كثير منا يردد الامثال الشعبية ، دون معرفة حقيقتها ، أو سبب ارتباطها بالموقف نفسه ، لذا كما وعدتكم " بلدنا اليوم " أن تأتي بقصة كل مثل وما سببه وما يعنيه ومثلنا الشهير اليوم هو :
"ماذا يأخذ الريح من البلاط غير التراب"
ومناسبته أنه ، في يوم من الأيام ، كان جحا لوحده في بيته، بعد أن ذهبت زوجته لزيارة أختها في بلدة قريبة.. وقالت له: إنها سوف تقضي الليل عند أختها وتعود في اليوم التالي..
وكان جحا في تلك الليلة ، حائراً حزيناً مهموماً، لأنه لوحده في البيت وزوجته بعيدة عنه..
فأطفأ كل أنوار المنزل.. وذهب إلى فراشه لينام باكراً..
وكان هناك لص يراقب المنزل... فرأى الأنوار مطفأة في وقت مبكر..
فاعتقد أنّ أهل البيت، كلهم غير موجودين فيه.. خاصة أنه رأى زوجة جحا ،تخرج من المنزل في الصباح ومعها حقيبة ملابسها..
ففرح اللص ،وظنّ أنها فرصة مناسبة للسطو على منزل جحا ،معتقداً أنه مليء بالمال والجواهر..
ودخل اللص البيت بهدوء.. لكن جحا لم يكن قد نام بعد.. فاختبأ في صندوق صغير في غرفته ،وتكوّر جحا داخل الصندوق بسهولة تامة وذلك لصغر حجمه...
وراح اللص يبحث هنا وهناك، عن كنز مزعوم دون أن يجد شيئاً..
ثم راح يبحث عن شيء أقل قيمة ،ليسرقه فلم يجد شيئاً يستحق السرقة..
وبعد بحث طويل.. رأى الصندوق في زاوية الغرفة، ولم يكن قد لاحظه من قبل، فقال في نفسه: لعل فيه شيئاً له قيمه..
ففتحه اللص وكانت مفاجأة عجيبة..
وإذا بجحا متجمّع في داخله..
فتراجع اللص من هول المفاجأة.. وصاح قائلاً: ماذا تفعل هنا يا جحا؟
فقال جحا: لا تؤاخذني يا سيدي فإني كنت عارفاً أنك لن تجد ما تسرقه، ولهذا خجلت منك، واختبأت في هذا الصندوق..
فدهش اللص من صنيع جحا وفر هارباً.. ناعياً سوء حظه ومن هنا جاء المثل الشهير ماذا يأخذ الريح من البلاط غير التراب