هل لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم قراءة سورة الفاتحة عند زيارة المقابر؟ .. سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية خلال بث مباشر أجرته الدار اليوم الثلاثاء، للإجابة على أسئلة المتابعين والتي ورد من بينها هذا السؤال، وأجاب عليه الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وقال ممدوح في إجابته على السؤال: "على حد علمي لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم قراءة الفاتحة عند زيارة المقابر، لكن ترك النبى لشيء لا يفهم منه ولا يدل على التحريم أو المنع"، مؤكدًا أن قراءة الفاتحة وإهداء ثوابها للمتوفي مشروع ومقبول ومبرور سواء عند المقابر أو عند البعد عنها.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية : "النبى صلى الله عليه وسلم حينما مر بقبرين وقال :" إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة"، ثم أخذ بجريدتين من النخل رطبة فغرسها وقال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا، مضيفا : "وقال العلماء إن السر في الحرص على اختيار جريدتين رطبتين أنهما يسبحان الله فيخفف عن الميت ببركة ذكر الجماد فكيف بذكر الحى، وكيف إذا كان هذا الذكر خير الأذكار وهو قراءة كلام الله، وكيف إذا كان هذا المقروء هو السبع المثاني وهى سورة الفاتحة ".
وكانت دار الإفتاء المصرية قالت عبر موقعها الالكترونى، إنه لا مانع شرعًا من اجتماع الناس على قراءةِ القرآن وخَتْمِهِ وهِبَةِ ثواب هذا العمل الصالح إلى الميت؛ سواء كان ذلك حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة؛ منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقرَءُوا يس على مَوْتَاكُم» رواه أحمد وغيره، والحديث يشمل حال الاحتضار وبعده.
وتابعت دار الإفتاء: "وقد ألَّف في هذه المسألة جماعةٌ من العلماء؛ منهم الإمام الخلال الحنبلي، والحافظ شمس الدين المقدسي الحنبلي، والسيد عبد الله الغماري، حتى إن بعض العلماء نقلوا الإجماع على مشروعيته من غير نَكير"، قائلة :"أما وصول الثواب إلى الميت فيحصل بقول القارئ: "اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان".