انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر «مستقبل المحاماة في مصر والوطن العربي»، احتفالا بيوم المحاماة وعيدها السنوي، تحت رعاية رئيس الجمهورية، وبحضور نقيب المحامين، الأستاذ رجائي عطية، رئيس اتحاد المحامين العرب، والمستشار عمر مروان، وزير العدل، وعدد من ممثلي الهيئات القضائية، والنقباء العرب، و شيوخ المحاماة، والممثلين الرسميين لكافة الجمعيات العمومية للمحامين في ربوع مصر من خلال مجالسها المنتخبة في النقابات الفرعية، وأعضاءِ مجلس النقابة العامة.
وفور وصوله إلى مقر انعقاد المؤتمر، وقبل انطلاق فعلالياته حرص نقيب المحامين على استقبال الضيوف بنفسه، حيث استقبل سيادته المستشار عمر مروان وزير العدل، والدكتور مفيد شهاب رئيس جامعة القاهرة الأسبق ووزير التعليم العالي الأسبق، والمستشار حسين مصطفى فتحي، رئيس هيئة قضايا الدولة، والمهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين، وذلك لحضور احتفالية يوم المحاماة.
بدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية في تمام الساعة العاشرة صباحًا، بكلمة لنقيب المحامين، الأستاذ رجائي عطية، قال فيها: « يسعدني أن أبدأ كلمتي بتوجيه الشكر والعرفان لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتكرمه بأن يكون هذا الاحتفال تحت رعايته، وأشكر من أعماقي الأستاذ المستشار الجليل عمر مروان وزير العدل، وكافة أساتذتنا من كبار أساتذة القانون والمحامين الذين شرفونا اليوم بالحضور، ولا يفوتني أن أوجه شكرًا خاصًا لكل النقباء العرب الذين حضروا، وكل ممثلي النقابات العربية الذين قطعوا المسافات الطويلة كيما يشاركوننا في هذا اليوم».
وتابع نقيب المحامين: «والشكر واجبًا لأبناء المحاماة في مصر في يومهم، فهذه نقابتهم» معبرًا عن سعادته بمشاركة مجالس النقابات الفرعية وعلى رأسها نقيب كل نقابة فرعية.
وعن موضوع الاحتفالية قال الأستاذ رجائي عطية: «اخترنا أن يكون موضوع الاحتفالية (مستقبل المحاماة في مصر والوطن العربي)، لأن هذه القضية بالغة الأهمية».
وعن المحاماة وصفها نقيب المحامين بأنها رسالة، وقال : « لماذا هي رسالة؟ لأنها شبيهة برسالة الأنبياء والرسل، فصفحة وجدان المحامي برمتها تقوم على رعاية الغير وإنصافه، والوقوف إلى جانبه، فالمحامي في مباشرته للمحاماة إنما ينوب عن موكله، ويتولى الدفاع عن مصالحه، وقد يضحي بحياته من أجله، وهو يتجه بخطابه إلى منصة القضاء الموكول إليها أن تفصل في كل دعوى».
واستكمل: « ثم هو ناتج عمله وجهده يصدر من غيره بحكم قضاء هو المنوط به أن يحكم بالعدل بين الناس، لذا فلا أغالي إذا قلت أن المحاماة رسالة».
وقال الأستاذ رجائي عطية إنه يظن أن قضايا الحرية وحماية الحقوق على رأس أولويات المحاماة، وإنها وإن حظيت بجانب كبير جدًا من المحامين والمحاماة؛ إلا أنه من المنتظر منها والمتوقع لها في مصر الوطن العربي أن تذوب في الدفاع عن الحريات والحقوق.
وأشار إلى أن المحاماة مطالبة بأن تواجه وأن تتبنى الأساليب المتعددة التي صارت تؤدي بها رسالتها.
