قام الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والري بتسليم 14 متدربا من 13 دولة أفريقية شهادات إتمام البرنامج التدريبي في مجال "كفاءة إدارة المياه والزراعة فى أفريقيا"، والذي نظمه المركز الإقليمى للتدريب التابع للوزارة، بالتعاون مع جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى، وذلك بحضور السفير محند صالح لعجوزى الأمين العام المساعد للصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية بجامعة الدول العربية، والدكتور عبد الحكيم الواعر المدير الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة، والدكتور أحمد المقص المنسق لهيئة البحوث وتنمية الغذاء للمناطق شبه القاحلة بالاتحاد الافريقى ، كما حضر الاحتفالية السادة سفراء دول كينيا ونيجيريا وسيراليون وليبيريا وناميبيا وغانا.
وفى كلمته رحب الدكتور عبد العاطي بالمتدربين الأفارقة مهنئاً باجتيازهم للبرنامج التدريبي ، مشيراً لحرصه الشخصى على المشاركة فى تسليم الشهادات للمتدربين فى مختلف الدورات التدريبية التى تنظمها الوزارة ، لما تمثله هذه الدورات من فرصة للتواصل بين أبناء القارة الأفريقية، وتحقيق التكامل بين مهندسي المياه بالدول الإفريقية.
وأعرب عن تقديره لدور جامعة الدول
العربية والاتحاد الإفريقي في تعزيز التعاون لمجابهة التحديات المائية التي تواجهها الدول العربية ودول القارة الإفريقية، خاصة في ظل ما تواجهه هذه الدول من تحديات عديدة نتيجة للتغيرات المناخية، مشيرا لهذا البرنامج التدريبي والذي تم عقده بالتعاون بين وزارة الموارد المائية والري و الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية التابع لجامعة الدول العربية، وهيئة تنمية الغذاء والحبوب للمناطق شبه القاحلة بالاتحاد الإفريقي.
وأكد الدكتور عبد العاطى أن المياه تُعد الركيزة الأساسية للتنمية في جميع القطاعات، وأن مصر حريصة على مساعدة القارة الأفريقية لتحقيق رؤية إفريقيا للمياه ٢٠٢٥، وأجندة إفريقيا ٢٠٦٣، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيراً لأهمية تعزيز عملية إدارة الموارد المائية ، وجذب المزيد من الاهتمام وتوفير التمويل اللازم لمواجهة التحديات التي يواجهها قطاع المياه بالدول العربية والأفريقية.
وأشار لدور هذه البرامج التدريبية فى رفع وتنمية قدرات الباحثين والمتخصصين الأفارقة على المستوى الفني ، ونقل الخبرات المكتسبة خلال البرنامج للتطبيق الفعلى بالدول الإفريقية وبما ينعكس على تحقيق التنمية بهذه الدول ، وأن تنوع المشاركين من 13 دولة إفريقية ينعكس على تنوع الخبرات التي يتشاركها المتدربين ، والسماح بعرض أفكار متنوعة تنعكس على إثراء محتوى هذه البرامج ، و وجه سيادته بالاستمرار فى عقد هذه البرامج التدريبية ، منوها لأهمية استمرار التواصل بين المتدربين والمركز الإقليمى للتدريب بعد انتهاء هذا البرنامج.
وأوضح الدكتور عبد العاطي أن التعاون
الثنائي مع دول حوض النيل والدول الإفريقية يعد أحد المحاور الرئيسية في السياسة الخارجية المصرية فى ظل ما تمتلكه مصر من إمكانيات بشرية وخبرات فنية ومؤسسية متنوعة في مجال الموارد المائية وغيرها من المجالات ، ويتم من خلال هذا التعاون تنفيذ العديد من المشروعات التنموية التى تعود بالنفع المباشر على مواطني تلك الدول ، بما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطنين بما يسمح بمواجهة التحديات التى تتعرض لها القارة الإفريقية مثل الزيادة السكانية وانتشار الفقر والأمية والأمراض.
كما أشار لما تمتلكه الوزارة من قدرات تدريبية متميزة مثل ومركز التدريب الإقليمي بمدينة السادس من أكتوبر وفروعه بالمحافظات ، ومركز التدريب الإقليمى بمعهد بحوث الهيدروليكا التابع للمركز القومى لبحوث المياه ، حيث يتم من خلال هذين المركزين تقديم العديد من الدورات التدريبية لعدد (٢٠٠) متدرب سنوياً من الدول العربية والإفريقية الشقيقة فى مجال المياه ، من خلال تدريس العديد من الموضوعات العلمية المتعلقة بالمياه مثل (أنظمة الرى الحديث ورفع كفاءة إستخدام المياه - إدارة المياه الجوفية - إستخدام الموارد المائية الغير تقليدية - تنمية المصادر المائية - النماذج الهيدروليكية للأنهار - تصميم المنشآت المائية - هندسة السدود - نظم المعلومات الجغرافية - الاستشعار عن بعد) ، وغيرها من الموضوعات التطبيقية والبحثية والقياسات الحقلية والمعملية ، بالإضافة لتوفير منح دراسية للدكتوراه والماجستير للطلاب الأفارقة ، وإيفاد الطلبة والدارسين الأفارقة للحصول على دبلوم الموارد المائية المشتركة من كلية الهندسة بجامعة القاهرة أو الدبلومات التي تُعقد بالمركز القومي لبحوث المياه.
ومن جانبهم عبر المتدربين الأفارقة عن سعادتهم بوجودهم فى مصر والمشاركة فى هذا البرنامج التدريبى وما يحتويه من مواد علمية هامة ، مع الإشادة بمركز التدريب الاقليمى وما يتمتع به من إمكانيات تدريبية ولوجيستية ، ومعربين عن إعجابهم بالزيارات الميدانية لمشروعات الموارد المائية ، مشيرين إلى أن مصر تعتبر من الدول المتميزة فى مجال إدارة المياه وعلوم الرى ، وأن هذه الدورة التدريبية كان لها دور فى تدعيم التواصل بين أبناء الدول الافريقية المشاركين بها وتبادل الخبرات والأفكار بينهم ، مع التأكيد على سعيهم لتطبيق الخبرات المكتسبة من هذا البرنامج فى إدارة الموارد المائية فى بلادهم.
الجدير بالذكر أن البرنامج التدريبي تم عقده بمشاركة (١٤) متدرب من (١٣) دولة أفريقية هي (رواندا – سيراليون – نيجيريا – كينيا - ليبيريا - جامبيا - اريتيريا - أوغندا - ليسوتو - موزمبيق - زيمبابوى - غانا - ناميبيا) ، وذلك خلال الفترة من ٢٦ يونيو إلى ٦ يوليو ٢٠٢٢.
واشتمل البرنامج التدريبى على عدد من الزيارات العلمية والحقلية مثل زيارة محطة المركز القومى لبحوث المياه بوادى النطرون وزيارة قطاع الرصد والاتصالات بالوزارة ومركز التنبؤ بالفيضان ووحدة المحاسبة المائية بقطاع التخطيط وأحد مشروعات تأهيل الترع وأحد المزارع التى تستخدم نظم الرى الحديث وزيارة أحد روابط مستخدمى المياه.