خرجت الدكتورة رانيا فوزي، المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، لتعلق على جملة الانتقادات التي توجهها خارجية الاحتلال الإسرائيلي إلى بعض الأعمال الدرامية، قائلة:"يندرج فيلم فوضى ضمن أفلام الإثارة السياسية والنفسية التي بدأت إسرائيل في السنوات الأخيرة إلى ادراجها للسينما الإسرائيلية للتمجيد في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية واثبات نجاحتها للجمهور المستهدف في الداخل الإسرائيلي وخارجه خاصة بعد الفشل الذي لحق بتلك الأجهزة في السنوات الأخيرة وفشلها في جبهات عدة وبالأخص في الجبهة الجنوبية المتمثلة في حدودها المتاخمة لقطاع غزة، وبالنظر إلى مسلسل فوضى الذي شارك في انتاجه آفي يسخاروف الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشئون العربية و الفلسطينية بموقع واللا، فلا أحد كان يتوقع أن يلقي المسلسل في الأجزاء الأولى والثانية وأن يستحوذ الجزء الثالث من المسلسل على نسبة مشاهدة عالية في البلدان العربية، فهذا النجاح للمسلسل والجوائز التي حصدها دفعهم لإعداد جزء رابع منه".
وتابعت "فوزي" في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم":"في تقديري أن اختراق مثل هذه المسلسلات الإسرائيلية إلى العقول العربية يعد جزء من حروب الوعي الإسرائيلية الموجهة إلى العالم العربي عبر الإعلام والدراما سواء التليفزيونية او السينمائية، وهو ما بات يشكل خطورة حيث من شأنه أن يحقق الغرض الإسرائيلي الراغب في تحسين صورتها بين أوساط المجتمعات العربية وتحويلها رويدا رويدا وعلى المدى البعيد من دولة معادية للعرب إلى صديق العرب المدافع عن قضاياهم حيث تهدف في الأساس من هذا المسلسل وغيرها إلى ضياع القضية الفلسطينية وعدم كسب تعاطف العرب معها مجددا".
وما إذا كان هناك ربط ما بين صفقة القرن ومسلسل فوضى ودعم أدرعي له، فقالت المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي:"اعتقد أنه امر غير مستبعد فهناك دوما دلالات الألفاظ تكون لها ابعاد ظاهرة وكامنة يوظفها الخطاب الإعلامي الإسرائيلي فمن المقرر أن يتم المصادقة في يوليو المقبل على قانون السيادة حيث تستغل الحكومة الخامسة والثلاثين التي تسابق الزمن لتعديل قانون الأساس الإسرائيلية الذي يخالف بنود الاتفاق الموقع بين نتنياهو وجانتس حيال مسألة التناوب وتوزيع الحقائب الوزراية ، حيث يراهن نتنياهو على البدء في تطبيق السيادة واستغلال تفشي وباء كورونا في الأراضي الفلسطينية المحتلة واحتياجهم للمساعدات الإنسانية من إسرائيل في الخروج بعد ضم المستوطنات باقل خسائر حيث قد حذرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في السابق من مغبة الضم وانعكاسات باثارة الفوضى في الضفة الفلسطينية المحتلة".
أما عن مسلسل هارون، فقالت "فوزي":"في تقديري الشخصي أن الدراما هي انعكاس للمجتمع فتناول قصة أم هارون ليس به شيء فهو تاريخي ولكن المعالجة الدرامية نفسها والمغالطات التي بها هي من أثارت الضجة فمصر على سبيل المثال تناولت في رمضان في السنوات الماضية مسلسل حارة اليهود ولكن المعالجة الدرامية كانت هادفة وليس بها أي توجه سياسي خاصة أن دول الخليج بالفعل في السنوات الأخيرة باتت اقرب الى مسالة التطبيع المعلن مع إسرائيل أكثر من أي وقت مضى ولها مبرراتها الأمنية المتعلقة بتوجسها من ايران وتهديدها لأمن الخليج".
وحول السبب وراء البلبلة حول مسلسل النهاية ، فقالت "فوزي":"هذا أمر بديهي أي شيء يخدم على المصلحة الإسرائيلية يكون موضع اهتمام ويتم تسليط الضوء عليه وترويجه إعلاميا ليس فحسب عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية الموجهة بالعبرية بل بلغات أخرى لإبراز نجاحات اسرائيل وسياستها الخارجية ولكن المسلسلات المصرية والتي تعرض بالأخص في شهر رمضان لها خصوصية عند الاستخبارات الإسرائيلية وذلك على ضوء المشاهدة العالية التي تتمتع بها تلك المسلسلات في شهر رمضان الكريم أكثر من باقي شهور السنة، ومن ضمن أسباب استحواذ مسلسل نهاية العالم لأنه قد أثار غضب اسرائيل بتشجيع العرب على تحرير المسجد الاقصى والتنبأ بالنهاية الحتمية لإسرائيل على يد العرب فمسسلسل نهاية العالم ليس المسلسل الأول الذي يثير غضب اسرائيل ففي السابق احتجت إسرائيل على مسلسل فارس بلا جواد بطولة الفنان محمد صبحي ولكن واقعيا فهناك أفلام إسرائيلية بالفعل تنبأت بنهاية إسرائيل ولكن من الداخل وليس على يد العرب التي تعتبرها رغم العلاقات الجيدة ظاهريا أحد ألد اعدائها دينيا وتاريخيا ، وفيما يتعلق بموقف الخارجية الإسرائيلية وردها ليس من حقها توجيه اللوم او النقد لاي إبداع او عمل درامي لأن هناك العديد من الكتاب والمسلسلات الإسرائيلية التي تهاجم العرب والبعض منها يركز على المصريين لوصفهم بسمات وأدوار سلبية".
وتابعت المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي :"فيما يتعلق بمستقبل السلام بين مصر وإسرائيل في الوقت الحالي وفي ظل المتغيرات الإقليمية لا تزال إسرائيل بعد 41 تعتبر اتفاقية السلام مع مصر ذخرا استراتيجيا لها ولكن على المستوى البعيد فالعداء الإسرائيلي الدفين لمصر دينيا وتاريخيا لا يزال محفور في الفكر الصهيوني ويتدارسه الأجيال الإسرائيلية سواء في المدارس العلمانية أو الدينية ولذلك عندماأاشاهد تعليقات الاسرائيليين على الموضوعات التي تنشر في الإعلام العبري والتي تتعلق بالسلام بين مصر وإسرائيل هو في تقديراتهم سلام بارد جدا وأن اتفاقية السلام مجرد هدنة أو وقف إطلاق النار بين الجانبين ولكن في تقديري على المدى البعيد والذي يفطن له المصريين جيدا أن هناك مواجهة وحرب خامسة قد تندلع بين البلدين يوما ما ويكون القتال على أرض سيناء التي تعد وفق المعتقد اليهودي الوارد في العهد القديم جزء من أرض إسرائيل التاريخية".
موضوعات ذات صلة:
قطر.. 1500 إصابة جديدة بكورونا خلال 24 ساعة
الصين ترفض بشدة دعوات استقلال تايوان.. تفاصيل