تستقبل لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، يومياً أسئلة كثيرة من المواطنين في الدين، ومع قرب عيد الأضحي المبارك، تكثر الأسئلة بكل ما يخص فريضة الحج.
وقد ورد من ضمن الأسئلة سؤال لأحد الأشخاص يقول "علَيّ ديون كثيرة، وعندي مال أرغب في الحج به، فهل هذا جائز؟.
وأجابت لجنة الفتوى، أن من كان عليه دين، وماله لا يتسع للأمرين - الحج وقضاء الدين- فإنه يبدأ بقضاء الدين ولا يجب عليه الحج، غير أنه لو حج صح حجه ، إلا أنه أساء بتأخير سداد الدين عن وقته.
وتابعت: وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على خطورة أمر الدين، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ».
واستشهدت بما ورد عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ »، قَالُوا: لاَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ: «هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ »، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ»، قَالَ: أَبُو قَتَادَةَ عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.
هل يجوز الحج عن شخص حي ؟
ورد سؤال للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن هل يجوز أن يعمل شخص حج لشخص حي؟
وأجابت لجنة الفتوى بأن الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم قد أجازوا أن ينوب عن الإنسان غيره في الحج أو العمرة إذا كان مريضا لا يستطيع أن يحج بنفسه.
واستدلت بما ثبت عن ابن عباس أن رجلا سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – إن أبي أدركه الحج وهو شيخ كبير لا يثبت على راحلته فإن شددته خشيت أن يموت أفأحج عنه ؟قال – صلى الله عليه وسلم – «أرأيت لو كان عليه دين فقضيته أكان مجزئ» قال نعم، قال «حج عن أبيك».
وانتهت إلى أن هذا إذا كان مريضا مرضا لا يرجى برؤه أما إذا كان صحيحا أو مريضا مرضا يرجى شفاؤه فلا يجوز له أن ينيب عنه.