وأضاف قائلًا: «لعل أول ما يحضرني في هذا المؤتمر موضوع (المحاماة في إطار التحكيم، المحلي، والإقليمي والدولي)، وبالقطع يسعدني، وواثق أنه يسعدكم أن يتحدث إلينا في هذا الأمر أستاذنا الجليل الدكتور مفيد شهاب، الوزير السابق لـ 14 عامًا، والرئيس الأسبق لجامعة القاهرة، ورئيس جمعية القانون الدولي لفترة طويلة».
وأوضح: «سوف يحدثنا عن تجاربه في التجكيم الدولي، لاسترداد حقوق مصر في طابا، وهذه قضية من المهم أن نتناولها الآن قبل الغد لأنها تتصل برسالة المحاماة».
وفي كلمته قال المستشار عمر مروان، وزير العدل: «إنني أشرف اليوم أن القي كلمة في هذه الاحتفالية التي تنظمها نقابة المحامين المصرية العريقة، وتحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ هذه الرعاية التي تعكس رؤية شاملة للعدالة، فمنذ أيام قليلة كان الاحتفال بيوم القضاء، فإننا نحتفل اليوم مع شركائنا في تحقيق العدالة وهم السادة المحامين الموقرين، وكلا الاحتفالين تحت مظلة فخامة رئيس الجمهورية».
وتابع: « وتوجهما القرار التاريخي بعدم إعلان حالة الطوارئ وانتهاء الحالة الاستثنائية، وذلك بعد أن تغلبت القيادة السياسية الرشيدة على الإرهاب بكل اقتدار، لتنطلق مصر في مناخي مناسب نحو التنمية الشاملة، وتطوير القدرات وحماية المقدرات، بوطن أمنٍ مستقر».
وأضاف أن المحاماة رسالة سامية، فهي فن الحجة والبرهان والاقناع، وهي أيضًا وجه من وجوه العدالة وقبس من نورها؛ هذه العدالة التي تعد من أهم ملامح الجمهورية الجديدة، التي تعلي من شان العلم والبناء والعدل والنماء، مشيرًا إلى أنه عندما عزمت وزارة العدل على تطوير منظومة العدالة، كانت موقنة أن هذا التطوير سيلقى دعمًا مخلصا من السادة المحامين، عبر عنه السيد النقيب رجائي عطية، برفع أول دعوى مدنية عن بعد، كما رحب السادة المحامون في ربوع مصر كلها بما تقدمه الوزارة من مشروعات وأعمال ومشروعات التطوير.
وبشر وزير العدل، بنجاح المرحلة التجريبية بشكل كامل، وأيضًا مشروع تحويل الكلام إلى محرر بما يحقق الشفافية الكاملة في الجلسات وهذا المشروع في مرحلته التجريبية، منوهًا إلى أن الوزارة ستطرح قريبًا العديد من المشروعات التي تساعد في لارتقاء بمنظومة التقاضي بكل أطرافها، بما يتطلبه التطور العصري الحديث، وتابع:« إن التراث المصري زاخر بالأعمال المجيدة من السادة المحامين، وبالمرافعات الخالدة التي يذكرها التاريخ».
ووجه وزير العدل، حديثه إلى السيد المستشار مساعد وزير العدل للتقنية، بضرورة إعفاء السادة المحامين من مقابل التسجيل في خدمة رفع الدعوى عن بعد؛ بحيث تكون متاحة لجميع السادة المحامين بدون أي مقابل.
وكرم الأستاذ رجائي عطية نقيب المحامين ـ رئيس اتحاد المحامين العرب ـ المستشار عمر مروان، بإهدائه درع نقابة المحامين المصرية.
بدوه، أكد الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي، عضو هيئة الدفاع المصرية في قضية طابا أمام التحكيم الدولي، أن رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمؤتمر يوم المحاماة، هو تكريم للمحامين ونقيبها، وهم أهل للتكريم، وحضور وزير العدل يعبر عن تقديره للمحامين واعتزازه بالمحاماة.
وأضاف أن المحاماة رسالة الدفاع عن الحقوق والحريات، وبها يزدهر الوطن، وبها تكون سيادة القانون هي الفيصل.
