أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، خلال اجتماع موسع للمكتب السياسي لحزب العمال الكوريين الحاكم أمس الخميس، أن بلاده نجحت في تحجيم فيروس كورونا والحد من انتشاره، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم الجمعة.
وقالت الوكالة في بيان إن كيم حذّر من "الرضا عن النفس أو الاسترخاء ولو قليلاً" فيما يتعلق بمكافحة الوباء، ودعا للحفاظ على "أقصى درجات الحذر".
وحث الزعيم الكوري الشمالي المسؤولين على الحفاظ على اليقظة ضد الفيروس، محذراً من أن التراخي قد يؤدي إلى "أزمة لا يمكن تصورها ولا يمكن إصلاحها".
وعلى الرغم من التحذير، أكد كيم مجدداً ادعاء كوريا الشمالية أنها لم يكن لديها حالة واحدة من كوفيد-19، حيث قال في الاجتماع إن البلاد "منعت تماماً تفشي الفيروس الخبيث" على الرغم من الأزمة الصحية العالمية.
ويشك الغربيون على نطاق واسع في أن كوريا الشمالية نجت من هذا الوباء بالكامل، نظراً لبنيتها التحتية الصحية السيئة وعلاقات التجارة والسفر الوثيقة مع الصين، حيث ظهر كوفيد-19 في أواخر العام الماضي.
من جهتها، وصفت كوريا الشمالية جهودها لمكافحة الفيروسات بأنها "مسألة وجود وطني". وأوقفت كوريا الشمالية في وقت سابق من هذا العام كل حركة المرور عبر الحدود تقريباً، وحظرت دخول السائحين وعبأت العاملين الصحيين لعزل أي شخص يعاني من أعراض مشابهة لمرض كورونا.
ويقول الخبراء إن الإغلاق الذي تفرضه البلاد على نفسها يضر باقتصاد يعاني بالفعل من عقوبات صارمة تقودها الولايات المتحدة بسبب برنامجها للأسلحة النووية والصواريخ.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم خلال اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال انتقد بشدة عدم الانتباه بين المسؤولين وانتهاك قواعد مكافحة الفيروسات الطارئة.
ونشرت صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية لكوريا الشمالية عدة صور لكيم في الاجتماع، وهي أول صور إعلامية رسمية له خلال أسابيع. ولم يكن كيم ولا مسؤولو الحزب الحاكم الذين شاركوا في الاجتماع يرتدون أقنعة أو كمامات.
ويلمح بيان كيم إلى إغلاق كوريا الشمالية الكامل للحدود مع الصين، أكبر شريك تجاري لها، سيستمر هذا على الأرجح على الرغم من الخسائر التي تلحق بالاقتصاد الذي يخضع لعقوبات شديدة.
وفقاً للبيانات الصينية، تراجعت صادرات كوريا الشمالية إلى الصين والواردات منها بأكثر من 90% لمدة شهرين متتاليين في مارس وأبريل 2020. قال معهد الأبحاث الاقتصادية "أي. بي. كيه" في تقرير إن حجم التجارة بين كوريا الشمالية والصين ارتفع في مايو بنحو 164% عن الشهر السابق، ما يشير إلى أن كوريا الشمالية كانت تحاول استعادة التجارة.
يذكر أنه في مايو الماضي، أبلغت وكالة التجسس في كوريا الجنوبية المشرعين أن عمليات شراء مذعورة حدثت في بيونغ يانغ وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية المستوردة مثل السكر والتوابل، قبل أن تشن السلطات حملة ملاحقة على أولئك الذين يسيطرون على السوق.
وقالت مجموعات مراقبة كوريا الشمالية في سيول مؤخراً أن أسعار الأرز والسلع الأساسية وأسعار الصرف الأجنبي في أسواق بيونغ يانغ لا تزال مستقرة. كما قال آهن كيونغ سو، رئيس "مركز الأبحاث الخاص للصحة والرعاية الاجتماعية في كوريا الديمقراطية"، ومقره سيول، إنه قد تكون هناك شحنات مساعدات صينية وتجارة ثنائية غير رسمية لا تنعكس في الأرقام التجارية الرسمية.
موضوعات ذات صلة
بعد تقارير اختفائه مجددًا.. أول تصريح لزعيم كوريا الشمالية
"العربي الناصري" بالدقهلية يوزع الكمامات والقفازات على المواطنين بالشوارع