بعد مقتل الرئيس القذافي وبالقرب من مدينة أوباري الليبية الصحراوية، قامت مجموعة من المتمردين بإيقاف موكباً كان متجه للفرار لطريقه إلى النيجر، ليجدوا داخل تلك السيارة رجل أصلع صغير السن ليكتشفوا بعد ذلك بأنه " سيف الإسلام القذافي" الابن الثاني لديكتاتور ليبيا، وأحد أهم الأهداف الرئيسية للجماعات المسلحة حينها.
وكان الغرب في ذلك الوقت يعقد كثيراً من الآمال علي سيف الإسلام للخروج بارض المختار من النفق المظلم، فمظهره الجميل ونظارته الطبية وتحدثه الإنجليزية بطلاقه جعلت يبدوأ للجميع بأنه مختلف عن والده الذي عرف بطباعه الغريبه.
وكان لسيف الإسلام نشأة خاصة حيث تعلم في كلية لندن للاقتصاد ودرس في حقوق الانسان وكون صداقات مع علماء وسياسيين، ولكن بعد اندلاع الثورة ومقتل والده سارع سيف الإسلام للانضمام إلى القمع الغاشم الذي اطلقه القذافي في الوقت نفسه، وكان على الجانب الأخر الثوار يستطيعون أن يكافئوه بالإعدام دون محكمة.
لكنه وقع أسيراً من قبل الفصائل المسلحة حيث اعتُبر رهينةً غالية، وتم نقله إلى مدينة الزنتان لأنه كان مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وظل أسيرًا لدى الزنتانيين حتى بعد انتخابات ليبيا عام 2012، وفي السنوات التالية انقسمت ليبيا إلى ميليشيات متناحرة، وبدأ الليبيون يغيّرون نظرتهم إلى سيف الإسلام الذي سبق أن تنبأ بانقسام ليبيا في الأيام الأولى من الثورة عام 2011.
وأفادت التقارير بأن خاطفيه أطلقوا سراحه، بل وأنه ينوي الترشّح للرئاسة، غير أن مكانه لم يكن معروفًا لأحد، واستغلّ سيف الإسلام غيابه عن الساحة في مراقبة الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط والعمل بهدوء على إعادة تنظيم القوة السياسية التابعة لأبيه والمعروفة باسم " الحركة الخضراء" .
ورغم تحفّظه بشأن الحديث عن احتمالية ترشّحه للرئاسة، فهو يعتقد أن الحركة التي يقودها بإمكانها أن تعيد للبلاد وحدتها المفقودة.
ويحتل الحديث عن ترشح سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي للانتخابات الليبية صدارة الأحداث في ليبيا، وسط تباينات بشأن إمكانية ترشحه، كما أثار حديث رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خلال جلسة سابقة " لا يحق لشخص محكوم عليه من المحكمة الجنائية الدولية الترشح لرئاسة الدولة الليبية".
وخلال نقاشات بشأن نص المادة 12 من الفصل السادس في مشروع قانون الترشح للانتخابات الرئاسية، بشأن حق الترشح وإجراءاته، انتقد صالح بند الأبوين الليبيين في قانون انتخاب رئيس الدولة كشرط للترشح للمنصب، الأمر لم يحسم حتى اللحظة، خاصة أن القانون لم يقر حتى الآن، ولم تتوافق عليه الأطراف الليبية، ما يجعل التساؤلات حتى اللحظة بشأن إمكانية ترشح سيف الإسلام من عدمه متاحة، خاصة في ظل خلاف كبير بين الأطراف على القاعدة الدستورية أو القانون.
وبعض المعلومات تشير أيضا إلى أنه حال عدم إقرار عدم أحقيته للترشح في قانون الانتخابات، يمكن لمفوضية الانتخابات أن ترفض قبول أوراقه، باعتبار أنها من ينظر في أوراق المرشحين، وفيما يتعلق باحتمالية عدم قبول أوراق سيف الإسلام القذافي للترشح للانتخابات، فكل السيناريوهات متوقعه في ظل الوضع القائم في ليبيا" .
يواصل مجلس النواب الليبي النظر في مشروع قانون الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة إشارة ضمنية لسيف الإسلام القذافي ظهر مؤخرًا بعد غياب طويل ، شدد رئيس المجلس عقيلة صالح أنه يحق لأي شخص محكوم عليه المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم ضد الإنسانية الترشح لرئاسة الدولة الليبية، ويواجه سيف الإسلام أيضًا عقبة كبرى خارج ليبيا، فهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية على خلفية ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بسبب دوره في قمع المعارضين عام 2011.
وقد حُوكم في دعوى قضائية أخرى في طرابلس عام 2015، حيث ظهر على شاشة فيديو خلف القضبان في بلدة " الزنتان" ، وانتهت المحاكمة بإدانته والحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص.