شهدت مؤشرات الأسهم العالمية ارتفاعا نحو 1 % خلال تعاملات، اليوم الخميس، لتنفض غبار الخسائر التي تكبدتها منذ ظهور فيروس كورونا المستجد بالصين، متجهة صوب تسجيل صعود قياسي، مدفوعا بتفاؤل المستثمرين بشأن قدرة الاقتصاد العالمي في النجاة من عاصفة الفيروس، عبر التدابير الموسعة التي اتخذتها بكين من أجل دعم الأسواق وتحجيم الأضرار الناجمة عن الفيروس حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية في سياق تقرير نشرته على موقعها اليوم الخميس، أن قرار بكين تخفيض الرسوم الجمركية الإضافية المقررة على واردات أمريكية تزامنا مع حزمة التدابير المالية التي كشفت عنها مؤخرا، ساهم في تدعيم التفاؤل بشأن تجاوز محنة "كورونا"، حيث سجل مؤشر الأسواق الناشئة ارتفاعا لليوم الرابع على التوالي، وصعدت المؤشرات الرئيسية داخل آسيا، معقل الفيروس، أكثر من 2 %.
ونقلت "بلومبرج" عن جوي زيدل، كبير خبراء الاستثمار في مجموعة بلاكستون قوله: "قد تستمر معاناة الشركات المنكشفة على الصين لفترة من الوقت، غير أن الخطوات التي اتخذتها السلطات الصينية في الأيام الأخيرة من أجل إعادة فتح الأسواق وضخ سيولة نقدية منحت المستثمرين درجة من الثقة في قدرة صناع القرار الصيني على الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة".
على الصعيد الأوروبي، ارتفع مؤشر "يوروستوكس 600" 0.40% ليصل إلى 425 نقطة، كما صعد مؤشر"كاك" الفرنسي" 0.69 % ليصل إلى 6025 نقطة، والألماني "داكس" بنسبة 0.55% ليصل إلى 13552 نقطة.
وفي آسيا، سجلت المؤشرات الرئيسية ارتفاعات جماعية لليوم الثاني على التوالي بنسبة بلغت 2%، بعد موجة خسائر دامت شهر منذ ظهور "كورونا" في الصين، حيث صعد مؤشرا "شنجهاي" و"هوانج سينج" الصينيان بنسبة 1.72% و2.36% على التوالي، وصعد الياباني "نيكي" بنسبة 2.38 %.
وعلى صعيد أسواق السلع، قفزت أسعار النفط 2 % مدعوما بتنامي التوقعات بشأن توصل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والمنتجين الآخرين لتوافق حول خفض الإنتاج بهدف دعم الأسعار لمجابهة تراجع الطلب العالمي على الخام.
ارتفعت عقود الخام الأمريكي تسليم مارس بنحو 2.7% لتصل إلى سعر 52.13 دولار للبرميل، كما صعدت عقود خام برنت القياسي بنسبة 2.3% إلى 56.53 دولار للبرميل.
كما استقرت أسعار الذهب العالمية، خلال تعاملات اليوم، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل عند 1561.70 دولار للأوقية، وصعد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.2% إلى 1558.91 دولار للأوقية".
وتكثف السلطات الصينية جهودها لدعم الأسواق في مواجهة خطر "كورونا" عبر حزمة من الإجراءات الاقتصادية الموسعة تشمل ضخ سيولة نقدية بقيمة 57 مليار دولار، وتمديد فترة السماح للشركات التي تواجه صعوبة في الالتزام بالموعد النهائي للامتثال لقواعد إدارة الأصول الجديدة.
وكانت لجنة الرسوم الجمركية بمجلس الدولة الصيني قد أعلنت صباح اليوم تخفيض نسبة الرسوم الإضافية على بعض المنتجات الأمريكية ابتداء من 14 فبراير الجاري، في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، موضحة أن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من بعد ظهر يوم 14 فبراير، حيث سيتم تخفيض معدلات الرسوم المقررة بنسبة 10% و5% على قائمة المنتجات الأمريكية الخاضعة لرسوم جمركية إضافية في 1 سبتمبر 2019 إلى النصف.
من جانبها، أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية واللجنة الوطنية للصحة موافقتها على تسجيل التجارب السريرية على عقار (ريمدسيفير) المضاد للفيروسات، فيما ستبدأ الدفعة الأولى من مرضى الالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس كورونا المستجد في البلاد.