة زابوريجيا (جنوبا) لليوم الثاني على التوالي، أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح، وعلقت بأن البنية التحتية دمرت في منطقتين، باستخدام طائرات مسيرة للمرة الأولى.
وقبلها بيوم صرحت إدارة الطوارئ الأوكرانية بأنه قُتل أحد عشر شخصا في ضربات روسية على زابوريجيا.