وعبر “شهاب” عن سعادته بدعوة الأستاذ رجائي عطية لحضور المؤتمر وأن يكون المتحدثين فيه، عن تفاصيل مفاوضات إعادة طابا، مشيرًا إلى أن مصر لجأت للتحكيم الدولي، فلم يكن لديها أى استعداد للتفريط فى شبر واحد من أراضيها.
واستكمل: إسرائيل ماطلت وحاولت تغيير المواقع الحدودية من علامات الحدود، وبعدها طلبنا الدخول للتحكيم الدولي حول طابا، طبقًا لاتفاقية السلام، وصممنا على ذلك، وبدأت معركة قانونية طويلة، لأجل جمع المستندات والخرائط”.
وواصل:”كل فريق قدم 3 مذكرات مكتوبة ومرافعات شفوية، ومعاينة من المحكمة للمواقع، ثم رفعت المحكمة جلساتها للمداولة 3 أسابيع، وفي 1989، وأعلنت المحكمة أن المواقع المصرية هي الصحيحة ورأس النقب كلها مصرية، والعلامة 91 هي المنطقة الصحيحة، وبالتالي طابا منطقة مصرية”.
وتابع:”وإحنا خارجين بعد صدور الحكم كان المصريين فرحيين، ولكن المستشار القانوني للوفد الإسرائيلي، قال لنا، إحنا عارفين إن طابا ورأس النقب مصريتين، بس مكناش عارفين إنكم هتعرفوا تدافعوا عنها وتقنعوا المحكمة بهذا الشكل”.
وأكد “شهاب” على أنه ما ضاع حق وراءه مطالب، ويجب أن يكون هناك القوة والإرادة اللازمة لإحقاق الحق، وأن قضايانا القومية لا تحل بالشطارة ولا بحسن النوايا ولا العاطفة، وإنما بالاسلوب العلمي، وتجربة أكتوبر والاعتماد على الخبرة والتخصص العلمي خلالها خير دليل.
وكرم الأستاذ رجائي عطية، نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحاامين العرب، الدكتور مفيد شهاب، بإهدائه، درع نقابة المحامين.
وتناولت وقائع الجلسة الصباحية للمؤتمر، موضوع «المحاماة العربية والعلوم القانونية المتجددة والتكنولوجيا في منظومة العدالة»، وتحدث فيها المستشار طارق كامل، مساعد وزير العدل لقطاع التطوير التقني ومركز المعلومات القضائي، والأستاذ سميح خريس، أمين عام مساعد اتحاد المحامين العرب، والدكتور خالد قدري، عميد كلية التجارة بجامعة عين شمس، والدكتور حسن جميعي، استاذ القانون المدني بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وأدار الجلسة الأستاذ مصطفى السعداوي المحامي بالنقض.
تناولت وقائع الجلسة موضوع «المحاماة العربية وشركاء العدالة»، وما يتعلق بها عن طبيعة العلاقة بين جناحي العدالة، وكيفية تطوير تلك العلاقة لخدمة العدالة، كما تناولت تأثير التكنولوجيا على شركاء العدالة، وكيفية استخدامها الاستخدام الأمثل لتحقيق العدالة الناجزة، كما تناولت الجلسة علاقة المحامين في الوطن العربي مع موكليهم، وما يتعلق بتحديد الأتعاب، وتحدث فيها الأستاذ سميح خريس، أمين عام مساعد اتحاد المحامين العرب، وأنطونيو الهاشمي، نقيب محامي بيروت، وشريان الشريان نقيب محامي الكويت، وحسين بديوي نقيب محامي البحرين، ومحمد إبراهيم نقيب محامي سلطنة عمان، وحمد الربيعي، نائب نقيب محامي سلطنة عمان وأدار الجلسة الإعلامي أيمن عطالله المحامي بالنقض.
وفي الختام، أعلن الأستاذ إبراهيم سعودي، مقدم المؤتمر، أن نقيب المحامين كلفه بأن يعلن 30 سبتمبر يومًا للمحاماة العربية، وليس للمحاماة المصرية فقط.
.