تجلس وحيدة، تنظر للفتيات وهم يصفقون في الشوارع، وسط الفرحة والزغاريد بزفاف صديقتها، أمام منزل من الطين لا يوجد به سوى غرفتين ضيقتين وبعض الأسرة القديمة فى قرية الطوايل الشرقية بمحافظة سوهاج.
ش.ع، فتاة عشرينية، خرجت إلى الدنيا لا تعى أنها تعيش مأساة حقيقية، فقد عانت منذ طفولتها وحتى عمرها 13 عاما المرض وحاولت أسرتها الفقيرة علاجها فقد ولدت معاقة بمتلازمة داون تعانى تشنجًا عصبيًا ولا تتكلم وتتبول لا إرادى.
وعلى مدار السنوات الماضية استنفذ أهلها كل طاقتهم وما لديهم على علاجها إلا أن توقفوا عن علاجها والآلم والحسرة تسكن قلوبهم بعد أن أصبحوا لا يمتلكون شيئا وأنفقوا كل ما لديهم، فرب الأسرة يعمل عاملا حرًا ولديه 8 أبناء، والآم ربة منزل، بالإضافة إلى أن الطفلة لا تتقاضى معاش تكافل وكرامة وتعيش الأسرة على الكفاف.
بعد مرور 7سنوات من إجراءها عملية خطيرة في جسدها، لم تكن تعلم شيء عنها إلا أنها عملية ختان كبقية الأطفال في سنها، وتفاجأت بعد ذلك أن خالتها تقول أنه تم استصال رحمها خوفا لها من الاغتصاب وهي معاقة لاتتزوج.
تحكي البنت قصتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إحدى الجروبات النسائية، أهلي تجاهلوا أنني سأكون بصحة سليمة وحرموني من الحياة وأن أعيش حياتي كبقية الفتيات، أنا فتاة من متلازمة داون حرمني أهلي ولكنهن تنصلوا من مسؤوليتهم مقابل راحتهم.
رفضت أمها أن تحارب من أجلها، وإخفاء ابنتها عن المجتمع، كما يفعل بعض الآباء مع أولادهم، حتى تخرج بها إلى العالم، وتدمجها في الحياة، وتلحقها بإحدى المدارس التربية الفكرية.