تعتبر مهنة المحاماة من أشرف المهن على الأطلاق، فهى تساعد على تحقيق العدل وتطبيق القانون فى المجتمع على كافة طوابقه، فغرضها الأساسي مساعدة الأفراد فى الحصول على حقوقهم، كما أنها تقوم بدور التوعية القانونية حتى يتعرف كل مواطن على ما له من حقوق وما عليه من واجبات .
وفى هذا الصدد سيعرض موقع "بلدنا اليوم" الأخبارى خلال السطور التالية تقريرا مفصلا عن أول إمراة ارتدت روب المحاماه فى مصر والعالم العربى ليكون لصوتها صرختا فى الحق وتطبيق العداله و الدفاع عن الحق والمظلوم.
فقد اختلف المأرخون حول أول من ارتدت روب المحاماة من النساء، وأول امرأة قيدت بنقابة المحامين، فمنهم من يقول أنها نعمة الأيوبى ولكن لا يوجد أي دليل قاطع في هذا الشأن، خاصة بعد أن ظهر فريقا أخر يوثق أن مفيدة عبد الرحمن أول محامية ويوثق في الوقت ذاته أن نعيمة الأيوبي أول محامية في مصر.
ولا زال البعض يرى أن ما تردد عن أن مفيدة عبد الرحمن هي أول محامية مصرية وعربية لايعتبر إلا "شائعات" وأن الصحيح هو أن "نعيمة الأيوبي" هي أول امرأة محامية في مصر والعالم العربي.
فنعمة الأيوبى هى صاحبة العبارات الرنانة المعبرة عن قيم رسالة المحاماة الصحيحة، ونذكر قولها فى احدى ساحات المحكمة عندما صرخت بأنها لا تدافع إلا عن المظلوم بقولها: "إنني لن اترافع إلا في قضايا المظلومين لأنتصف لهم من الظالمين، وسأخصص حياتي لخدمة المهنة التي شغفت بها منذ كنت طفلة، ومنذ رأيت عمي محاميًا يفخر برداء المحاماة على أي شيء آخر في الحياة".
ونذكر أنها من مواليد محافظة الإسكندرية، ووالدها المؤرخ إلياس الأيوبي، وتلقت الدراسة بالمرحلة الابتدائية في مدرسة محرم بك الابتدائية بالإسكندرية، ثم انتقلت إلى القاهرة للدراسة بمدرسة البنات الثانوية في الحلمية الجديدة.
نعيمة الأيوبي، ضمن أول خمس فتيات التحقن بجامعة فؤاد الأول، القاهرة حالياً-وذلك عام 1929 بحسب ما هو موثق، كذلك يرجح البعض أنها أول محامية مصرية، بعدما كانت أول طالبة مصرية نجحت في امتحان ليسانس كلية الحقوق منذ إنشاء مدرسة الحقوق.
وكان عام 1933عام فارقا بالنسبة لها فتصدرت صورتها الصفحة الأولى لجريدة الأهرام، وذلك كونها أول محامية مصرية، وأول طالبة مصرية نجحت في امتحان ليسانس كلية الحقوق منذ إنشائها، وكان ترتيبها الـ 13على دفعتها على الرغم من تعرضها لتعب شديد.
ولم يكن طريقها سهلا، فخاضت سلسلة من المعارك كي تتمكن من تحقيق حلمها، وتقدمت بطلب لمحكمة الاستئناف لقبول اسمها في جدول عموم المحامين، وكان دخولها الأول للمحكمة بغرض الدفاع عن ثلاثة رجال من رموز الحركة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي، وهم: فتحي رضوان، وأحمد حسين رئيس حركة مصر الفتاة، وحافظ محمود نقيب الصحفيين آنذاك.