على جمعة يوضح أمور يفعلها المؤمن لكسب رضا الله

الاحد 15 نوفمبر 2020 | 02:12 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه ينبغي علينا أن نعلم أن تحصيل رضا الله يكون برضا العبد عن الله عز وجل، ويكون كذلك بثلاثة أمور أخرى. 

 

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن تحصيل رضا الله يكون برضا العبد عن الله عز وجل، ويكون كذلك باسترضاء من طلب رضاهم كرضا رسوله -صلى الله عليه وسلم- ورضا أوليائه ورضا الوالدين وقد ثبت عن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  أنه قال: «رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين» رواه البيهقي.

وأضاف أنه إذا كان الرضا مطلوبًا من العبد فإنه يجب أن يسعى لتحصيله، منوهًا بأن من الأشياء التي قد تتعارض مع مقصود الرضا المصائب، ولكي تهون على المرء المصيبة فعليه بالنظر إلى جلال من صدرت منه وحكمته وملكه ، قال إبراهيم الحربي: اتفق العقلاء من كل أمة أن من لم يمش مع القدر لم يتهن بعيش وليعلم قوله -صلى الله عليه وسلم- : «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر»، وقوله -صلى الله عليه وسلم- : «الدنيا دار بلاء فمن ابتلي فليصبر ومن عوفي فليشكر» وقوله -صلى الله عليه وسلم- : «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل».

وأشار إلى أن من أكبر مظاهر رحمة الله بعباده أن جعل الأسباب الموصلة لسعادة القلب مطلوبة منهم فالرضا بالله وبرسوله ، وبدينه، وبسنن الله في كونه هو سبيل السعادة الحقيقية، بل هو السعادة الحقيقية ، قال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا وسراج العابدين، والرضا من الأخلاق التي حث الله ورسوله المسلمين عليها، بل هو دليل الإيمان بالله وبرسوله، وبدينه، وقدره.

ونبه إلى أن الرضا قسمان: الأول: الرضا بالله، والثاني: رضا الله، فالأول رضا مطلوب من العبد وبه تتحقق السعادة الدنيوية، والثاني رضا يرجوه العبد من ربه، وبه تتحقق السعادة في الدنيا والآخرة، والثاني مترتب على الأول في الظاهر، وفي الحقيقة الأول هو أثر للثاني فقد قال سبحانه وتعالى: «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»، فقدم سبحانه رضاه عنهم أولًا، ثم ذكر رضاهم عنه، ثم ذكر ما أعد لهم من جزاء.

واستطرد: ولأن القسم الأول –وهو الرضا بالله- مطلوب من العبد فسيكون هو بيت القصيد في الكلام عنه، فلابد أن نعلم أن الرضا بالله وبما قضى واجب متفق على وجوبه والسخط على الله وقضائه حرام، متفق على حرمته بل قد يخرج المرء من دائرة الإسلام ولذلك فإن أمر الرضا جليل ومطلوب من المسلم في الشرع الحنيف.

واستشهد بما قال الله سبحانه وتعالى: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ»، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» رواه الترمذي، وكذلك روي عنه -صلى الله عليه وسلم-  أنه قال: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا» رواه مسلم.

وأكد أن الرضا الحقيقي عز للمؤمن وغنى له عما سوى الله ويظهر أثر ذلك في القناعة فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-  فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس» رواه الطبراني.

ودلل بما روي وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  قال: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه» رواه مسلم، وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  يقول: «طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع» رواه الترمذي.

إقرأ أيضا..

طبيب يحذر من الإفراط في تناول الفيتامينات

رامي رضوان يكشف حقيقة إصابته بكورونا

اقرأ أيضا