كشفت الدكتورة شيم حمزة، نائبة رئيس الحجر الصحي، عن أصل فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه من ضمن عائلة الفيروسات التي انطلقت في عام 2003، والتي كانت بدايتها فيروس "سارس"، الذي أصاب 8000 شخص توفي منهم 800، بنسبة 10%.
وأشارت "حمزة"، خلال لقائها ببرنامج "مصر في القلب"، الذي يقدمه الإعلامي علاء أبو بكر، المُذاع على فضائية "المحور"، اليوم الخميس، إلى أن عدد وفيات كورونا أقل من السارس والأيبولا الذي تفشى في دولة الكونغو نتج عنه وفيات بنسبة 60%، موضحة أن الأطفال لا يصابون بكورونا، و82% من حالات الإصابة بكورونا لا يظهر عليها الأعراض، أو يظهر عليها أعراض طفيفة وتشفى منه تمامًا.
وأكدت أن العالم استطاع التغلب على "سارس"، لكن عدد المصابين جراء فيروس كورونا وصل حتى الآن إلى 93 ألف شخص، منهم 80 ألف داخل الصين، و13 ألفا في مختلف دول العالم، بينما الوفيات لا تتعدى 3200 شخص بنسبة 2.5%، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بوفيات الأمراض الأخرى.
واستعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريراً، من الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بشأن التقصي لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في كل من فرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تداولت أنباء عن إصابة هذه الحالات بعد عودتها من مصر.
وأشار التقرير في مقدمته، إلى أنه تم تداول أنباء يوم 28 فبراير الماضي، تفيد بإصابة إثنين من الفرنسيين بفيروس "كورونا" المستجد عقب عودتهما من مصر، حيث تم نشر الخبر بجريدة "الليبراسيون" الفرنسية، كما تم تداول بعض الأنباء عن إصابة حالات بكل من كندا وتايوان عقب عودتها من زيارة لمصر.
ووفقاً للتقرير، قامت وزارة الصحة والسكان بتشكيل فريق مركزى من الإدارة العامة للوبائيات والترصد للتوجه إلي محافظتي القاهرة والأقصر للتقصي الوبائي لمخالطي الحالات المعلن عنها.
وأضافت وزيرة الصحة في تقريرها: قامت اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بمخاطبة منظمة الصحة العالمية (منطقة شرق المتوسط، والمنطقة الأوروبية) من خلال بريد إليكتروني لطلب التحقق وموافاتنا بمعلومات كافية في حالة التأكيد حتى تتمكن وزارة الصحة والسكان من اتخاذ الإجراءات المناسبة.
فيما قامت وزارة الصحة والسكان بمخاطبة وزارة الخارجية للتواصل مع السلطات الفرنسية للتحقق من المعلومة وطلباً للبيانات، وأفادت السلطات الفرنسية بعدم تمكنها من هذا بصورة رسمية وفقاً لإفادة نائب مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالخارجية الفرنسية في إطار سرية بيانات المرضى وأشار إلى أن التواصل يتم من خلال اللوائح الصحية الدولية، وقد علمت السفارة من السلطات الفرنسية بعض البيانات.
ووفقاً للتقرير، تمت مخاطبة اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بفرنسا بتاريخ 28/2/2020 طلباً لمزيد من البيانات حتى يمكن إجراء التقصيات اللازمة (أسماء الحالات، والأماكن التي أقاموا بها، والأماكن التي قاموا بزيارتها، وشركة الطيران الناقلة، وتاريخ ورقم رحلة الطيران، .....)، وردت اللجنة الوطنية الفرنسية ببعض البيانات البسيطة ولم تذكر اسماء الحالات ولا أماكن إقامتهم أو المزارات التي ترددوا عليها أو تاريخ مخالطتهم لحالات مؤكدة قبل قدومهم إلى مصر.
وتضمنت البيانات الواردة أن الشخصين اللذين تم تأكيد إصابتهما بفيروس COVID-19 يوم 28/2/2020 لهم تاريخ سفر ضمن فوج سياحي إلى مصر خلال الفترة من 5 فبراير إلى 16 فبراير 2020، وأنه تم إرسال بيانات المرشد السياحي المرافق لهم وشركة السياحة المصرية التي نظمت رحلتهم، وكذا تم تتبع خبر على وسائل الاعلام الكندية بتاريخ 29 فبراير 2020 عن اصابة حالة بفيروس كورونا المستجد مع تاريخ وجود سفر الى مصر، وفى نفس اليوم قامت اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بمصر بارسال بريد الكترونى الى اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بكندا طلباً للتحقق من صحة الحدث، وامدادنا بالمعلومات اللازمة لاجراء تقصى وبائي، وردت اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بكندا بأن القوانين الفيدرالية تحمى بيانات المرضى مما يتسبب فى محدودية البيانات التى يمكن تداولها.
