استهل المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس الدائرة الأولى بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا، كلمته قبل الحكم على 22 متهماً في القضية رقم 840 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا، بكلمات الذكر الحكيم، بسم الله الرحمن الرحيم "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".
وقال المستشار محمد شيرين فهمي، إن الاغتيال من طباع عدم الرجولة، وسفك الدماء من سمات فاقدي الإيمان والودان والضمير، هؤلاء المجرمون تغلب الشر في نفوسهم، فسدت ضمائرهم وقل حيائهم وانعدم الخير في نفوسهم يحملون نفسيات غير متزنة موازينهم مختلفة، وإن نفساً فيها بصيص من نور الإيمان بالله ولقائه مهما كان الإيمان خافتا أو ضئيلا لا تستطيع أن تريق بالظلم الدماء الذكية وتزهق الأرواح البريئة أن من أفظع الكبائر وأعظم الجرائم قتل النفس البريئة بغير الحق.
وأضاف رئيس محكمة الجنايات، إن الإيمان الحق هو من بعد بصاحبه عن الظلم والإفساد، فكيف بمن يرتكب من الظلم أشده ومن الفساد أعظمه، هل تصور القاتل نفسه يوم القيامة والمقتول مظلوم متعلق به والملائكة تسوقه إلى الحساب بين يد الله ليشهد قصاصه العادل وقد شمل السواد وجهه وملأ الرعب عينه فقد الشفيع وتبرأ منه الصديق يقول تعالى "ما لِلظّالِمِينَ مِن حَمِيمٍ ولا شَفِيعٍ يُطاعُ".
وتابع رئيس محكمة الجنايات، ومن يشترك في جريمة القتل أيضا يكون مسؤولا فالقصاص لجميع الشركاء، بل لو شارك أحد في جريمة القتل بكلمة أو بعض كلمة فيعتبر في شريعة السماء قاتل مجرما وسفاكا مفسدا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لو أنَّ أهلَ السَّماءِ وأهلَ الأرضِ اشتركوا في دمٍ لأكبَّهم اللهُ في النَّارِ"، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم"من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله".
وأستكمل المستشار محمد شيرين فهمي، إذا كان هناك أمر بالقتل ودافع إليه فإن حصة الأمر والمتآمر من الله أشد، وأضعف من حصة القتل المباشر.
وعقب ثورة 30 يونيو أصدرت قيادات جماعة الإخوان تكليفات بتشكيل لجان للعمليات النوعية بمختلف محافظات الجمهورية للقيام بعمليات تخريبية ضد مؤسسات الدولة ورجال القوات المسلحة والشرطة والشخصيات العامة المؤيدة، وتم تكليف عبدالرحيم الصاوي المتهم الأول بتولي مسؤولية اللجان في حلوان، وكلف بدوره المتوفى عبدالرحمن عادل بتشكيل عدة مجموعات لتنفيذ العمليات العدائية وانضم إليها المتهمون عمرو شريف وعمر عباس وعبدالرحمن محمد وجاسر محمد وزياد مجدي وهاني حسني ومحمد رمضان أحمد ومصطفى كمال وفرج رمضان ويوسف سامي وعبدالرحمن إسماعيل وعبدالرحمن موسى وتامر سمير وإسلام عنتر.
ونفذت المجموعات عمليات عدائية وتم القبض عليهم وادعوا أن السبب في القبض عليهم هو المجني عليه وليد رشدي وحرض المتهم الأول الحركي زيكا على قتل المجني عليه، وكلف عمرو شريف باستدراجه، وبعد 5 دقائق حضر زيكا في سيارة مسرعة يقودها عمر عباس وتوقفت وما أن شاهدهما المجني عليه حتى حاول الفرار تجاه قسم حلوان إلا أن الآخرين قاموا بالعدو خلفه وقام السائق بملاحقتهم وتمكنوا الإمساك به وتقييد حركته وتهديده بالقتل ووضعه في السيارة.
وأستكمل المستشار محمد شيرين فهمي، إن المجني عليه لقي خيانة الخائنين وغدر الغادرين، ما أصعب ممن يدعى صفة الطهارة، كل ذلك لمجرد حقده وفشله، وأذكر نفسي والمتشددين من أبناء ديني بما جاء في كتاب الله "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، وأذكر أيضا أن هناك الكثير ممن يسيئون للإسلام بدعوى أنهم حراس العقيدة ويأخذون التشدد منهجا لهم ويتناسوا أن الدين وسط ويسر، ويجب أن تكون الدعوى بكل حكمة وموعظة وحسنة.
واختتم المستشار محمد شيرين فهمي، كلمته قائلا : أما أولئك نفر، الذين كانوا وراء العمل الغادر، وحقيقا بنا أن نعلنها صريحة في وجه كل واحد منهم، أنكم يا غدر لواقفون في يوم عظيم مفزع مهيب أمام محكمة العدل الإلهية الحاكم فيها رب العالمين القائل في كتابه "وَنَضَعُ الموازين ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـًٔا".