كانت تدرك جيدا خطورة ما تتعرض له يوميًا، لكنّها لم ترى أمامها سوى واجبها الذي عليها أن تؤديه، لم تُفكر في أسرتها والدتها المُسنة التي تحتاج إليها أشقائها الصغار لكن ماكانت تُفكر به في كل لحظة أن تكون سببًا في تخفيف معاناة أحدهم تراه يصيح من الألم يوميًا بعدما اخترق جسده وباء لعين "كورونا" لم يقوى على تحمله، لم تُدرك "ياسمين" الفتاة الشابة والتي تعمل كممرضة في إحدى مستشفيات العاصمة الكُبرى، أنّها هي الأخرى ستكون على موعد مع هذا العدو وبدلا من أن تستمر في الدفاع وقتاله في جسد الآخرين دخلت في مواجهة شرسة معه حاولت الانتصار عليه والتمسك بالحياة، لكن كان للقدر رأي آخر فغادرت ياسمين لتترك ورائها دموع محبيها وذكرى تطيب بها سيرتها.
"ياسمين أشرف" فتاة شابة تعمل كممرضة بمستشفى النيل للتأمين الصحى بشبرالخيمة، وشهيدة جديدة انضمت لركب شهداء الجيش الأبيض الذن رحلوا أثناء حربهم القوية مع فيروس كورونا، كانت الفتاة عاشقة محبة لعملها بإخلاص مؤكدة للجميع أن مهنة التمريض والتخفيف عن المرضى هى رسالة لا يجب أن تتأخر عليها يوما واحدا، لذلك اختارت أن تُواجة الخطر وتدخل تلك الحرب الشرسة بالرغم من أنّها تُدرك جيدًا أنّه من الممكن أن لا تخرج الفتاة منها لكنّها آثرت الواجب على أي شيئ آخر.
بعد رحيل الفتاة الشابة، ودّعتها أسرتها وقامت بإتمام إجراءات دفن جثمانها وفقا للإجراءات الاحترازية التي حددتها وزارة الصحة ووحدة الطب الوقائي.
فيما سادت حالة من الحزن بين زملاء وزميلات ياسمين فى العمل الذين قدموا العزاء لأسرتها، عقب علمهم بخير وفاتها مؤكدين أنها كانت ملاك يمشى على الأرض ولم تتأخر يوما واحدا عن أداء مهامها داخل المستشفى وخدمة المرضى.
ونعت إدارة مستشفى النيل للتأمين الصحى بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية الراحلة، سائلين الله ان يتغمدها بواسع رحمته وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان.
وقال الدكتور عيد العطار، مدير مستشفى النيل، أن الفقيدة كانت تباشر عملها منذ بدء عمل المستشفي كعزل لحالات الاشتباه بفيروس كورونا وذلك منذ شهر تقريبا.
وأشار العطار، إلى أن الراحلة كانت تباشر عملها بصورة طبيعية، وظهرت عليها بعض أعراض الفيروس مثل الكحة، فقامت بعمل مسحة وآشعة مقطعية أثبت إصابتها بفيروس كورونا المستجد ثم تلقينا خبر وفاتها.
اقرأ المزيد
استشاري حساسية يحذر المواطنين بعد انخفاض أعداد حالات كورونا.. فيديو
وزارة الري تكشف آخر مفاوضات سد النهضة.. فيديو