كما ورد بريد الكترونى من اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بتايوان بتاريخ 1 مارس 2020 يفيد بوجود حالة مؤكدة مصابة بفيروس الكورونا تم تأكيدها يوم 28 فبراير 2020 لسيدة تعيش فى الولايات المتحدة وعادت الى تايوان فى 31 ديسمبر 2019 ولها تاريخ سفر الى الامارات العربية المتحدة ومصر بين 29 يناير و 1 فبراير 2020، وعلى الفور تم مشاركة المعلومات مع الادارات المعنية بوزارة الصحة (الادارة العامة للوبائيات والترصد ، الادارة العامة لمكافحة الامراض المعدية ، الادارة العامة للحجر الصحى) لعمل التقصيات الوبائية اللازمة.
وأشار التقرير إلى ورود بريد الكترونى من المكتب الاقليمى لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية بتاريخ 2/3/2020 يتضمن: اكتشاف عدد 2 حالة مصابة مؤكدة بفيروس الكورونا المستجد فى الولايات المتحدة الامريكية ولها تاريخ سفر لمصر خلال الفترة من 9 فبراير حتى 20 فبراير 2020، وأن هذه الحالات مرتبطة بالرحلة النيلية مع حالة الاصابة المؤكدة التى ابلغتنا بها اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بتايوان. وذكرت المخاطبات الواردة بالبريد الالكترونى ان الحالة المؤكدة هى Index Case للحالتين المصابتين بالولايات المتحدة اثناء الرحلة النيلية بمصر، كما تضمن البريد الإلكتروني خط سير وبيانات الجولة السياحية التى قام بها السياح الامريكان بمصر.
وتطرق تقرير وزارة الصحة إلى المحاور التنفيذية لعملية التقصي الوبائي والمتمثلة في التقصي الوبائي عن الاحداث، وحصر المخالطين واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
وفيما يخص التقصى عن الحالات الفرنسية، تم على الفور عمل تقصى وبائي عن الحدث بتاريخ 29 فبراير 2020 وفقاً للبيانات الواردة من فرنسا وكذلك البيانات التى امدتنا بها وزارة الخارجية وشمل التقصى في محافظة القاهرة مقابلة مدير الشركة السياحية ومقرها بمصر الجديدة، وزيارة فندق إقامة المجموعة السياحية أثناء تواجدها بالقاهرة، وتم مناظرة العاملين الذين قاموا بمخالطة الوفد، والتأكد من سلامتهم وعدم ظهور أي أعراض تنفسية عليهم، كما تم متابعتهم لمدة 14 يوما (فترة حضانة المرض)، كما أفاد طبيب الفندق بعدم وجود أي حالات مرضية بين الوفد طوال فترة الإقامة بالفندق.
وفي محافظة الأقصر، تم التوجه الي فندق إقامة الفوج الفرنسي في محافظة الأقصر، والتأكد من سلامة العاملين المخالطين للفوج وتم مناظرتهم صحياً والتأكد من سلامتهم وعدم ظهور أي أعراض مرضية تنفسية عليهم. كما تم متابعتهم لمدة 14 يوما (فترة حضانة المرض) وتبين عدم وجود أعراض، ثم التوجه الي مركز طبي بالأقصر خاص بحالات الإحالة من الفندق، كما أفاد طبيب الفندق بعدم وجود أي حالات مرضية بين الوفد طوال فترة الإقامة بالفندق، ومقابلة المرشد السياحي المصاحب للفوج الفرنسي أثناء تواجدهم في مصر والتأكد من تمام حالته الصحية، وأعقبها التوجه الي الباخرة السياحية محل اقامة المجموعة الفرنسية أثناء الرحلة وعمل التقصيات الوبائية اللازمة والتأكد من سلامة العاملين بها، ومتابعتهم لمدة 14 يوماً، ثم زيارة المستشفيات الحكومية بالأقصر، ومراجعة السجلات الطبية خلال فترة تواجد الفوج السياحي ولمدة 14 يوماً من بعدها.
وأشار التقرير إلى أن نتائج التقصي اسفرت عن وصول المجموعة الفرنسية مصر بتاريخ 5/2/2020 وغادرت يوم 16/2/2020 متوجهة إلى فرنسا ولم يتم تأكيد الحالات إلا بتاريخ 28/2/2020 بعد مرور اثنى عشر يوماً من دخول فرنسا، بالإضافة إلى عدم ظهور اى اعراض مرضية على المخالطين للوفد السياحى في الأماكن التي تمت زيارتها في كل من (القاهرة - الأقصر – أسوان) حتى تاريخ التقرير، فضلاً عن عدم ملاحظة أي زيادة في أعداد أو معدلات حالات الأمراض التنفسية الحادة بالأقصر أو أسوان.
