تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير الراحل ذكي رستم، حيث تمتلك تفاصيل حياته العديد من القوة والقسوة وشخصية قوية ظالمة قام بتأديتها في العديد من أعماله وكانت سبب كبير في شهرته.
كان من طبقة أرستقراطية وكان والده عضوًا بارزًا في الحزب الوطني يُدعى محرك بك رستم، وكان صديقًا للزعيمين محمد فريد ومصطفى كامل، نال ذكي شهادة البكالوريا عام 1920 ورفض بعدها استكمال تعليمه الجامعي، بالرغم من رغبة والده أن يلتحق بكلية الحقوق لكنه لم يكن يرغب في ذلك.
كان السبب في نجاحه الفني النجم عبد الوارث عسر حيث ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية وكانت هذه تعتبر نقطة التحول في حياته، لأن أسرته كانت نرقص انضمامه إلى التمثيل، ولكن بعد وفاة والده أصر على الاستمرار في هوايته مما دفع والدته إلى طرده من السرايا بإعتباره نموذج سئ لأشقائه.
عاش ذكي طوال حياته أعزب لا يفكر في الزواج ولا يشغل باله أي شئ سوى الفن والتمثيل، لم تكن حياته على مايرام حيث كان وحيدًا معظم الوقت، وكان لم يكن يملك أصدقاء وكان سليمان نجيب هو صديقه الوحيد.
لم يكن مجرد فنان يجسد شخصية أمام الكاميرا ولكن كان له كاريزما خاصة طبعت عليه بالطغي والجمود والقسوة كما رآه الجمهور في أفلامه، لكنه لم يكن بكل تلك القسوة والجمود الذي ظهر أمام الشاشة في الواقع لكنه كان إنسان تعرض للعديد من المواقف المؤلمة الصعبة في رحلة حياته.
كان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان، ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى أكثر من ثلاثين عام في خدمته، وكلبه الذي كان يرافقه في جولاته الصباحية.
توقف عن التمثيل وابتعد عن السينما واعتزل الناس بعد أن فقد حاسة السمع تدريجيًا وكان يقضي معظم وقته في القراءة.
عانى خلال سنواته الأخيرة من ضعف السمع وكان يرفض أن يستعمل تلك الاختراعات الإلكترونية.
أصيب بأزمة قلبي حادة نقل بسببها إلى مستشفى دار الشفاء، انتقل إلى رحمة الله في 15 فبراير عام 1972، ولم يشعر به أحد ولم يمش في جنازته أحد.