أثبتت السنة النبوية الشريفة، أن العذاب يُخفف عن "أبو لهب" في يوم المولد النبوي، وذلك لفرحته بمولده -صلى الله عليه وسلم-، لأن أبا لهب هو عم النبي محمد -صلى عليه وسلم-، واعتق جارية يملكها فرحة بمولد سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
من جابنها، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنّ العذاب يُخفف عن أبي لهب، كلّ يوم اثنين في النّار لأنّه أعتق جارية (ثُوَيْبَةُ) لفرحه بولادة ابن لأخيه عبد الله، والذي سماه جده عبد المطلب محمدًا صلى الله عليه وسلم-.
واستشهد "الجندي" بما أخرجه البخاري في صحيحه: "أنّ أُمّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَت: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْكِحْ أُخْتِي بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ:"أَوَتُحِبِّينَ ذَلِكِ" فَقُلْتُ: نَعَمْ لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي. فَقَالَ النبيّ: "إِنَّ ذَلِكِ لَا يَحِلُّ لِي" قُلْتُ: فَإِنَّا نُحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: "بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟" قُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ: "لَوْ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا لَابْنَةُ أَخِي مِن الرَّضَاعَةِ؛ أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ (ثُوَيْبَةُ) فَلا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلا أَخَوَاتِكُنَّ".
وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية: قَالَ عُرْوَةُ: وثُوَيْبَةُ مَوْلاةٌ لأَبِي لَهَبٍ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَت النبيّ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ قَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي (ثُوَيْبَةَ).
الجدير بالذكر، أن "أبو لهب" هو عم النبي محمد عليه الصلاة والسلام، واسمه هو عبد العزى بن عبد المطلب ولقبه هو أبو عتبة مات سنة 624. وهو الأخ غير الشقيق لوالد الرسول عبد الله بن عبد المطلب رحمه الله.
عرف بكنية أبو لهب وكنية أبو عتبة كذلك نسبة لابنه عتبة بن عبد العزى بن عبد المطلب، ولكن الاسم الأشهر له هو أبو لهب، الذي جاء له من والده عبد المطلب نظرا لوسامته وإشراق وجهه.
وكان في يوم ميلاد النبي محمد عليه الصلاة و السلام جاءت اليه الجارية وبشّرته بولادة ابن أخيه ففرح لذلك فرحا شديدا وقام بتحريرها من الرق ورد اسم ابو لهب في القرآن الكريم في سورة المسد وهي احدى السور المكية التي بلغ آياتها خمس آيات: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ(3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ(5)".
كان أبو لهب هو أول من جهر وأعلن بعداوته الإسلام لما جهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته، بل لم يكتف بالمعارضة الصريحة للإسلام بل أكد عليها بالعمل والكيد العظيم، فقد مارس أبو لهب أبشع صور أذى الرسول صلى الله عليه وسلم وأعراض الناس عنه.
ولم يدخل كذلك مع قومه زقاق بني هاشم لما حاصرتهم قريش فيها، ولم يخرج مع قبيلة قريش عندما ذهبت لقتال النبي صلى الله عليه وسلم يوم غزوة بدر فاستأجر العاص بن هشام بن المغيرة و دفع له أربعة آلاف درهم.
إقرأ أيضًا.. في يوم مولده الشريف.. هذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم
إقرأ أيضًا.. بدعة أم مستحب؟.. حكم الاحتفال وشراء الحلوى بالمولد النبوي الشريف
إقرأ أيضًا.. ما هي المخاطر الصحية لحلوى المولد؟.. طبيب يجيب
إقرأ أيضًا.. كيف تختار حلاوة المولد؟.. وخبير تغذية: ابتعدوا عن العروسة والحصان