فجرت سيدة مفاجأة مدوية حينما خضعت لاختبار تحديد لحمض النووي لتكتشف أنها ابنه غير شرعية لطبيب، استخدم حيواناته المنوية لإنجاب عدد كبير من الأطفال.
رحلة بحث عن النسب خاضتها سيدة تدعى "جايمي هول"، بعدما أجرت اختبار حمض نووي "أونلاين"، عبر أحد المواقع، لتكتشف أنها متطابقة وراثيا بالدكتور فيليب بيفن، والذي كان طبيب والديها قبل الولادة.
في عام 2019، اتصلت "جايمي"، البالغة من العمر 61 عاما، بالدكتور "بيفن"، وقالت إنه اعترف بكونه والدها البيولوجي، وأنه استخدم حيواناته المنوية لإنجاب عدد كبير من الأطفال، سواء كمتبرع بسائله المنوي في آواخر الأربعينات أو في ممارساته الطبية باعتباره أخصائي نساء وولادة بمدينة ديترويت بولاية ميتشجان الأمريكية، حيث ظل يعمل طبيبا لمدة 40 عاما، ساهم خلالها في ولادة 9 آلاف طفل وهو الأب الشرعي للمئات منهم.
روت السيدة أنها تعتقد أن "بيفن" كان صديقا لوالديها وأعطاهما عينة من الحيوانات المنوية بهدف مساعدتهما على الإنجاب، ولم يكن لدى والدها أي فكرة عن استخدام الطبيب لحيواناته الخاصة للتلقيح، وقررت أن تجري اختبارا على أحد المواقع لتحديد "DNA"، وفوجئت أنها متطابقة الحمض النووي مع 5 أشخاص أخرين غير أشقاء وأنهم ولدوا جميعا في نفس المستشفى على يد نفس الطبيب، وتعتقد أنه قد يكون هناك مئات من الأشقاء الأخرين من الطبيب، وفقا لصحيفة "ذات صن" البريطانية.
وذكرت كيف قام والداها، في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، بزيارة "بيفن" في مستشفى "جريس"، لمساعدتهما في الحمل، وفي عام 1956، أنجبت والدتها "جويس"، شقيقتها الكبرى "لين"، وفي عام 1959 ولدت "جايمي"، ولم يكن لدى الأخيرة أي شك في نسبها حتى عام 2008 بعد وفاة والديها، عندما أخبرتهما إحدى السيدات أن الرجل الذي رباهما ليس والدها الشرعي، لذلك في عام 2017، أجرت اختبار أبوة أكد ذلك.
وفي عام 2019، تتبعت شجرة عائلتها باستخدام خدمتين للاختبار والتحليل الجيني، حيث وجدت أنها يهودية إشكنازية بنسبة 50% بينما لا يوجد أي أحد في عائلتها كذلك، وظهرت شقيقتها على أنها متقاربة منها ولكن ليس بدرجة كافية وفقا لتحليل الحمض النووي، ولكنها عثرت على تطابقات أخرى لحمضها النووي مع عائلة أخرى ما أثار الشكوك أكثر إذ لم يكن لديها سوى شقيقة واحدة.
وعلى مدار العام التالي، أجرت "جايمي"، تحليلاً صارمًا لتاريخها الجيني، وجمعت بدقة سلسلة من أنصاف الأشقاء الذين لم تكن تعرف أبدًا بوجودهم، وبدأت في مراسلتهم جميعا، وتلقت العديد من المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني من أشخاص يتشاركون جميعًا في نسب عالية من الحمض النووي معها، والذين تم ولادتهم جميعًا من قبل الدكتور "بيفن".
في يناير الماضي، تعاونت السيدة الستينية مع إحدى الأخوات غير الشقيقات التي اكتشفتها من خلال تحليل الحمض النووي، والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها، لمقابلة الدكتور بيفن، والذي يبلغ من العمر حاليا 104 أعوام ولا يزال يعيش بشكل مستقل في ساوثفيلد، ميشيجان.
الطبيب: هناك كثيرون لا يعلمون الحقيقة وأنا فخور بما فعلته
وقال الطبيب، إنه كان يلقح مرضاه بعينة جديدة من الحيوانات المنوية غير التي كان يقدمها أزواجهن، سواء بنفسه أو عبر أحد أطبائه باستخدام أداه بسيطة "ماصة"، بينما كانت تنام السيدات في صندوق زجاجي، ولم يكن هو الطبيب الوحيد الذي يتبرع بسائله المنوي بل هناك أطباء أخرون أنجبوا أطفالا كثر أيضا، وكان يتبرع منذ عام 1947، وهناك أزواج يعلمون الحقيقة وكثيرون لا يعلمون عن الأمر شيئا.
ولم يكن "بيفن" الذي يعاني حاليا من اعتلال الأعصاب نادما على فعلته، بل اعتبر ما فعله شيئا يدعو للفخر وأنه كان أول من فعل ذلك، وكان يعلم أنه أمر غير أخلاقي ولكنه كان يفعله من أجل السيدات اللاتي أتين إليه يائسات من أجل أن يصبحوا أمهات، وأن ابنته تعتقد أنه أب لآلاف الأطفال.
أجرت "لين" شقيقة "جايمي"، اختبار الحمض النووي أيضا لتعرف أنها ابنة "بيفن، ولكنهما أصبحتا يريان الأمر بطريقة إيجابية ولم يعودا غاضبتين، حيث في اعتقادهما أن والدهما الحقيقي كان يحاول مساعدة الناس وبدونه لما كانا على قيد الحياة اليوم، ولم يكن ذلك رأي الكثيرين ممن اكتشفوا حقيقة نسبهم ولكن الأمر أصبح واقعا بالرغم من كونه غير أخلاقي، ولكن ما فعله ساهم في ولادة عدد كبير من الأطفال نظرا لعدم وجود مبردات للحفاظ على السائل المنوي للمتبرع مثل التي متواجد حاليا.
فيما قالت إحدى الأشقاء الآخرين، جين لاندز، البالغة من العمر 55 عامًا، إنها اكتشفت أن الدكتور بيفن هو والدها بعد أن أجرت اختبار الحمض النووي، وكان مرتبطًا بالعديد من الأشخاص أكثر من الشقيقين اللذين نشأت معهم، ولم يعرف بعد العدد الحقيقي لأطفال الدكتور"بيفن".