تستعد منظمة الصحة العالمية لإطلاق خطة عمل تتعهد عدم التسامح مع الانتهاكات الجنسية بعد ضلوع موظفين لديها في انتهاكات مماثلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت منظمة الصحة العالمية -حسبما أفادت قناة (الحرة) الأمريكية اليوم الجمعة- إن "المدير العام قدم أمس مسودة خطة الاستجابة للدول الأعضاء لجمع تعليقاتها وردود فعلها، مشيرة إلى أن الوثيقة النهائية ستنشر في الأيام القليلة المقبلة".
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن خطة الاستجابة تقدم إجراءات فورية ومتوسطة وطويلة الأجل لمعالجة أوجه القصور المحددة في التقرير، وأن الخطة تؤكد على عدة نقاط تهدف إلى وضع الضحايا في صميم الوقاية والاستجابة للاعتداء الجنسي وتعزيز المسؤوليات الفردية والإدارية، كما تهدف إلى إصلاح ثقافة منظمة الصحة العالمية وهياكلها وأنظمتها، من أجل خلق ثقافة لا مكان فيها للاستغلال والاعتداء الجنسيين، ولا مكان فيها للإفلات من العقاب.
يأتي ذلك بعدما مارست كبرى الدول المانحة ضغوطا علنية على منظمة الصحة العالمية، ومطالبتها من قبل عشرات البلدان في بيان نادر بـ"التزام كامل" بشأن هذا الموضوع.
و كان المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس الذي حظى بدعم غالبية الدول الأوروبية للترشح لولاية ثانية في عام 2022، قد أعرب عن أسفه للضحايا ووعد بعواقب وخيمة على مرتكبي الانتهاكات فور نشر التقرير.
والتزمت منظمة الصحة العالمية تنفيذ توصيات لجنة التحقيق وتسريح الموظفين الضالعين في الانتهاكات، وكذلك المسؤولين الذين كان يجب أن يتدخلوا ولم يحركوا ساكنا.
وبمجرد نشر التقرير، أنهت المنظمة عقود أربعة من 21 شخصا متورطين بشكل مباشر ولا يزالون يعملون، كما وضع اثنان من كبار المسؤولين في إجازة إدارية.
وكانت لجنة تحقيق مستقلة قد أصدرت في 28 سبتمبر الماضي تقريرا صادما كشف أن 21 من موظفي منظمة الصحة العالمية من بين 83 من مرتكبي انتهاكات جنسية مفترضة ضد عشرات الأشخاص في الكونغو الديمقراطية خلال فترة تفشي وباء إيبولا بين عامي 2018-2020.