مازلت أزمة سد النهضة تطفوى على الساحة السياسية خلال الفترة الماضية وخاصة بعد عقد جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة، بعد فشل كل المفاوضات الأخيرة والتى استمرت 10 سنوات.
فشل مفاوضات سد النهضة
وعلى الرغم من ذلك مازالت القيادة السياسية حتى الآن تسلك الطرق السلمية مع إثيوبيا، على الرغم من التعنت الأثيوبي الواضح على مدار الفترة الماضية، وتصر أديس أبابا على الملء الثانى لسد النهضة على الرغم من وجود أخطاء فنيه فى جسم السد والتى من الممكن أن تؤدي إلى إنهيار السد فى أى وقت.
وتستخدم الحكومة الإثيوبية الملء الثاني لسد النهضة كدعاية لها وتقوم بادلاء تصريحات حتى تقوم بتهدئة الشعب الإثيوبي.
تشغيل سد النهضة
ومن جانبه قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، إن أي خطأ في تشغيل سد النهضة يؤدي إلى كوارث، وخاصة على السدود السودانية، منوهًا إلى أن السودان تعرض لاندفاع كميات كبيرة من المياه العام الماضي والجاري، بعد انتهاء ملء سد النهضة.
وأضاف علام، أن السودان لا يستطيع تنظيم تصرفات المياه؛ بسبب غياب المعلومات من الجانب الإثيوبي، وعدم الوصول إلى اتفاق شامل بين الدول الثلاث حول كيفية التنسيق.
ونوه إلى أن السودان في أزمة شديدة إذا لم توقع الدول الثلاث اتفاقًا حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن السد الإثيوبي قد يكون مفيدًا للسودان حال وجود تواصل جاد وجيد حول جميع خطوات الملء والتشغيل، وإبرام اتفاق قانوني لمحددات تصرفات المياه.
وأشار وزير الري الأسبق، إلى أن إثيوبيا تبني سدًا غير مكتمل وليس به أي أمور تأمينية للحوادث، متابعًا: «سد النهضة لم يكتمل حتى اللحظة ولم تستفد منه أديس أبابا حتى الآن في توليد الكهرباء».
لعنة سد النهضة
ولفت إلى أن «سد النهضة قد يكون لعنة أو مجالاً للتنسيق بين الدول الثلاث إذا تم عقد اتفاقا ملزما للأطراف الثلاث»، قائلًا إن تصريحات الجانب الإثيوبي هدفها الدعاية ولا أساس لها من الصحة.
وكشف الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء المصري، ومدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، عن انهيار أجزاء من سد النهضة.
حيث قال الباز، "يبدوا أن "هابى" اله النيل قد انهى احتمال أى اقلال مما يصل مصر من المياة. ياتى فيضان كل عام فى يوليو واغسطس. كنا نشعر بذلك حتى فى دمياط بالقرب من ساحل المتوسط فى كل صيف. اتى مطر هذا العام غزيرا جدا واهدم جزءا من اعالي سد النهضة ليوصل المياه إلى السودان ثم مصر والتى تحميها السماء".
وأكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن «إثيوبيا لم تستطيع أن تحقق الملء الثاني للسد الإثيوبي»، موضحًا أن «ما حدث هو تخزين كميات هامشية من المياه».
وتابع «نور الدين»، أن أديس أبابا كانت تسعى لتخزين 13.5 مليار متر مكعب، لافتًا إلى أنها خزنت 2.9 مليار متر مكعب.
الملء الثاني
وأرجع فشل أديس أبابا في الملء الثاني للسد الإثيوبي إلى التأكد من وجود الكثير من الأخطاء في جسم السد، بخلاف ظهور تصدعات وشكوك كبيرة حول معامل أمان السد، مضيفًا أن الشركة الإيطالية المنفذة للسد طالبت من الحكومة الأثيوبية تأجيل الملء الثاني للعامل المقبل، ولكن أديس أبابا من أجل الحفاظ على ماء الوجه، أعلنت بأنها حققت الملء ا لثاني، رغم أنا ما حققته من تخزين للمياه شيء رمزي للغاية.
ولفت إلى أن كل مياه الفيضان ستأتي إلى مصر والسودان، والمؤشرات تدل على أن موسم الفيضان سيكون غزيرًا، منوهًا إلى أن هناك فسادًا ماليًا وإداريًا حول السد الإثيوبي، ما أدى لانتحار مدير السد الإثيوبي، خوفًا من افتضاح أمر الفساد المالي والإداري.