مظهر شاهين: الصلاة لإرضاء الزوج فقط لا تقبل وإن كانت صحيحة

مظهر شاهين يوضح حكم الصلاة لإرضاء الزوج فقط

الاحد 21 اغسطس 2022 | 04:31 مساءً
مظهر شاهين
مظهر شاهين
كتب : ياسمين أحمد

يقوم الإنسان بالعبادات طاعة وتقربا وإرضا لربه، وفي هذا الصدد قال الدكتور «مظهر شاهين» عضو المجلس الأعلى للشيوخ الإسلامية أن صلاة الزوجة إرضاء لزوجها فقط لا تقبل وإن كانت صحيحة، ويفسر ذلك بـ:« صلاة المرأة من أجل إرضاء زوجها فقط أو تحت التهديد غير مقبولة ومحبط لأجرها لأنها مفتقدة لأهم شرط من شروط قبول الأعمال عند الله تعالى ألا وهو الإخلاص والقصد في العبادة لله وحده، بمعنى انها يجب أن تصلي إرضاء لله تعالي وليس إرضاء لزوجها وأن تقصد بصلاتها وجه الله تعالي، أما إن صلت من اجل زوجها وليس من اجل الله فإن ذلك يحبط أجر الصلاة في دائرة الرياء، بدليل قوله تعالى: "ألا لله الدين الخالص"، وقوله تعالى:" "وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين" أي مخلصين له العبادة، فالإخلاص في العبادة يتوقف عليه القبول».

ويتابع:« وحين سئل الفضيل بن عياض عن تفسير قوله تعالى: "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا" قال أي أن الله لا يقبل من الأعمال إلا ماكان خالصا صوابا، قالوا: وما معني خالصا صوابا؟ قال: أصوبه أن يكون مطابقا لما كان عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم،(أي موافقا لعمل الرسول) وأما خالصا: أي ما ابتغي به وجه الله وحده».

ويقول «شاهين»: «يقول صلي الله عليه وسلم: "إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ».

ويوضح مظهر شاهين سبب صلاة الزوجة إرضاء لزوجها فقط لا تقبل وإن كانت صحيحة متابعا: « يعد من باب الرياء الذي قد يدخل صاحبه في الشرك الأصغر والعياذ بالله، والدليل علي ذلك ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم ، وفي رواية ابن ماجه: ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك )، ومعنى الحديث أنا غني عن أن يشاركني غيري، فمن عمل عملاً لي ولغيري لم أقبله منه ، بل أتركه لذلك الغير .

وعلى ذلك وفقا لعضو المجلس الأعلى للشيوخ فيجب على الزوجة أن تصلي ولكن من أجل الله وليس أحدا غيره وإن كان زوجها والزوج كذلك يصلي إرضاء لله وليس إرضاء لزوجته، ولا وصاية لأحد على أحد فيما بينه وبين الله، والله وحده هو المعبود وهو من سيحاسب الناس، ولا يملك الزوج والزوجة إلا النصيحة والإرشاد باللطف واللين، دون إكراه أحدهما الآخر علي فعل طاعة لأن الطاعة يجب أن تؤدي بالاختيار حتى يصاحبها الخشوع والإخلاص ويصادفها القبول من الله تعالي وهو مراد كل طائع وعابد".