حالة من الخوف والقلق تسيطر على أهالي الطلبة بأوكرانيا، فكلما كان الشخص بعيدا عن الأحداث يُصور له خياله أن الأمور تزداد سوءاً حتى لو كانت الأوضاع بها حالة من الاستقرار النسبي، ومن الأسباب القوية المؤدية لذلك انتشار العديد من الشائعات بعضها لا أساس لها من الصحة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
في هذا الصدد يوضح الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» الإخبارية، روشتة لأهالي الطلبة بأوكرانيا في كيفية التعامل معهم للتهوين عنهم دون بث أي طاقة سلبية.
ويقول «وليد هندي»: «الأهالي يعتصرها الالم والخوف والقلق ومشاعر الشك والريبة على وجود أبنائهم في ارض المعارك سواء كانوا في روسيا أو أوكرانيا من أبنائنا الطلاب، ولا شك أن مشاعر الخوف والقلق والرغبة في الإطمئنان على أولادنا وعلى سلامتهم الصحية والنفسية والجسدية جعلت الكثير من أولياء أمور يشعروا بالارتباك في التعامل خلال الأزمة».
يحذر «هندي» من جعل السوشيال ميديا هي المصدر لمعرفة الأخبار قائلًا:« زادت وسائل التواصل الاجتماعي من حدة خاصة بعد تداول خبر استشهاد طالبة في كلية الطب تدعى إيمان، واختلفوا حتى حول جنسية البنت على صفحات السوشيال ميديا، فمنهم من قال إنها من كفر الدوار وصفحات أخرى قالت إنها من الجزائر، و ايا كانت دولتها وسواء كانت الواقعة صحيحة أم لا، إلا أنها خلقت مزيد من القلق على أولادنا الموجودين في الخارج».
انتشار الشائعات يخلق في الطلاب المزيد من القلق وهو قلق الموت والخوف من المجهول و الاضطراب النفسي والشعور بالكآبة والحزن وضبابية الرؤية تجاه المستقبل ويزداد شعورهم بالنوستالجيا والحنين إلى الوطن، ورغبة حقيقة في الرجوع إلى أهلهم بغض النظر عن رغبة استكمال الدراسة من عدمها.
يؤكد استشاري الصحة النفسية على مجموعة من الأمور المهمة يجب وضعها في عين الاعتبار متابعا:« أولادنا برة حاليا مفتقدين الأمن النفسي مع شعور عام بالحزن واضطراب في التفكير عشان، كدة مطلوب من أولياء الأمور الموجودين هنا ياخدوا خطوات إيجابية في سبيل دعم الاولاد بصورة قابلة للتنفيذ، اهم حاجة إنهم يتواصلوا مع اولادهم فورا يحاولوا يكلموهم فيديو كول، ده بيدلهم دفء عاطفي وحماية نفسية».
وأثناء الحديث معاهم من المفترض على الأهالي تجنب الصراخ والبكاء وتصدير الطاقة السلبية، وأهمية التعامل بوعي للتخفيف من حدة آلامهم النفسية، والاستماع إليهم أكثر من التحدث.
ووجه «وليد هندي» بمجموعة من النصائح وهي:«على الأهالي إرشاد أبنائهم عن الأماكن الآمنة من خلال جوجل، عمل مكالمات جماعية للعائلات لبث الطمأنينة، وإنشاء صفحة على أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي تحت مسمى دعم أبنائنا الطلاب فهي مهمة، حيث يمكن للناس من خلالها، إرسال رسائل إيجابية، وتعليمهم من خلال الصفحة فنون الإسعافات الأولية».