يحتفل دائما أخواتنا الأقباط بالعديد من الأعياد خلال العام، ولكن لديهم بعض المناسبات الدينية الهامة التي تمثل لهم احتفالية كبرى مثل احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الصليب المجيد.
ما هو عيد الصليب المجيد؟
سؤال يتسأل عنه الكثير من الديانات الأخرى غير المسيحية، ولأننا دائما نحرص على متابعينا الكرام سوف نوضح لكم من خلال السطور القادمة كافة التفاصيل عن هذه المناسبة وهي "عيد الصليب المجيد".
عيد الصليب المجيد
تحرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الاحتفال بالعديد من المناسبات والاحتفالات الدينية خلال العام، وذلك بعد أن حددت مواعيد الأعياد السيدية الكبرى والصغرى والأصوام وكافة المناسبات تبعاً لتقويم الشهداء "التقويم القبطي" وهو المكون من ١٣ شهر قبطي.
قصة عيد الصليب المقدس
بدأت القصة بعد صلب المسيح مباشرة، حيث قام اليهود بدفن مجموعة من الصلبان التي بقيت مطمورة تحت الأتلال لسنوات كثيرة
كما ذكر المؤرخون أنه في عام ١٣٥ ميلادية أي عام ٧٣ شهداء قام الإمبراطور هدريان الروماني بإنشاء هيكلاً للزهرة الحامية لمدينة روما فوق الأرض التي دفن فيها الصلبان، إلى أن قامت الملكة هيلانة "أم الإمبراطور قسطنطين الكبير" سنة ٣٢٦ م
باكتشاف الصليب المقدس الذي صلب عليه السيد المسيح وكان هذا الاكتشاف بمثابة معجزة إلهية بكل المعاني.
قصة القديسة هيلانة مع الصليب
ونظراً لأن القديسة هيلانة نذرت بأن تذهب إلى أورشليم للتحقق من مجموعة الصلبان الموجودة بالمنطقة، قام ابنها بترتيب كل شيء وأمر عسكر عظيم مكون من ٣٠٠٠ جندي بمرافقة والدته من أجل الوصول إلى مكان الصليب ومساعدتها في نظافة منطقة الجلجثة (الموضع الذي دفن فيه الصليب) إلى أن عثرت على ٣ صلبان بجانب اللوحة التذكارية المكتوب عليها "يسوع الناصري ملك اليهود" واستطاعت أن تميز صليب السيد المسيح بعد أن وضعت الصليب الأول ثم الثاني على شخص ميت فلم يقم، وأخيراً وضعت الصليب الثالث عليه فقام في الحال.
وهنا أخذت القديسة هيلانة صليب السيد المسيح ولفته في حرير باهظ الثمن ووضعته في خزانة من فضة وقامت ببناء كنيسة القيامة في أورشليم ووضعت الصليب بها، ولا تزال مغارة الصليب داخل الكنيسة قائمة، حيث يتوافد عليها الكثير من الأقباط لنوال البركة من الصليب المقدس. وكما ذكر في التاريخ القبطي، فقد قام البابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية بتدشين كنيسة القيامة بأورشليم في احتفال عظيم عام ٣٢٨ م تقريباً.
وكانت هناك قصص عديدة حول الصليب المقدس الذي يعتبره جميع الأقباط علامة الغلبة والافتخار والنصرة في الحروب. ومن أشهر تلك القصص قصة هرقل إمبراطور الروم مع الصليب، حيث قيل إنه أراد أن يرد الصليب إلى كنيسة القيامة بعد أن استولى عليه الفرس، فأراد أن يحمله بنفسه ولما اقترب من باب الكنيسة ثقل عليه الصليب ولم يستطع أن يدخل به والسبب في ذلك أن الإمبراطور كان لابساً تاج مرصع بالذهب الثمين في حين أن السيد المسيح كان حاملاً الصليب وعلى رأسه إكليلاً من الشوك.
متى تحتفل الكنيسة بعيد الصليب؟
تحرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الأثيوبية على الاحتفال بعيد الصليب مرتين على مدار العام:
الأول في ١٧ توت وتستمر الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام. وفي هذا اليوم يتم الاحتفال بتذكار تدشين كنيسة القيامة، كما يوافق تذكار ظهور علامة الصليب المجيد للإمبراطور قسطنطين الكبير وهو ذاهب لمحاربة الطاغية مكنتيوس.
الثاني في ١٠ برمهات ويحتفل به الكنيسة تذكاراً لعيد اكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة، ويكون دائماً في الصوم الكبير.
طقس عيد الصليب
اعتاد الأقباط المصريون بالقيام بعدد من العادات والتقاليد التي تميزهم عن أي شعب آخر. إليك بعض مظاهر الاحتفال بعيد الصليب في مصر:
بحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يعتبر عيد الصليب من الأعياد السيدية الصغرى حيث تقام قداسات العيد باللحن الشعانيني
واللحن الفرايحي.
كما تقوم الكنائس بالعديد من الاحتفالات للأطفال والشباب من خلال عروض مسرحية وترتيل ترانيم وأناشيد دينية خاصة بالصليب.
وفي هذه الأيام المقدسة، اعتاد الأقباط على تناول وتوزيع البلح والجوافة وهي الفاكهة الموسمية في هذا التوقيت.
كما أن للورود والشموع طابع خاص في هذا الاحتفال. حيث اعتادت الكنائس على تزيين الصلبان الكبيرة بالورود الطبيعية
مع إضاءة شمعة أعلي الصليب ليحملها القساوسة والشماسة خلال قداس عيد الصليب.
وكما هو معروف، فإن الكنيسة القبطية تهتم بالصليب اهتماما عظيماً فهو موضع الحب الإلهي للبشرية وهو رمز فخر وبذل وعطاء ومحبة. نتمنى لكم عيد سعيد مليء بالفرح والسعادة واللحظات الجميلة مع الأهل والأقارب والأحباء.