قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه في ثاني تسجيل له بعد إعلانه مقتل "عبدالله قرداش" زعيم تنظيم داعش الإرهابي واختيار "أبو الحسن القرشي" خلفًا له في مقطع صوتي سابق، خرج "أبو عمر المهاجر" ليحرض أتباع التنظيم على القيام بعمليات إرهابية في شهر رمضان، وذلك في مقطع صوتي جديد بلغت مدته أكثر من ٣٠ دقيقة تم تداوله من قبل عناصره على موقع التواصل "تليجرام".
وبتحليل ما جاء في المقطع من تحريض، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الأمر ليس بجديد، فهى استراتيجية طالما اتبعها التنظيم الإرهابي لاستغلال المناسبات الدينية للمسلمين والمسيحين على حدٍ سواء.
وقد سبق أن دعا "داعش" عام 2016 أتباعه لتحويل شهر رمضان إلى شهر "الجهاد" وفقًا لمفاهيمه المغلوطة، وقد نتج عن هذا التحريض تفجير "الكرادة" في "بغداد" الذي راح ضحيته مئات المواطنين العراقيين. كما دعا التنظيم الإرهابي في رمضان 2017 مقاتليه لشن أكبر عدد من الهجمات، والتي كان لأفغانستان النصيب الأكبر منها.
وشهدنا ذلك أيضًا في رمضان 2018 عندما أعاد التنظيم نشر المقطع سالف الذكر، وكانت النتيجة مجموعة من العمليات الإرهابية أشهرها عملية الطعن في بلجيكا التي راح ضحيتها شرطيين. كما أصدر التنظيم في مارس 2020 فتوى تحريضية لعناصره للقيام بعمليات إرهابية في شهر رمضان مستغلًا جائحة كورونا، وانشغال العالم بتداعياتها على المستويين الصحي والاقتصادي، وبالفعل نفذت عمليات إرهابية في أماكن مختلفة.
وقد رافق تحريض التنظيم لأتباعه في أحدث تسجيل له، دعوة صريحة لأخذ ثأر زعيمه المقتول "عبدالله قرداش" ومساعده "أبو حمزة المهاجر"، في منحى جديد لـ"داعش".
فمن المتعارف عليه لتلك التنظيمات المتطرفة أن عملياتها تنطلق من قواعد أيديولوجية بعيدًا عن الأشخاص كما شهدنا بعد مقتل "أسامة بن لادن" زعيم "القاعدة" الإرهابية، وكذلك الأمر بعد مقتل "أبو بكر البغدادي" وابنه "حذيفة" و"أبو الوليد الصحراوي" وغيرهم من قيادات "داعش" إلا أنه لم يعلن الثأر لهم بل اعتبرهم التنظيم الإرهابي وفق تصوره من الشهداء واكتفى بذلك. الأمر الذي يثير تساؤلًا حول الهدف الحقيقي من ذلك التحريض وعلاقته بالسعي لنيل دعم وتأييد أفرع التنظيم في العالم لصالح الزعيم الجديد؛ خاصة في ظل ما يتردد عن ضعف شخصية القادة الجدد لـ داعش مقارنة بـ"البغدادي".
وقد جاء تحريض "داعش" على القيام بعمليات إرهابية خلال رمضان، مرتكزًا -وفق الطرح الذي أعلنه "المهاجر"- على انشغال العالم حاليًا بالحرب الروسية الأوكرانية، والتي أثرت سلبًا على اقتصاد العالم، ودفعت الأنظار للتركيز عليها ، الأمر الذي يسعى التنظيم الإرهابي لاستغلاله لتنفيذ ضربات موسعة في عدد من الدول لإثبات وجوده والتغطية على خسائره الناجمة عن الضربات العسكرية التي وجهت لقواعده في سوريا والعراق.