وفيما يخص التقصى عن المعلومات الواردة بكتاب منظمة الصحة العالمية بشأن الباخرة السياحية، تناول التقرير الوارد الإشارة إلى أنه تم تشكيل فريق مشترك من وزارة الصحة والسكان ومكتب منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية للتقصى الوبائي عن الحدث بتاريخ 4 مارس 2020 بهدف التقصي الوبائي للحدث، فضلاً عن حصر المخالطين واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، هذا إلى جانب زيادة حساسية رصد الحالات المشتبهة عن طريق توسيع دائرة الاشتباه.
وفي الوقت نفسه لفت التقرير إلى خطوات العمل التي تمت على أرض الواقع، حيث تم التوجه الي الباخرة السياحية بأسوان محل اقامة المجموعات السياحية المختلفة ووضع تعريف حالة لمرض الكورونا المستجد COVID-19 حالة خاص بالحدث. وكذا زيارة المستشفيات الحكومية بأسوان، ومقابلة مدير الشركة السياحية ومقرها بمصر الجديدة بالقاهرة، إلى جانب زيارة فندق إقامة المجموعات السياحية أثناء تواجدها بالقاهرة.
وفيما يتعلق بزيارة الباخرة السياحية، أوضح التقرير الوارد أنه تم عمل سرد خطى لجميع العاملين بالباخرة السياحية بداية من الأول من فبراير 2020 وحتي تاريخ اليوم 4 مارس 2020. كما تم مناظرة جميع المتواجدين على متن الباخرة من فريق العاملين وتمت مناظرتهم في حضور ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية وتم سؤالهم عن التاريخ المرضى لهم بأثر رجعى في الفترة من 5 فبراير وحتى تاريخ اليوم 4 مارس 2020.
وفي هذا الصدد تبين عدم وجود أي أعراض مرضية أثناء مناظرة جميع المتواجدين (طاقم الباخرة والنزلاء) بتاريخ 4/3/2020، على متن الباخرة سوي طفل يبلغ من العمر 6 سنوات (فرنسي الجنسية) وتم سحب عينة من الطفل على الفور وإرسالها الى المعمل الإقليمي بمحافظة أسوان.
وسلط التقرير الضوء على أنه وردت النتائج المعملية للطفل الفرنسي في نفس اليوم من المعمل الإقليمي بمحافظة أسوان إيجابية لفيروس الانفلونزا الموسمية FLU/A H1.
وفي ذات الشأن، تم أخذ عينات عشوائية من المخالطين كإجراء إحترازي على الرغم من أن الجميع بصحة جيدة ولا يوجد ارتفاع في درجة الحرارة ولا أعراض تنفسية، رغم انقضاء فترة حضانة المرض. وفي الوقت نفسه تم حصر جميع الأفواج السياحية الأجنبية على متن الباخرة وهي عدد (11) من فرنسا – (31) من أمريكا – عدد (1) من بنجلادش – عدد (2) من ماليزيا – عدد (3) من الصين – عدد (7) من كندا، في الفترة من 5 فبراير 2020 وحتى 19 فبراير 2020 (تاريخ مغادرة أخر فوج مخالط للحالات المؤكدة على متن الباخرة).
أما بالنسبة لبيانات المستشفيات الحكومية بأسوان، فقد أشار التقرير إلى أنه تبين عدم وجود أي حالات اشتباه لفيروس الكورونا المستجد COVID-19 من أول فبراير وحتى تاريخ التقرير كما تبين عدم حدوث أي زيادة في معدلات الحالات المصابة بأعراض تنفسية حادة خلال نفس الفترة.
وفي ختام التقرير الوارد من وزارة الصحة والسكان، تم التأكيد على أن جميع الاخبار الواردة فى وسائل الاعلام بشأن حالات الاصابة كانت وزارة الصحة لها السبق فى التقاط الخبر والتعامل معه على وجه السرعة ، فبمجرد نشر خبر الفرنسيين بجريدة الليبراسيون بتاريخ 28 فبراير 2020، قامت وزارة الصحة بعمل تقصى وبائي عن الحدث بتاريخ 29 فبراير فور ورود كتاب منظمة الصحة العالمية بتاريخ 3/3/2020 بشأن السفينة السياحية، وربطها بظهور حالات من الدول المذكورة، وقامت وزارة الصحة ضماناً للوثوق بما يسفر عنه التقصى الوبائي باشراك ممثل عن منظمة الصحة العالمية بالمشاركة فى التقصى، وتم التقصى بتاريخ 4/3/2020، وتم عمل تقرير تقصي عن الحدث.
وتضمنت المراسلات بين منظمة الصحة العالمية واللجان الوطنية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان الإشارة إلى أن الحالة المرجعية التي قد تكون مصدر العدوى للحالات الأمريكية هي السيدة الأمريكية من أصل تايواني والتي أعلنت تايوان عن اكتشاف المرض بها بتاريخ 1/3/2020.